وجدت موظفاً عمره (90) سنة وآخر (10) سنوات يصرفان مرتباً من الدولة فتحنا الطرق المغلقة وطاردنا "الحرامية" وهذا كتاب التنمية لا معارضة ولا عصيان بغرب كردفان.. والمعارضة تقف معنا حوار – يوسف عبد المنان { لماذا لم تنهض مشروعات نفير لدعم التنمية بعد أن نجحت فكرة النفير في شمال كردفان؟ - لدينا مشروعات نفير شعبي، لكن ولايتنا رغم أن الخير فيها كثير جداً والإنسان هنا روحه إيجابية ويدفع بسخاء أكثر من أي إنسان آخر، لا تزال ثقافة النفير تحتاج لجهد كبير في مجتمع رعوي في الجنوب وزراعي في الشمال.. مثلاً محلية السنوط قامت بجهد كبير جداً من أبناء المحلية في الداخل والخارج.. النفير يحتاج لرجال أعمال وشركات خاصة لها رأس مال كبير.. الأخ نائب الرئيس في زيارته للولاية أعلن نفيراً بصفته رئيس اللجنة العليا لتنمية غرب كردفان، ليبدأ النفير من المركز وستتم دعوة أبناء الولاية في المهجر والعاملين والشركات. { هناك احتجاج بأن تمثيل أبناء النوبة في الحكومة ضعيف؟ - أنا طبعاً بالنسبة لي وجدت واقعاً أمامي وقسمة بين مكونات الولاية.. والمركز نفسه لم يشر في موجهاته إلى شيء من هذا.. لكن الموجهات المركزية تقول إن كل المجتمعات لا بد أن تكون حاضرة في أجهزة الولاية تنفيذية وتشريعية ورقابية وسياسية.. أبناء النوبة يشكلون حضوراً كبيراً سواء في الجهاز التشريعي أو التنفيذي أو السياسي، الآن نائب الوالي من أبناء النوبة والوزير "عبد العظيم رحمة الله".. التمثيل في ولاية غرب كردفان أعتقد أنه عادل جداً. { إذا كانت مجموعة "دينكا نقوك" شمالية وبالتالي أبيي أرضاً وشعباً شمالية لماذا لا وجود لأبيي في الحكومة الولائية؟ - أبيي ممثلة في المجلس الوطني.. وفي حكومة الولاية كمحلية.. والتوازن بين مكونات أبيي "مسيرية" و"دينكا نقوك" مسألة ضرورية ومهمة جداً.. أعتقد أن التمثيل ليس فقط حقيبة دستورية تنفيذية، هناك تمثيل أهم مثل البرلمان القومي. { حصاد العام ونصف العام من التجربة لا يزال محل جدل وسط الناس؟ - أولاً، أنا خلال عام ونصف العام أكملت أربعة ملفات أساسية لمعرفة حجم المتابعة والتنفيذ والإدارة. نحن بدأنا بملفات صعبة وشائكة مثل ملف التنمية وشعرنا أن التخطيط للتنمية بغرب كردفان كان جيداً جداً.. والوالي السابق بدأ في تنفيذ مشروعات كبيرة.. وقد كانت أولوياتنا استكمال تلك المشروعات وتوفير المال ومطلوبات التنمية رغم تعثر الميزانيات في وزارة المالية، وهذا تأثرت به ولايتنا مثل بقية ولايات السودان، حينما نتحدث عن مشروعات التنمية إذا تم التخطيط لها أن ننتهي في عام أو عامين، المدفوعات في ميزانية المالية المركزية قد تتفاوت من ولاية لأخرى.. ويحدث أحياناً انحراف في الزمن مثل بقية ولايات البلاد. ثانياً، ما تم في المشروعات الإستراتيجية طريق يربط (النهود الأضية- الفولة) بقيمة (800) مليار بخطاب ضمان، والآن