تقدر قيمتها ب(8) ملايين دولار الخرطوم - ميعاد مبارك وسط ذهول واستغراب وزير الخارجية بروفيسور "إبراهيم غندور"، جزم نظيره المصري "سامح شكري" بأن ممتلكات المعدِّنين موجودة في معبر أرقين الحدودي لأكثر من شهر ونصف في انتظار حضور السلطات السودانية لاستلامها، مما جعل "غندور" ينفي إخطار المؤسسة المصرية للخرطوم بتلك التطورات رغم الاتصال والتنسيق المشترك المتواصل بين البلدين، ووجه الوزير قنصلية السودان بأسوان للتحرك فوراً لاستلام ممتلكات المعدِّنين من معبر أرقين، كان ذلك على رؤوس الأشهاد وبحضور إعلاميين ودبلوماسيين سودانيين أثناء المؤتمر الصحفي الذي أقيم في ختام لجنة التشاور السياسي برئاسة الوزيرين يوم (الخميس) الماضي بالنادي الدبلوماسي في الخرطوم، ليتفاجأ الجميع بعدها بقنصل الخرطوم في أسوان"عبد العظيم الشيخ" يؤكد نفي السلطات المصرية في معبر أرقين وجود أي معدات للمعدِّنين في المعبر، فهل تفي القاهرة بالتزامها وتعزز الثقة، التي أكد "شكري" على أنها حجر الأساس لعلاقة سلسة بين الخرطوموالقاهرة..أم تضرب بحديث وزير خارجيتها عرض الحائط بعد تأكيده على جاهزية ممتلكات المعدِّنين للتسليم؟. ممتلكات تقدر بأكثر من (8) ملايين دولار رئيس لجنة المعدِّنين السودانيين "سليمان مركز" أكد ل(المجهر) أن القاهرة احتجزت منذ العام 2010م، عدد من ممتلكات المعدِّنين، تقدر قيمتها ب(8) ملايين دولار، وهي عبارة عن (350) سيارة، و(200) جهاز تعدين و(400) جوال، من خام الذهب وكيلو ونصف من الذهب، و(44) جوال نقال، و(5) بوصلات إلكترونية حديثة، و(6) هواتف من نوع "الثريا". وكانت الخارجية المصرية قد اتصلت بقنصل السودان العام بأسوان قبل فترة وأخطرته بجاهزية (3) من أصل (300) سيارة، للتسليم في المعبر، والذي سأل بدوره عن بقية الممتلكات، مطالباً السلطات المصرية بتسليمها كاملة، فضلاً عن تسليم الأوراق الخاصة بتاريخ وضع الجيش المصري يده على السيارات الثلاث. اتصالات يبدو أن سلسلة الاتصالات المشحونة بعشم المعدِّنين لازالت مستمرة حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير "قريب الله الخضر" الذي قال ل(المجهر) : (إن الوزارة تواصل اتصالاتها مع نظيرتها المصرية لضمان وفاء القاهرة بتعهداتها بتسليم ممتلكات المعدِّنين عاجلاً)، وأضاف: (وزارة الخارجية تقوم بسلسلة من الاتصالات عبر السفارة في القاهرة والقنصلية العامة في أسوان للترتيب لاستلام معدات المعدِّنين السودانيين بالتنسيق مع الخارجية والسلطات المصرية المختصة وسلطات معبر أرقين والمعدِّنين. من قمة الأمل إلى هاوية اليأس أثار انتباه الكثير من حضور المؤتمر الصحفي الذي عقده، وزيري خارجية الخرطوموالقاهرة، تقافز رئيس لجنة المعدِّنين السودانيين "سليمان مركز" من شدة الفرح بعد تلقيه نبأ الإفراج عن ممتلكاتهم، وأنها موجودة في معبر أرقين الحدودي في انتظار استلام السلطات السودانية لها، وفي خضم فرحه بالخبر التقط "مركز" سيلفي تذكاري مع وزير الخارجية بروفيسور "إبراهيم غندور" احتفالاً بالخبر السعيد ، إلا أن يد الواقع الباردة سرعان ما أيقظت "مركز" ورفاقه