في ثالث أيام عيد الفطر المبارك الموافق 22/9/2009 ، قدمت قناة زول السودانية المتألقة برنامج سفارة فنية استضاف فيه مقدم البرنامج ياسر رضا المطربة السودانية ستونة ، خريجة سكرتاريا معهد الكليات التكنولوجية بالخرطوم والتي عملت ذات يوم سكرتيرة لجوزيف لاقو ، والمقيمة في مصر منذ سنوات طويلة ، وعبر فقرات البرنامج ، قدمت المطربة ستونة ، التي لا تظهر إلا بالثوب السوداني ، عدة أغنيات شعبية سودانية مثل أغنية "كولين كولين" التي تختلط فيها العامية السودانية بلغة الهوسا ممثلة في عبارة (آفيه كلو) أي السلام عليكم بالهوساوية ، وأكدت خلالها المطربة الجريئة المرحة أنها قد اخترعت دلوكة سودانية حديثة يتم ضبطها آلياً بدلاً من الدلوكة السودانية التقليدية التي تُحمى بالنار! من المؤكد أن المطربة السودانية ستونة ، التي تعرضت للسخرية في بلدها السودان إذ سخر منها ومن دلوكتها أحد الصحفيين السودانيين ولم تُفتح في وجهها أبواب التلفزيون القومي السوداني ، قد حققت نجاحاً فنياً سودانياً منقطع النظير خارج السودان إذ أنها غزت بدلوكتها السودانية وبأغاني التراث الشعبي السوداني مصر وبلاد الشام وآسيا وأوربا وأمريكا ، وقد تم تكريم ستونة في مصر بحضور وزير الثقافة فاروق حسنى باعتبارها أفضل مطربة شعبية في مصر ، وفازت بجوائز ذهبية بالاشتراك مع مغنين آخرين في ماليزيا وتونس كما فازت بجوائز في الدنمارك وفرنسا علماً بأن الجائزة التي مُنحت لها في فرنسا كانت بمناسبة الاحتفال بمرور مئتي عام على بدء العلاقات الفرنسية المصرية! ليس هذا فحسب بل أنها مثلت في فيلمين مع عادل أمام هما "هالو أمريكا" و"أمير الظلام" كما مثلت مع محمد هنيدي في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" كذلك شاركت في عدة مسرحيات وقدمت عدداً من الفوازير أي أن ستونة قد أضافت إلى لقب سفيرة الفولكلور السوداني لقب الفنانة الاستعراضية الشاملة! لقد أشاد بستونة نفر من أهل الفن في مصر على رأسهم الممثل سمير غانم والممثلة سميرة عبد العزيز والمخرجة وفاء بركات وأدلوا بتصريحات فنية مفادها أن الفنانة ستونة السودانية قد كافحت فنياً حتى أثبتت وجودها في الساحة الغنائية المصرية الصعبة الاختراق وأنها تمتعت بالذكاء الفني الذي مكنها من النجاح في مزج التراث الغنائي السوداني بالتراث الغنائي المصري ومن ثم احتلت مكانها في وجدان المصريين وأصبحت رقماً فنياً يصعب تجاوزه في خارطة الغناء الشعبي المصري ! ولا شك أن هذه الغزوة الفنية الستنوية الكبرى قد أثارت الحسد في نفوس كثير من الفنانين السودانيين المسجونين في أسوار دائرة الاستماع المحلية السودانية فهي قد تمكنت من إثبات وجودها الفني بنجاح في مصر التي تعج بكل أنواع الفنانين العرب ثم تمكنت بعد ذلك من نقل غنائها الشعبي إلى العالمية حيث أصبحت مشهورة فنياً في آسيا وأوربا وأمريكا عبر مشاركتها السنوية في مهرجانات الغناء الشعبي العالمية! وعلى الرغم من كل النجاح الغنائي العربي والشرقي والغربي ، فقد أكدت ستونة بلهجتها السودانية العفوية المرحة أنها لم تنس بلدها السودان يوماً واحداً بل أنها تنفعل وتتفاعل حتى مع مشاكله بدليل أنها قد تغنت لدارفور بأغنية "عصافير السلام" التي ألفها الشاعر السوداني السر قدور وشارك في أداء رقصتها المعبرة جمع من الأطفال المصريين والسودانيين! وفي ختام البرنامج ، طلب ياسر رضا من المشاهدين السودانيين الحكم على تجربة المطربة ستونة ، لكن في واقع الأمر فإن المطربة ستونة لا تحتاج إلى حكم المشاهدين السودانيين ولا إلى حكم تلفزيون السودان القومي على تجربتها الفنية فهي قد تمصرت وأصبحت انجازاتها وجوائزها الفنية تُنسب إلى مصر وإلى المصريين الذين تبنوها فنياً وكرموها وصاروا لا يقيمون حفل زفاف لعروس مصرية أو حفل سبوع لوليد مصري إلا إذا أحيته المطربة ستونة ! وفي الختام لا يمكننا إلا أن نقول: شكراً لقناة زول لأنها كرمت زولة سودانية جدعة قال فيها أحد الفنانين الأمريكان: لقد حضرت إلى مصر لزيارة الإهرامات وستونة ولا نامت أعين بعض السودانيين الذين لا يعرفون قيمة التراث الغنائي السوداني إلا إذا تم تقديمه خارج حدود السودان وصفقت له الأيدى الأجنبية أحر تصفيق! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر