قبل أيام من إطلاق صافرة المؤتمر العام للحوار الوطني "إبراهيم محمود" يكشف كواليس اللقاء الأمريكي.. وطلب تقديم بعض التنازلات!! تقرير – نجل الدين آدم هل سيتم تأجيل موعد المؤتمر العام للحوار الوطني المزمع عقده في العاشر من الشهر المقبل بسبب ضغوطات أمريكية.. وهل سترضخ الحكومة لشروط قطاع الشمال بشأن إيصال المساعدات عبر دول الجوار.. وهل ستكون هناك معالجات فعلية مرتقبة للوضع الاقتصادي في البلاد؟.. هذه الأسئلة وغيرها من الاستفسارات والمداخلات الساخنة أجاب عليها مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني المهندس "إبراهيم محمود محمود" خلال تنوير محضور لرؤساء التحرير وقادة العمل الصحفي مساء (أمس). جملة من الملاحظات أثارها الصحافيون في اللقاء، بجانب توجيههم انتقادات لبعض أوجه التقصير في سياسات الدولة الاقتصادية وغيرها من السياسات، تقبلها مساعد الرئيس بصدر رحب وأجاب عليها في لقاء استمر لساعتين من الزمن. }تماسك الجبهة الداخلية بدأ المهندس "إبراهيم محمود حامد" حديثه بتماسك الجبهة الداخلية لمواجهة موجة الاستعمار الجديد ومحاولات الهيمنة الدولية، وذُكر أن قوة وإرادة الشعوب لا تقاوم وتحدث عن كيف أنها أعادت تشكيل الوضع في عدد من الدول، ونبه إلى أن برنامج الحوار الوطني يعوّل عليه لإحداث إصلاح في البلد، مشيراً إلى أن استقرارها صادف مصالح الدول الغربية وأمريكا. وقال "حامد" إن الحوار الوطني هو برنامج الشعب السوداني لتوحيد الجبهة الداخلية من محاولات الهيمنة الخارجية، وأبدى أمله في أن يصنع دولة راشدة فيها مؤسسات، ونبه إلى أن الدولة التي تقوم على أساس قبلي أو حزبي لن تمضي إلى الأمام، وركز هنا على أن المؤسسات هي الأساس الذي ينبغي أن يكون حاضراً في برنامج الإصلاح. "حامد" أشار أيضاً إلى ضرورة أن يكون هناك إصلاح آخر هو إصلاح الحياة السياسية والاتفاق على نظام حكم معين وعلى آلية إجراء الانتخابات وطريقة إجرائها والاتجاه صوب إجراء الانتخابات إلكترونياً لإزالة الشكوك في النتائج. }إرادة خارجية تدعم الحوار وقرأ المهندس "محمود" المشهد الراهن بأن المناخ الدولي بات يدعم عملية الاستقرار في السودان، ومضى إلى أن المجتمع الدولي اقتنع رغم مواقفه السابقة، بأن الاستقرار هو الأساس لجميع الحلول، وأشار إلى أنهم الآن بصدد التوصل إلى الوثيقة الوطنية للإصلاح وفق ما يتم الاتفاق عليه في الحوار الوطني، وأنه يمكن لأي جهة أن تلتحق بما تم التوصل إليه من اتفاق. }ما بعد الحوار وتابع "حامد" حديثه بأنهم يرتبون لأن يحدث تصويت على الوثيقة الوطنية في المؤتمر العام وتتم إجازة التوصيات وتشكيل حكومة لتنفيذ ما اتفق عليه، وأن تكون هناك لجنة من الأحزاب لمتابعة التنفيذ ومفوضية تعنى بالدستور، وأشار إلى أنه كان من المأمول أن يبدأ تنفيذ بعض ما اتفق عليه بعد التوقيع على خارطة الطريق، لكنه تبين لهم أن الحركات كانت فقط تريد التوقيع لكي ترفع عنها الضغوط الخارجية. }موقف قطاع الشمال وأشار "حامد" في حديثه إلى أن تمسك الحركة الشعبية قطاع الشمال بإيصال المساعدات الإنسانية للمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، عبر دول الجوار، جعلهم يتنازلون عن مسؤولية توزيع هذه المساعدات، وأضاف لكنهم يريدون أن نتنازل عن الحدود. وقطع "حامد" بالقول (لا نريد شريان حياة جديد كما حدث في جنوب السودان)، وكيف أنه ساهم في إطالة أمد الحرب بالاستخدام السالب، وذكر أن شريان الحياة الذي تم الاتفاق عليه من قبل لم يحدث له مثيل في الدنيا إلا في السودان! وقال إن قطاع الشمال يريد أن يطبق هذا الشريان مرة أخرى في المنطقتين لإطالة الأمد، ونبه إلى أن المنطقتين بهما معادن بكميات كبيرة، وأضاف عندما سألنا قطاع الشمال عن إصرارهم على إيصال المساعدات عبر الحدود كان ردهم بأن الحكومة تعمل على إعاقة إيصال المساعدات، مشيراً إلى أنهم اقترحوا لجنة ثلاثية دولية محايدة لإيصال المساعدات، وتابع ما عندنا مانع أن تقوم الأممالمتحدة بإيصال المساعدات إلا أن قطاع الشمال يريد أن يعطل وقف العدائيات، وبشأن دارفور قال "حامد" إن مشكلتهم هي أماكن قواتهم وإنهم لا يريدون أن يكشفوا عنها، ومضى قائلاً إن حقيقة الأمر أنه لا قوات لهم الآن، وتفاءل بأن السلام بات قريباً لأن كل المبعوثين الدوليين يدعمون ذلك الآن، ونبه إلى أن بعض قادة الحركات في المنطقتين ودارفور ينورون قواعدهم سراً بالسلام القادم. }لا مفاوضات لتقسيم المواقع بعد الحوار وقطع "حامد" في حديثه بالقول إنه لا مفاوضات لتقسيم المواقع بعد الحوار الوطني، وقال سنتفق مع العالم بأن هؤلاء الذين رفضوا السلام هم معارضون وأنهم لن يعطلوا الشعب السوداني من أجل هذه الأربع جهات على حد قوله، ونريد أن نؤكد على أن تنفيذ توصيات الحوار سيصبح أمراً واقعاً وأنه في السادس والعشرين من الشهر الجاري سيتم تسليم مخرجات الحوار المجتمعي وهي الضامن الرئيس للحوار الوطني، ويؤكد مساعد الرئيس مجدداً (مافي مناصب سياسية بالحوار مرة أخرى وينبغي أن يكون ذلك قرار الشعب السوداني). }بشريات على الطريق ويقول "حامد" إن الوضع الأمني الآن أفضل بكثير ونريد أن نبشر بأننا متجهون نحو السلام وأن هناك انفتاحاً خارجياً، مشيراً إلى زيارة وزير الزراعة الصيني للبلاد وما سيتبعها، وأن السفير البريطاني نقل لهم خلال اللقاءات معه أن بلاده همها الآن عودة العلاقات التجارية، وأن المطلوب إصلاحات اقتصادية بزيادة الإنتاج وجذب الاستثمارات، بجانب تحسين دخل العاملين بالدولة لأن ما ينالونه بات لا يكفيهم الآن. بدا مساعد الرئيس واثقاً بأن تحولات جديدة سيحدثها الحوار الوطني وهو يقول نريد أن نمضي بالاقتصاد إلى الأمام، وإنهم يعلمون بأن الإصلاحات الاقتصادية لها ثمن سياسي لا بد أن يستعدوا له. }"حامد" في مواجهة الأسئلة والنصائح الساخنة حزمة أسئلة واستفسارات ساخنة ونصائح من قادة العمل الصحافي قابلها مساعد رئيس الجمهورية بالردود والتعليقات المطولة، كان أبرزها إرهاصات الضغط الأمريكي لتأجيل موعد المؤتمر العام للحوار المزمع عقده في (10) أكتوبر المقبل، بجانب انتقادات بشأن إدارة الملف الاقتصادي وما وصل إليه من زيادة في معدلات التضخم وارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الجنيه السوداني وانعكاس ذلك على أوضاع المواطنين. }كواليس لقاء المبعوث الأمريكي قطع "حامد" في رده بأن المبعوث الأمريكي لم يطلب خلال لقائه بهم تأجيل موعد انعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني، وأنه فقط طلب تقديم بعض التنازلات بشأن إيصال المساعدات للمنطقتين عبر دول الجوار نزولاً لرغبة قطاع الشمال الذي يتمسك بهذا الشرط في بند المساعدات الإنسانية، وهنا نبه "حامد" إلى أن الحركات تريد استخدام الوضع الإنساني لتمرير أجندتها. ويشير إلى أن الحركات باتت واحدة من أدوات الاستهداف الخارجي. }دعوة للإعلام يقول مساعد الرئيس إن الحكومة رفعت يدها بالفعل من الإعلام وباتت نسبة مشاركتها في القنوات والإذاعات ال(إف إم) بسيطة وكذا الحال في الصحف، لكنه طلب من الإعلام لعب دور توعوي للمواطن البسيط ووضع قضايا الأمن القومي في الاعتبار من خلال النشر حتى لا تضار البلد. تقبل "حامد" انتقادات الإعلاميين بشأن إدارة الحزب للملف الاقتصادي بصدر رحب، وأقر بأن هناك تضارباً في المعلومات بين بعض الأجهزة الاقتصادية ذات الصلة في وزارة المالية والبنك المركزي، وأشار إلى أن هناك رؤى متباينة بشأن الملف، إلا أن الغالب دائماً ما يكون ما اتفقت عليه الأغلبية، وذكر أنهم بصدد إيجاد صيغ للمعالجة وإحكام التنسيق بالخصوص، وتابع نحن الآن نعمل لمعالجة العجز في الميزان التجاري، وأيضاً نحاول أن نعطي العاملين أجراً مجزياً، وبشأن استفسار عن توفير الحزب الحماية لبعض قياداته ممن اتهموا بالفساد، قال نحن لم نمنع أن يحاسب شخص مفسد لأنه مؤتمر وطني، والدليل على ذلك واضح أمام الناس. (الآن نحن مع السلام ومستعدون أن ندفع أي ثمن لذلك، لأنه لا أحد يستطيع أن يستمر في الحرب)، بهذا التأكيد ختم المهندس "إبراهيم محمود حامد" حديثه عن غدٍ مشرق ينتظر الناس باعتماد حزمة توصيات ومقررات إصلاح الدولة من خلال المؤتمر العام لمؤتمر الحوار الوطني.