استقبل الرئيس عمر البشير بمقر إقامته في طهران أمس، على هامش قمة دول عدم الانحياز الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا المطروحة على القمة والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال البشير للصحفيين حسب (سونا) امس، إن الاجتماع يأتي في إطار العلاقات الحميمة بين السودان وإيران، وأضاف بأن اللقاء تناول العلاقات بين البلدين التي وصفها بانها متجذرة وممتازة، وتابع: نحن في تشاور مستمر مع القيادة الإيرانية، وزاد بأن اللقاء تطرق إلى رئاسة إيران لحركة عدم الانحياز خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأكد ثقته في أن إيران ستسعى لتطوير المنظمة وتفعيلها ودعم قضايا عدم الانحياز. وكان البشير هنأ ايران بمناسبة تقلدها رئاسة حركة عدم الإنحياز للسنوات الثلاث المقبلة، وأعرب في كلمته أمام قمة عدم الانحياز المنعقدة بطهران، عن ثقته في أن ايران ستشهدُ مزيداً من الإنجازات والاسهامات والعمل المُشترك لتحقيق تطلُعات شعوب المنظومة وذلك بفضل خبرة وحكمة القيادة الايرانية. وأكد البشير ضرورة اصلاح مؤسسات الاممالمتحدة الرئيسية والفرعية لتؤدي دورها بكل عدالةٍ وشفافيةٍ وكفاءة, وقال: لن يكون الإصلاحُ حقيقياً إلا بتمكين الجمعية العامة للأمم المتحدة من القيام بدورها كاملاً غيرُ منقوصٍ من دون تغول مجلس الأمن على اختصاصاتها وسُلطاتها، وأضاف بأن إصلاح مجلس الأمن يُعتبر جزءاً أساسياً من عملية الإصلاح، واعتبر أن المجلس لم يعُد يُمثل الواقع الدولي المعُاصر إذ ظل بدون توسيع في عضويته ودون إصلاح في طُرق عمله، وأصبح يتخذ قراراته بشكل يفتقد للديمقراطية والشفافية إلى حدِ كبير، وزاد: يجب أن تكون عملية الإصلاح مُتكاملة وشاملة لجميع عناصر الإصلاح الخمسة المعروفة وفي إطار المفاوضات الحكومية بعيداً عن الحلول الجزئية أو المرحلية. وجدد البشير التزام السودان الكامل بتنفيذ اتفاقية السلام الشامل مع دولة الجنوب لتحقيق الاستقرار بين الدولتين والمنطقة، وقال إن دولة الجنوب ظلت تدعم الحركات المتمردة بدارفور والقوات المتمردة بالحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الازرق باستمرار، واحتلت حقل هجليج النفطي مؤخراً وأحدثت أضرارا ودماراً بالمنطقة وقتلت الأبرياء، وأضاف أنه وبالرغم من هذه الخروقات الواضحة التي ظلت تمارسها دولة الجنوب إلا أن السودان التزم بالحوار والتفاوض كوسيلة لحل القضايا العالقة بين البلدين، ونوه إلى تماطل دولة الجنوب بالدخول في مفاوضات جادة لتسوية القضايا محل الخلاف، وتطرق البشير لمفاوضات أديس أبابا الأخيرة، وأبان أنها حققت تقدماً في بعض الملفات، بجانب تطورات الأوضاع في دارفور والاستقرار بعد توقيع اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، وأعلن البشير جملة من التحديات التي تواجه حركة عدم الانحياز على المستويين الدولي والاقليمي مما يستوجب تعزيز أواصر التعاون والتنسيق، وأشار لضرورة توسيع مجالات التجارة والاستثمار وتبادل الخبرات حتى تحقق الحركة التطلعات المشتركة والمصالح المتبادلة، ودعا لأهمية العمل المشترك وتجاوز المصالح الضيقة تحقيقاً للمصلحة الجماعية، وأكد رفض السودان لكافة صور الإرهاب وأن مكافحته يجب أن تتوخى عدم المساس بالشرعيات العامة لحقوق الإنسان، وأكد البشير مساندة ودعم السودان لحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر ضد دولة الكيان الإسرائيلي ومساعيه لاقامة دولته المستقلة، وناشد البشير بشأن تطورات الأوضاع في سوريا جميع الأطراف لتحكيم صوت العقل والرجوع للتفاوض ووقف الاحتراب والقتال، وأعرب عن أمله في أن تفضي مهام المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لحل الأزمة السورية. إلى ذلك، اختتمت أمس أعمال القمة وأصدرت بيانها الختامي الذي أكدت فيه مساندة السودان ووحدته وسلامة أراضيه ودعم جهوده للسلام، فيما وجهت انتقادات للمحكمة الجنائية. وعاد الرئيس البشير والوفد المرافق له إلى الخرطوم مساء أمس.