لم يُدخل المؤتمر الصحفي للجنة العليا لمؤتمر الحركة الإسلامية القادم (نوفمبر) الطمأنينة إلى قلبي.. تذكرت بالأمس - والله يستر - القول المأثور (الجواب من عنوانه).. إن الارتباك الذي ساد تنظيم المؤتمر الصحفي لا يبشر بخير، وهذا (كوم)، ومظاهر التباين الذي بدت بين أعضاء اللجنة العليا في مسائل ليست محل تباين (كوم) آخر.. لم تكن هناك علاقة البتة بين ذلك المؤتمر الصحفي وعملية التنظيم والترتيب عدا أن المتحدثين التزموا بمواعيد المؤتمر الذي بدأ في الساعة الثانية عشرة.. صحيح أن الوزيرة السابقة "سناء حمد"، وفي أول ظهور علني لها، ربما يجبر قليلاً كسرها المعنوي، قد وفقت لحد كبير في إدارة المؤتمر وتقديمه، لكن ما شابه أعطى - ربما - تقييماً استباقياً للمؤتمر الذي أريد له أن يعالج قضايا مرحلية ملحة.. داخلياً تداعيات انفصال جنوب السودان، وخارجياً ثورات الربيع العربي التي جاءت بالإسلاميين لحكم كلاً من ليبيا ومصر وتونس هذا على المستوى السياسي فضلاً على قضايا أخرى اقتصادية واجتماعية.. لم يتم الاتفاق على تنظيم حديث المتحدثين الرئيسيين بطريقة تعطي الفرصة لكل واحد على نحو عادل.. بينما أعطيت الفرصة بعد المتحدث الرئيس البروف "إبراهيم أحمد عمر" رئيس اللجنة العليا منحت لرئيس لجنة الدعوات "مصطفى عثمان إسماعيل" بسبب سفره مع الرئيس.. "حسن عثمان رزق" رئيس اللجنة الفنية ونائب الأمين العام للحركة (انتزع) فرصته بعد (توسط) بروف "إبراهيم".. "رزق" لم يكمل إفاداته ولم يأخذ زمناً كافياً حتى تم (قمعه) ومنحت الفرصة لرئيس اللجنة الإدارية "محمد بشير عبد الهادي" والمفارقة أن الأخير أسهب في تفاصيل هي معلومة بالضرورة ولا تحتاج لسرد تفصيلي، مثل حديثه عن تأمين عدم انقطاع الكهرباء ونظافة قاعات المؤتمر وهلم جراً.. "رزق" تحدث عن عدم التجديد لكل قيادي أمضى دورتين في موقعه حسب النظام الأساسي الساري الآن.. مسودة دستور جديد ستعرض على المؤتمر الذي هو السلطة العليا قد تأتي بجديد، وهو تطور قانوني مهم أي من (نظام أساسي إلى دستور)، المفارقة أن كلام (رزق) كان قطعياً رغم احتمالات التعديل التي قد تجوز بقاء القيادات لأكثر من دورتين، وصحح البروف (إبراهيم) الأمر بأن قال أن (رزق) يتحدث باعتبار النظام الأساسي الحالي، لكنه لم ينف احتمال التعديل الذي قد يسمح للقيادات بالاستمرار لأكثر من دورتين. كان البروف (حاداً) عندما نفى بشكل قاطع أن تكون عضوية المؤتمر الشعبي ضمن عضوية الحركة الإسلامية.. أعتقد أن البروف كان من الممكن تجنب هذا النفي (الحاد)، وبالتالي إعطاء الفرصة كاملة لمحاولات الإصلاح بين جناحي الحركة.. لم تكن إجابة البروف بخصوص تسجيل الحركة مقنعة مما أثار جدلاً كبيراً وتعليقات ساخرة.. بالمناسبة هل الطرق الصوفية تنظيمات مسجلة أم أن الحركة الأسلامية يسري عليها ما يسري على الطرق الصوفية؟.. بعض السائلين كانوا مناقشين ومهتمين أكثر من كونهم صحفيين؛ ولذا كثيراً ما خرج الحديث عن غرض المؤتمر الصحفي، وهو التعريف بالاستعدادات الجارية للمؤتمر، وأهم محاور النقاش والبحث؛ ولذا تشعب الحديث وتناول قضايا ربما كان الأمين العام للحركة معني بالإجابة عليها وليست اللجنة العليا للمؤتمر.. لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز قدرة البروف "إبراهيم" على المناورة والإفحام.. قلبي مع ذاك السائل الذي قال إن قاعدة الحركة الإسلامية غير معنية بصراع الكبار وأنها في شوق؛ لأن يلتئم نسيج الحركة من جديد، ثم لم يتمالك نفسه وسكب دموعاً سيخنة لخصة صدق نواياه وحرصه فهل من مجيب؟.. لأول مرة تنتهج الحركة الإسلامية نهج الإعلان والتواصل مع الإعلام بهذا المستوى.. نرجو أن يكون هذا النهج كاشفاً للمميزات وليس كاشفاً للعورات. • آخر الكلام: الإطار الفكري السياسي للحركات الإسلامية حول العالم تأسس على أدبيات وتجارب تراكمية أهم ما فيها أن الإسلام دين الوسطية، وليس الدين مجرد مجموعة شعائر وحركات ظاهرة مجوّدة دونما بعد معنوي.