لكل فعل.. رد فعل محمد إبراهيم الحاج { الظروف الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة تتحكم بشكل كبير في توجيه بوصلة ثقافة وسلوك الشعوب، وتؤثر بالضرورة وتؤدي إلى تهتك كثير من القيم المجتمعية التي كانت تميز المجتمع، وهي بالتأكيد ستنسحب كذلك على ما يتم إنتاجه من فنون وإبداع.. { لا غرابة إذن أن تتميز أغلب أغانينا بالركاكة والاستسهال، وأن تتم محاربة المبدعين الحقيقيين، لأن الواقع السيئ لا ينتج إلا فناً رديئاً.. وبالتالي رداءة ما ينتج هي في الحقيقة رد فعل طبيعي لحالنا في المستويات كافة. { أغلب الأعمال الدرامية والمسرحية خلال الفترات السابقة هي في الحقيقة عبارة عن اجتهادات ذاتية وشخصية لمبدعين أو لجهات أو لمجموعة من الأصدقاء تجمعوا.. فما يتم إنتاجه ليس نتاج تخطيط محكم أو خطط لتطوير الدراما والسينما والمسرح، لكنها عبارة عن (خبطات) عشوائية تنجح أو تفشل.. أعمال مثل (المهرج) و(النظام يريد) وقبلها مسرحيات "الفاضل سعيد" كانت عبارة عن نجاحات وقتية انتهت بزوال المسبب ولم يكتب لها الاستمرار والنجاح. { هذا التعامل الموسمي والمزاجي مع الدراما هو ما جعلها الآن في آخر صفوف العمل الإبداعي.. لذا نجد الممثلين والدراميين يعانون موسمياً وتصبح مهنتهم طاردة، وهذا رد فعل طبيعي لنفض المؤسسات المعنية يدها عن دعم الفنون بأشكالها كافة. { كثافة وجود وظهور أنصاف المواهب سواء في الإعلام الفضائي أو الشعر والغناء يتفق تماماً مع تماهي المؤسسات الإعلامية والفضائية مع تلك النماذج غير مكتملة الموهبة.. تجد تلك المواهب من يسندها لأنها سهلة التطويع والانقياد، ومع تواضع قدراتهم الإبداعية تصبح سهلة التطويع فلا موقف مبدئي لديهم يرتكز على فكرة ملهمة أو مشروع بائن الملامح.. سيطرة أنصاف المواهب على الإعلام الفضائي هي في الحقيقة رد فعل طبيعي لسيطرة من يماثلونهم في الموهبة على مقاليد الأمور في تلك المؤسسات المهمة. { عندما يغني مطرب شاب مثل "مأمون سوار الدهب" أغاني الرواد وتجد انتشاراً واسعاً ويحقق نجومية سريعة للغاية، فإن هذا الأمر سينعكس بالضرورة على طريقة تعامله مع من حوله ويكبر في رأسه أنه قد بلغ شأناً بعيداً.. ورد الفعل المساوي له في المقدار سيكون منع "إسحق الحلنقي" المطرب الشاب من ترديد أغانيه التي تشكل نسبة كبيرة جداً من الأغاني الناجحة في الساحة الآن.. والأمر بلا شك خسارة كبيرة للمطرب الواعد. { أن تتشابه القنوات الفضائية موسمياً (حتى الحديثة منها) في إنتاج الأفكار وتدويرها وتكرار ذات الضيوف وطريقة جلوسهم واستهلاك مطربين بعينهم يقدمون ذات الأفكار، ذلك يعني أن رد الفعل سيكون برامج رتيبة مملة ليس لديها القدرة على الإبهار ولا التجديد، وستصبح القنوات الفضائية عبارة عن نسخ مشوهة تنقل من بعضها البعض.. لهذا لا أتوقع أن تكون برامج موسم العيد القادم مختلفة عن سابقاته.. سوى في (اللوقو) المنصوب أعلى الشاشات. } مسامرة أخيرة { أن تخرج المذيعة "سهام عمر" هواءً ساخناً ضد إدارتها السابقة في النيل الأزرق وتطلق في حقهم إشارات (غير حميدة) وتواصل إطلاق هذه الإشارات، فهذا يدلل على أن المذيعة لا تحفظ وداً لمؤسسة قدمتها للناس وصنعت نجوميتها.. ولهذا فإن على مؤسستها الحالية (قناة الهلال) أن تحذر من أنها ستخرج عليها يوماً بما يقض مضجعها ويؤرق بالها.