كل المهارات والإمكانات تنفع ، فأصحاب العضلات سيكتشفون أنهم مميزون حين يتعلق الأمر بمدافرة في المواصلات، وأصحاب قرون الاستشعار سيعرفون نعمة القرون حين يكونون من الأوائل في ارتياد النشاطات التي تدر أكبر دخل دون بذل جهد، كما أن أصحاب الرؤوس الناشفة سيكسبون إذا كان غرماؤهم من أصحاب القلوب الرهيفة، فتكون الغلبة للرأس الناشف الذي قد يورد صاحبه أيضا موارد الهلاك، أما اصحاب الصوت العالي فسيكتشفون أن أصواتهم تنفعهم إذا أتاهم زائر الليل فاضطروا للصياح : حراااااامي !! كل مهارة ولها حوبة، حتى لو ظننا أن تلك المهارة قد لا تجعل صاحبها ذا شأن، وكم اكتشفنا في حياتنا أن أصحاب المهارة في الإصغاء، مثلا، هم الأكثر عمقا وقدرة على اكتساب حب الناس، وأصحاب المهارة في السباحة هم الأقدر على النجاة عند السيول والفيضانات، وأصحاب القدرة على الصفع هم الأقدر على خبط الباعوضة .. حين تهبط بمزاج عال على رقابهم الكريمة ! لكن هناك مهارات غريبة، يستبعد الخيال إمكانية أن تنفع صاحبها في شيء ذي بال، ومنها ما ذكرته الأنباء أمس عن ذلك الأمريكي الغريب، والذي اشتهر بقدرته الخارقة على أكل (أجنحة الدجاج) ! لماذا أجنحة الدجاج بالذات ؟ لا أدري، كما أنني لم أتشرف بمعرفة الرجل لأسأله عن هذا المزاج العجيب، لكن الرجل اشتهر بهذه المهارة، لتتحول مهارته أخيرا لاحتراف يدر عليه المال ! الأخبار قالت إن الأمريكي، واسمه جوي شيستنت، حقق رقماً قياسياً عالمياً بعدما التهم 191 جناح دجاج تزن 3.5 كيلوغرامات خلال فترة لا تتعدى ال 12 دقيقة. وسائل إعلام أميركية .. قالت ان شيستنت، الملقب ب (الفك المفترس) في إشارة للفيلم المثير الشهير، التهم كل الأجنحة وكأنه مفرمة .. خلال مهرجان أكل أجنحة الدجاج، وهو مهرجان أقيم في مدينة بوفالو الأميركية، ليحرز بجدارة لقب "بطل أكل أجنحة الدجاج في أميركا" ! الخبر لم يشر للجائزة التي حصل عليها البطل، لكنها حتما جائزة ثمينة، فلا يعقل أن يتحرك الرجل لله في لله، وسط فطاحل في التهام أجنحة الدجاج، حيث تغلب عليهم جميعاً، ولم يترك لهم خيارا سوى الاندحار، والرضاء بما التهموه دون جوائز اخرى ! ومن الغريب حقا، أن أبرز المنافسين في المسابقة العجيبة كانت امرأة، وهي حاملة اللقب السابقة صونيا توماس الملقبة ب "الأرملة السوداء" والتي تمكنت من أكل 3 كيلوغرامات من الأجنحة، مع العلم انها سبق وفازت 4 مرات باللقب آخرها العام الماضي، إذ أكلت 183 جناح دجاج في 12 دقيقة، فيما تمكن شيستنت يومها من تناول 174 جناحاً. لا أعرف إن كان عندنا أصحاب مهارات في هذا الجانب، فكيلو الفراخ الذي يبلغ خمسة وعشرين جنيها في الخرطوم، سيفرمل أي قدرة على ظهور موهوبين يمكن أن نهزم بهم موهوبي أمريكا، لأن المهارة لا بد من صقلها بالتمارين، والتمارين مهرها غال جدا في السودان ! صديق (مجرم) سألني بخبث : هل لدى الامريكان مسابقة في أكل (الهوا) ؟ ولم ينتظر إجابتي، حيث توارى سريعا، لكنني رأيت في عينيه إصرارا لتحقيق لقب سوداني كاسح.. في مجال اهتمامه !