من المعدِّنين، من أحلامهم الوردية، فهاهم يعودون بعد ذهابهم لوزارة الخارجية أمس (الأحد) مؤملين أنفسهم بأنباء حول تقدم ملموس فيما يلي ممتلكاتهم ، إلا أن الخارجية أخطرتهم، بأن لا جديد في ملفهم، وكشف رئيس لجنة المعدِّنين ل(المجهر) عن التفاصيل، قائلاً: (ذهب وفد من اللجنة لمباني وزارة الخارجية أمس، للوقوف على آخر التطورات في قضيتنا، وكنا نأمل بوجود خطوة جديدة تمهد للاستلام، لكن للآسف الشديد لم نجد أي جديد سوى الأكاذيب بانتظام من الطرف المصري بدون جدية أو حزم لقراراتهم)، وأضاف: (اتصلت اللجنة بقنصلية السودان في أسوان ولم تجد رداً شافياً أو معلومات تحمل في طياتها أي تقدم)، وأكمل "مركز"، ( اتصلت قبل قليل بالقنصل العام في أسوان وقال لي إنه لم يصله حتى الآن أي خطاب رسمي لا من الطرف السوداني ولا المصري يثبت له صحة القرار المصري عملياً، مؤكداً أنه في انتظار صدور قرار رسمي وتوجيه القنصلية بخطوات التسليم، مؤكداً أنه اتصل بالسلطات المصرية في معبر أرقين ونفوا وجود ممتلكات المعدِّنين في المعبر، ومعرفتهم لأي معلومة عن ممتلكات المعدِّنين. المعدنون يناشدون رئيس الجمهورية وطالب رئيس لجنة المعدِّنين بتدخل رئاسة الجمهورية لحل أزمة ممتلكات المعدِّنين التي طالت وأرهقت أصحابها الذين أضناهم الانتظار وهم يسيرون على خيوط "الوعود الذائبة"، ونبَّه "مركز" إلى الأضرار التي لحقت به وبرفاقه المعدِّنين وأسرهم. وطالب "مركز" وزارة الخارجية بالاكتفاء من عقاقير الجانب المصري المسكنة للألم، وحسم ملف ممتلكات المعدِّنين المغلوبين على أمرهم. تلف وتبديد فرضية أن تكون معدات المعدِّنين التي مر على احتجاز بعضها أكثر من سبع أعوام، قد تَلَفت أو تم تبديدها، أكدها ل(المجهر) مصدر عليم، حيث قال: (إن بعض معدات المعدِّنين السودانيين تم التصرف فيها وتبديدها، وقد يكون بعضها تعرَّض للتَلَف بسبب طول المدة، مطالباً الجانب المصري بالاعتراف بذلك وحساب ما تَلَف وتم تبديده وتعويض المعدِّنين، فضلاً عن تسليم ما تبقى لديهم من معدات للجانب السوداني في أقرب وقت وفاءً بالوعود التي قطعها الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" خلال القمة التي جمعته العام الماضي برئيس الجمهورية "عمر البشير" وعاد وجددها وزير الخارجية المصري "سامح شكري" الأسبوع الماضي ). العودة بخفي حنين وكان وفد من المعدِّنين السودانيين برئاسة رئيس لجنة المعدِّنين السودانيين قد سافرت إلى القاهرة أكتوبر الماضي بعد مخاطبتهم من قبل سفارة السودان في القاهرة للحضور وإكمال إجراءات استلام ممتلكاتهم من الجانب المصري، وبعد شهرين من المماطلة عاد المعدِّنون إلى الخرطوم بعد أن تم إخطارهم بأن ملف ممتلكاتهم كلفت بمتابعته قنصلية السودان في "أسوان" ومنذ ذلك الوقت وهم في انتظار الاتصال المنشود من القنصلية الذي يخبرهم بعودة ممتلكاتهم. الخرطوم تنتظر المعدِّنون الذين نال الإحباط منهم ما نال، لازالوا متعلقين بقشة الأمل، فهل تردهم القاهرة خائبين وتُكذب تأكيدات وزير خارجيتها "سامح شكري"، أم تثبت "المحروسة" أن كلام الليل لا يمحوه النهار؟.