الشركات تعمل ووصل الطريق الكيلو (40).. نحن نتابع هذا العمل الكبير، وكل ثلاثة أشهر نعقد اجتماعات متابعة بوزير الطرق لضمان التنفيذ.. هذا جهد كبير، تم توفير (14) مولداً كهربائياً كبيراً في كل رئاسة محلية بالولاية.. وذهبنا أكثر من ذلك، الولاية تدفع قيمة (50%) من وقود الكهرباء بهذه المحليات.. هذا يعني أن ما تحقق ما كان له أن يتحقق لولا متابعة الولاية لهذه المشروعات، سواء أكانت كهرباء أو شبكات المياه في النهود وأبو زبد أو الفولة أو المجلد.. شبكات المياه هذه تمثل تنمية وتطويراً حقيقياً لهذه الولاية. { متى تكتمل هذه المشروعات؟ - الآن مياه أبو زبد اكتملت، وكذلك مشروع مياه النهود، ونسبة الإنجاز في مشروع مياه المجلد يصل ل(70%) والفولة اكتملت. { أي منهج إداري تتبعه حكومة غرب كردفان؟ - نحن وضعنا أساساً لمتابعة المشروعات المنفذة.. الذي يدير الولاية لا بد أن تكون له القدرة على متابعة مرؤوسيه، أي شخص يتحمل مسؤولية ومجلس الوزراء يقوم بمراجعة السياسات ويقف على مستوى التنفيذ. القيادي الناجح هو الذي يستطيع تحريك مرؤوسيه ومن هم تحت إمرته لأداء واجباتهم. { الملف الأمني في غرب كردفان يثير القلق بأن الأوضاع لا تزال هشة؟ - عندما وصلت الولاية كانت الأحداث داخل الفولة والمدن الكبيرة والدراجات البخارية تطوف المدن، وكل دراجة تحمل ثلاثة أشخاص أحدهم يحمل سلاحه جهراً.. كانت الطرق مغلقة.. حينما وصلت الولاية كانت الحركة بين مدن الولاية مقطوعة تماماً بسبب سيطرة العصابات على الطرق واستهداف العربات.. الآن في (14) محلية تستطيع التحرك الساعة الواحدة صباحاً ولن يعترض طريقك إلا قطيع من الماشية أو مياه متدفقة من وادٍ في فصل الخريف.. وهذا بشهادة لجنة أمن الولاية التي بذلت جهداً كبيراً جداً من شرطة وأمن وجيش ودفاع شعبي وجهد الإدارة الأهلية. أعتقد الملف الأمني حدث فيه تقدم كبير جداً واستقرار لم تنعم به الولاية منذ (20) عاماً.. لقد انتهجنا سياسة أمنية اتسمت بالمرونة والمتابعة والصرامة.. لجنة أمن الولاية حافظت على اجتماعاتها الدورية.. إذا كان مطلوباً من لجنة أمن الولاية عقد (89) اجتماعاً في العام نحن عقدنا خلال هذا العام (136) اجتماعاً، وهذا تقرير الأخ اللواء "عثمان كباشي" مدير شرطة الولاية ومقرر لجنة الأمن.. هذا ما جعل الأوضاع الأمنية تستقر الآن. { في غرب كردفان يتم تعيين رجل بعمر (90) عاماً موظفاً في الخدمة المدنية ودون العاشرة أيضاً يكون موظفاً.. ماذا فعلت حكومة الأمير "بركة" في إعادة هيكلة الخدمة المدنية؟؟ - كل الحكومات التي تعاقبت على غرب كردفان تهيبت وضع يدها على ملف الخدمة المدنية باعتباره قنبلة موقوتة قد تودي بحياة من يقترب منها.. في مدينة واحدة تجد مواطناً عمره (90) سنة موظفاً يصرف راتباً من الحكومة.. هذا صحيح، ووجدت طفلاً عمره (10) سنوات موظفاً يصرف مرتباً، وحينما وضعت هذا الملف أمامي نصحني البعض بأن أبتعد عنه حتى لا يثور الناس ويتظاهروا في وجه الحكومة.. لكني رفضت ذلك ولم أذعن للتهديد وقمت بمراجعة ملف الخدمة المدنية.. تمت مراجعة كل الخروقات، وهنا لا بد من الإشادة بأداء الأخ د."آدم محمد آدم" وزير المالية الذي نجح في إصلاح وضع الخدمة المدنية.. مراجعة الخدمة المدنية وفرت أموالاً كبيرة جداً ذهبت للتنمية. لقد وجدت في ملفات الخدمة المدنية شهادة مزورة ومضروبة.. الآن تعافت الولاية من هذا المرض الخطير. { بعد إعادة هيكلة الإدارة الأهلية من أعلى هل هناك خطة لإعادة الهيكلة على المستوى الأدنى؟ - أنا وجدت في الولاية (17) أميراً.. لو طلبت من القيادة في الخرطوم حضور ممثل للإدارة الأهلية أجد صعوبة في اختيار شخص واحد من بين (17) أميراً.. كل المشاكل التي كانت تحدث في غرب كردفان الإدارة الأهلية كانت جزءاً منها، بسبب التحيزات في الفترة الماضية.. تمت مراجعة هياكل الإدارة الأهلية على المستوى الأعلى وتم تقليصها من (17) أميراً إلى (3) نظار فقط.. ناظر للفلايتة وناظر للعجابرة، وناظر للزرق.. استطعنا أن نعيد ترتيب الإدارة الأهلية جيداً وأصبحت راسخة، وأصبح رجل الإدارة الأهلية محترماً وسط أهله وعند الحكومة والدولة. الآن بدأنا مراجعة ملف العمد والشيوخ.. أهلنا في بطن أم سليم قاموا بمراجعة العمد وتنازل الثمانية وبقى عمدة واحد فقط.. وأم سليم كانت نظارة في غرب كردفان، القبيلة الثانية أهلنا الدرع من سبع عموديات تم انتخاب عمدة واحد فقط. { هل هناك حوافز؟ - نعم، لدينا حوافز كبيرة في مسألة الهيكلة.. تمت إجازة قانون الإدارة الأهلية الذي يحدد حقوق رجل الإدارة الأهلية ما له وما عليه من واجبات، والآن رجل الإدارة الأهلية لديه راتب في وزارة المالية مثل المعتمد والوزير والموظف.. وكذلك عليه التزامات. في الأيام القادمة سنخصص سيارة لكل أمير قبيلة، وهذه ستكون هدية الرئيس لأهله في غرب كردفان، وسنجعل لكل إدارة أهلية مقراً ومحكمة، وتم الجلوس مع الأخوة في الهيئة القضائية بهذا الشأن. { هل أنت راضٍ عن ما تحقق خلال العام ونصف العام؟ - الرضا مسألة نسبية، لكن بصراحة العمل في غرب كردفان صعب جداً.. ولولا التعاون الذي وجدته من قيادات وموز الولاية والقواعد التي دعمت الحكومة لما استطعنا أن نعبر بها. { كثر الحديث عن أموال البترول؟ - منذ وصولي الولاية وجدت أن أموال البترول قد خصصت لمشروعات مسبقاً، وأصبحت تذهب لتغطية تلك المشروعات، وأموال البترول طبعاً ضعيفة جداً بسبب قلة الإنتاج وتدني الأسعار، وهي لا تشكل أكثر من (10%) من الأموال التي خصصت للتنمية. { هل ستشهد الولاية عصياناً وإضراباً؟ - نحن ما عندنا عصيان ولا إضرابات، وإنسان غرب كردفان متقدم في رؤيته على الخرطوم وبقية السودان.. المعارضة هنا جزء من الدولة، متعاونة مع حكومة الولاية.. وتقف معنا.