على الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها اتحاد الصحفيين الحالي برئاسة النقيب "الصادق الرزيقي" أو النقيب السابق الدكتور "محيي الدين تيتاوي" لكن ما زال الأخوة الصحفيين يعانون من مشاكل السكن التي بذل فيها الاتحاد السابق جهود جبارة في إيجاد أماكن سكنية تأويهم في ظل تصاعد أسعار الإيجارات، فالإسكان الذي وفره الاتحاد مع الصندوق كان يفترض فيه إيجاد مناطق سكنية قريبة تتلاءم وطبيعة عمل الأخوة الصحفيين الذين يكونون بصحفهم لأوقات متأخرة من الليل وخروجهم في ذاك الوقت يصعب من إيجاد وسائل مواصلات لهم، فالوادي الأخضر أو الحارة (100) خيار صعب عليهم لكن المضطر يركب الصعب، فسكن البعض في تلك المناطق مضطراً فيما بقيت المساكن الأخرى فارغة، فلو كانت في مناطق أقرب ربما زادت نسبة قاطنيها، خاصة وأن تلك المناطق لا تتوفر فيها الخدمات الضرورية. بالأمس أجرى الاتحاد لقاءات مع التمويل الأصغر والتأمين الصحي وهيئة الصناعات للتفاكر حول المشروعات الجديدة التي سيتم تقديمها للصحفيين.. أحسست بالغبطة والسرور والدكتور "عبد السميع حيدر" رئيس هيئة الصناعات الصغيرة يتحدث بكل أريحية للمسؤولين في الاتحاد والصحفيين الذين جاءوا لحضور توقيع الاتفاقيات الثلاث، التي تصب في مصلحة الصحفيين أهمها السيارات التي ستكتمل في يناير القادم، أما مشروع "التكتك" والمشروعات الصغيرة فقد اكتملت تماماً، إضافة إلى مشاريع أخرى ستتم دراستها مع الاتحاد توطئة للبدء في تنفيذها.. أما مشروع التمويل الأصغر فقد تم توقيع اتفاقية مع الجهات المختصة، وهناك ما يقارب الثلاثمائة فرصة للصحفيين تبدأ من عشرة آلاف جنيه إلى خمسين تقريباً، وهذا أيضاً من المشاريع الصغيرة، لكن سيكون لها مردود إيجابي على الصحفيين.. أما الاتفاقية الثالثة فكانت مع هيئة التأمين الصحي، وهذا أيضاً من المشاريع الرائدة إذ إن الكثير من الصحفيين خارج منظومة التأمين الصحي، لا الأفراد ولا المؤسسات الصحفية منضوية تحت مظلته، وهذا المشروع سيعالج حالات ثلاثمائة شخص لم يكونوا في المنظومة، وبالتأكيد مع الظروف التي يعيشها الصحفي ولا يدري متى يمرض أو متى يتعرض للإصابة فهذا المشروع سيخدمه. إن اتحاد الصحفيين يبذل جهوداً كبيرة في ظل لهث الزملاء وراء المهنة وملاحقة الأخبار والتقارير، وهم في هذه الحالة ينسون أنفسهم، لذلك يسعى الاتحاد لتغطية ما لم يستطع تغطيته من جانب أهل المهنة، وأعتقد أن هذا جهد لابد أن يشكر عليه الزملاء بالاتحاد، فلولاهم لما وجد البعض سكناً رغم بعده ولا وجدوا سيارات أو تكتك، لأن هذه المشاريع ستزيد من دخل الصحفي ولو أعطاها لشخص آخر يعمل عليها، فهو لا يستطيع قيادة ركشة أو تكتك أو حتى التاكسي ليعمل عليها، لأن طبيعة عمله تتطلب منه ملاحقة الأخبار وغير ذلك من فنون العمل الصحفي، لكن بالتأكيد هي مشاريع جديرة بالاحترام والتقدير لمن قاموا بها، خاصة وأن أغلب الصحف تعاني حالة عدم استقرار، فوجود مثل هذه المشاريع على قلتها يمكن أن تعطي نوعاً من الاستقرار إذا ما ترك الصحفي المهنة لأسباب إغلاق الصحيفة أو تعرضها لأية نكسات، وما أكثرها في هذا العالم المتقلب.. والصحفي له أسرة وبيت وتشريده يعني تشريد أسرته، فنشد من أزر الاتحاد وكل الذين يقفون من ورائه خدمة لهذا الفصيل المهم في المجتمع الذي يعطي ولا يأخذ.