أكد رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" التزام السودان الكامل بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل مع دولة الجنوب لتحقيق الاستقرار بين الدولتين والمنطقة. وقال، لدى مخاطبته قمة دول عدم الانحياز، التي ترأس جلساتها بطهران صباح أمس وأنهت أعمالها، قال إن دولة جنوب السودان ظلت تدعم الحركات المتمردة بدارفور والقوات المتمردة بالحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق باستمرار، واحتلت حقل هجليج النفطي مؤخراً، وأحدثت أضراراً ودماراً بالمنطقة، وقتلت الأبرياء. وأضاف رئيس الجمهورية أنه وبالرغم من هذه الخروقات الواضحة التي ظلت تمارسها دولة الجنوب، إلا أن السودان التزم بالحوار والتفاوض كوسيلة لحل القضايا العالقة بين البلدين، مشيراً إلى تماطل دولة الجنوب بالدخول في مفاوضات جادة لتسوية القضايا محل الخلاف، وتطرق الرئيس "البشير" لمفاوضات أديس أبابا الأخيرة، مبيناً أنها حققت تقدماً في بعض الملفات، بجانب تطورات الأوضاع في دارفور والاستقرار بعد توقيع اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، وفي غضون ذلك استقبل الرئيس البشير بمقر إقامته بطهران، أمس (الجمعة)، على هامش القمة الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد". وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا المطروحة على القمة والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. إلى ذلك، أعلن الرئيس "البشير" عن جملة من التحديات التي تواجه حركة عدم الانحياز على المستويين الدولي والإقليمي؛ مما يستوجب تعزيز أواصر التعاون والتنسيق. وأشار إلى ضرورة توسيع مجالات التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات حتى تحقق الحركة التطلعات المشتركة والمصالح المتبادلة. ودعا إلى أهمية العمل المشترك وتجاوز المصالح الضيقة؛ تحقيقاً للمصلحة الجماعية. وأبان أن إصلاح مجلس الأمن يعد جزءاً أساسياً في عملية الإصلاح لإقامة نظام دولي متوازن وعادل. وأكد رفض السودان لصور الإرهاب كافة، وأن مكافحته يجب أن تتوخى عدم المساس بالشرعيات العامة لحقوق الإنسان. وأكد "البشير" مساندة ودعم السودان لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر ضد دولة الكيان الإسرائيلي ولمساعيه لإقامة دولته المستقلة. وحول تطورات الأوضاع بسوريا، ناشد رئيس الجمهورية جميع الأطراف تحكيم صوت العقل والرجوع للتفاوض ووقف الاحتراب والقتال، معرباً عن أمله في أن تفضي مهام المبعوث الأممي "الأخضر الإبراهيمي" لحل الأزمة السورية. وفي السياق، نقلت شبكة الشروق نت تصريحات الرئيس "البشير" للصحفيين، عقب اللقاء مع "نجاد"، وأفادت بأن الرئيس ذكر أن الاجتماع يأتي في إطار العلاقات الحميمة بين السودان وجمهورية إيران، مضيفاً أن اللقاء تناول العلاقات بين البلدين التي وصفها بأنها متجذرة وممتازة. وزاد "البشير": (نحن في تشاور مستمر مع القيادة الإيرانية)، وأضاف أن اللقاء تطرق كذلك إلى رئاسة إيران لحركة عدم الانحياز خلال السنوات الثلاث القادمة، مؤكداً ثقته من أن إيران ستسعى لتطوير هذه المنظمة وتفعيلها ودعم قضايا عدم الانحياز.