شراكة إستراتيجية مع الخليج نجل الدين ادم كان ملفتاً في أخبار الصحف أمس موافقة دول التعاون الخليجي على توقيع اتفاق للشراكة الإستراتيجية مع السودان، وقد ذهبت بعض التكهنات إلى اتجاه هذه الدول منح السودان عضوية في هذه المنظومة، ورغم الميزات التفضيلية للعضوية ولكننا ننظر إلى أن الشراكة الإستراتيجية المنتظرة أكبر لكونها تسهم في تعزيز التعاون المشترك، والسودان يشهد خلال الآونة الأخيرة انفتاحاً كبيراً في العلاقات الخارجية بخاصة مع دول الخليج. جملة من المعطيات ستمهد الطريق للشراكة مع دول الخليج سيما وأنها تشمل أوجه التعاون المختلفة، وفيه تبادل لمنافع السودان بما يملكه من موارد يحتاج لها الخليج، والخليج لما يتمتع به من تقدم في كافة المجال بفضل تحسن الأوضاع الاقتصادية، مجالات كثيرة ستشملها الشراكة التي بشر بها رئيس الجمهورية بنفسه وهي مؤكد أنها تأتي في ظل الانفتاح الكبير لوزارة الخارجية، وما قامت وستقوم به من أدوار دبلوماسية حولت هذا التقارب إلى مصالح مشتركة يستفيد منها الطرفان، والمناورات العسكرية المشتركة مع المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي في مدينة مروي وسماء الخرطوم وتلك المتوقعة مع دولة الإمارات هي نتاج للتقارب الكبير مع البلدين، وأتوقع أن لا تقف المناورات العسكرية عند هاتين الدولتين فحسب بل تتعداه لدول الخليج الأخرى. يأتي هذا الانفتاح مع دول التعاون الخليجي في ظل هدوء في العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية، وهذا يضاف إلى صحائف العمل الدبلوماسي والانفتاح في العلاقات مع دول العالم كافة، ولكن لسوء الأسف أن هذا الربيع من العلاقات المشتركة يأتي في ظل فتور وتراجع في العلاقات مع دولة مصر الجارة والتي ينبغي أن تكون حسابات العلاقات المشتركة معها مختلفة شيئاَ ما، من واقع أواصر العلاقات الأزلية والجوار والمصاهرة، لكن يبدو أن القيادة المصرية لا تمسك بكل الخيوط والإعلام المصري يرمي بثقله على السودان تحقيراً وانتقاداً غير مبررين، جملة من الملاحظات تحسب على الحكومة المصرية وهي تهاونها في التعاطي مع الحملات الشعواء ضد السودان، مواقفها الضبابية في عدد من القضايا المتعلقة بالسودان داخل المحافل الدولية سواء كانت بالصمت الذي يفسر سلباً أو إعلان مواقف صريحة بجانب عدم احترامها لبعض القرارات الخاصة بحكومة السودان في إطار التعاون أو غيره، كل هذا مؤكد سيكون له تأثيره السالب على مستقبل العلاقات، قضية حلايب ليست بملف جديد ظهر إلى السطح حتى تعتبره مصر ذريعة للكيد على السودان. مؤكد أن الحكومة السودانية حريصة على حسن الجوار مع مصر وتأكيد العلاقات الأزلية، هذا الشعور والإحساس تحتاجه مصر حتى تؤكد لنا حسن نواياها، أتمنى أن لا تمضي تعقيدات العلاقات إلى أكثر مما هو عليه الآن، على المصريين تدارك حجم الهجمة غير المبررة علينا، حينها ستستقيم العلاقات وتعود المياه إلى مجاريها والله المستعان.