استطاعت المطربة السودانية المقيمة بمصر"ستونة" بخفة روحها، ورغم ثقل جسدها الذي جعل جمهورها يطلق عليها لقب (مجروس)- وهي ماركة سيارات عسكرية كبيرة الحجم تستخدم لنقل الجنود في على الأماكن الوعرة- استطاعت "ستونة" نقل بعض من ثقافتنا وإرثنا الفولكلوري إلى " قاهرة المعز" عاصمة الإعلام والانتشار والتنوير، عبر وسائط إعلامية كثيرة، ورغم المعاناة التي وجدتها في بواكير إقامتها في مصر إلاّ أنها حجزت لنفسها مكانة رفيعة واستوطنت قلوب جماهيرها العريضة التي تنتمي لمختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية في فترة وجيزة. ولم تكتف "ستونة" بالغناء، بل مارست إلى جانبه نقش الحناء السودانية، مستصحبة في ذلك كل طقوسها وفولكلوريتها الباذخة والمترفة، كما اقتحمت مجال التمثيل ووقفت بثقة ودون خشية أمام كاميرات المخرجين المصريين الكبار، جنباً إلى جنب (عتاة) الممثلين المصريين كالكوميديان الكبير "عادل أمام" في فيلمي (هالو أمريكا) و(طيور الظلام)، كما شاركت الفنان "محمد هنيدي" فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية).. ومع ذلك ظلت "ستونة" تردد دوماً أنها تجد نفسها في الغناء أكثر من التمثيل. { ملكة ليالي القاهرة ملكة ليالي القاهرة، هو اللقب الذي اشتهرت به السودانية "ستنا علي آدم عثمان" الشهيرة ب"ستونا مجروس"، وهو لقب أطلقه عليها الرئيس الأسبق "جعفر نميري" منذ أن كانت تدرس بالمرحلة المتوسطة، وفي أعقاب ذلك حققت شهرة واسعة حتى أصبحت محل طلب أية (عروس) تريد طقوساً سودانية في زواجها. { فرقة استطلاع ويحكى في هذا السياق أن "ستونة" درجت عند كل دعوة تتلقاها على إرسال سيدتين من فرقتها في جولة تمهيدية أولى لتدريب العروس على الرقصات، وسيدة أخرى لتجهيز العروس بالطريقة السودانية وعمل (الدخان) و(الدلكة) و(بخور الصندل) و(الخُمرة)، على أن يكون حفل (رقص العروس) قبل يوم أو اثنين من (الدخلة) حتى لا تصاب بالإرهاق والتعب عندما يأتي العريس ليحتفل معها بيوم (الحنة)، جراء تدريبها الشاق والطويل على أداء ثلاث رقصات تلبس خلاله العروس إكسسوارات وملابس سودانية بأشكال مختلفة، ثلاث أو أربع مرات في حلقة تدريبية واحدة. { في قصور الكبار لم يقتصر نشاط "ستونة" على عامة الشعب، إنما طلبتها أسر وبيوت سياسية وفنية مصرية مرموقة وكبيرة لإحياء مناسباتهم على الطراز السوداني، منها تنظيمها ل(ليلة) دخلة الفنان الكبير "محمد هنيدي"، و(حنة) الممثلات الجميلات "حنان ترك"، و"يسرا" في زواجها الأخير من أحد اللبنانيين، وكذلك حفل عرس اللاعب المصري "هشام حنفي". أما بالنسبة للقصور الرئاسية والبلاطات الملكية، فقد أحيت "ستونة" حفل حفيدة الملك السعودي الراحل "فهد بن عبد العزيز"، و(حنة) شقيقة زوجة أحد أبناء الرئيس المخلوع "حسني مبارك"، إلى جانب حفل ل"حسن الألفي" وزير الداخلية المصري السابق، وعدد من وزراء الداخلية والسفراء السابقين.