لا شيء يستهوي الرجال .. مثل الحديث عن الزواج (!)، وكل رجل، يستطيع أن يخلق صداقة سريعة مع أي رجل آخر .. إذا قام بفتح سيرة الزواج مثنى وثلاث ورباع .. فيصبح البساط أحمديا .. وتتبدى الابتسامات زاهية .. وقد يرتفع الأمر إلى همسات ماكرة .. تعقبها الضحكات المجلجلة دون قيود ! الرجال هكذا، ينشأ الواحد فيهم مبرمجا على الزواج، وكل رجل سليم الهرمونات .. يجنح للزواج بفطرته، وهو أمر لا يستثنى منه إلا القلة، لكن تجربة الزواج تبقى، في معظم الحالات، يتيمة، أي بعيدة عن التعدد، خصوصا في زماننا الحالي، حيث تتشربك الظروف المادية والمعيشية في رقاب الرجال .. فلا تجعل لهم سبيلا للعب بأذيالهم، وتلك من العوامل التي تساعد على بعض الاستقرار في الأسر .. ورب ضارة نافعة ! مع ذلك، تبقى الظاهرة المحيرة هي أن الحديث عن الزواج .. ترتفع وتيرته بين المتزوجين أصلا، في حين أن غير المتزوجين .. لا يجنحون كثيرا للثرثرة في هذا المجال . والواضح، أن المتزوجين .. قد ارتفعت أسهمهم كثيرا في السنوات الأخيرة، وباتوا يحظون بنصيب معتبر من اهتمام المتطلعات للزواج، وهو أمر انعكس في بعض الأغنيات التي ظهرت في الساحة .. وأثارت غضبا كان معظمه من النساء المتزوجات ! أحد أصدقائي متزوج من ابنة خالته، ويعيش معها منذ سنوات، لكن الهمس بدأ يطارد الرجل مؤخرا، حيث يقال إنه متزوج سرا، وأنه قد أصبح أبا لأطفال آخرين غير أطفاله من زوجته الأولى، وقد سمعت قبل أيام أنه أقر بزواجه الثاني، لكن المشكلة أن الحديث يتصاعد الآن عن زوجات أخريات، ليكتمل العدد عنده بأربع، ولا أحد يدري الحقيقة حتى الآن ! والرجال عموما، مهما بدا تمسكهم بالخيار الأحادي، ينظرون بإعجاب لصاحب الزوجات المتعددات، فتلك تجربة تثير فضول كل الذكور من بني آدم، لكن الكثيرين يفرملون عن الإقدام عليها، بفعل عوامل متعددة .. ولكل حساباته الدقيقة في هذا المجال ! طبعا هناك مقتدرون لا يتعددون، فبعضهم يخشون على أنفسهم من (الشلهتة) بين أكثر من بيت، والبعض يتفادى الانفتاح الكبير الذي يتطلبه الزواج على أهل كل عروس .. فيقضي حياته مطاردا المآتم المتعددة، وعقودات القران التي لا أول لها ولا آخر، ومعاودة المرضى، وزيارة أقارب الزوجات .. فلا يجد وقتا لراحة .. أو زمنا لعمل ! مع ذلك .. هناك (الكوماندوز) طبعا، وهؤلاء من لا يكترثون لشيء .. ويتزوجون دون أن يحسبوها كثيرا، وقد تصيب تجاربهم أو تخيب، والمهم أن يخوضوا التجربة المثيرة العجيبة، وهي تجربة مسكونة بمجالها المغناطيسي العالي، الذي يجذب البعض، ويجعل البعض يترنح ذات اليمين وذات الشمال ! لكن أكثر ما يلفت الانتباه .. أن الفتيات لا يتفوقن عددا على الذكور، فالإحصاءات تقول إنهم الأقل في أعدادهن الإجمالية، ولكن من يرى الشارع والمكاتب ومرافق المواصلات وكل مواقع العمل والسكن، يملأه اليقين بأن بنات حواء جيوش جرارة .. وأن الحل الوحيد لمنعهن من البوران .. هو الزواج بهن مثنى وثلاث ورباع . أما ضحكات الرجال وهم يتهامسون عن الزواج، فتلك (أسرار) رجالية لا يتحدثون عنها جهرا.. والعاقبة عندكم في المسرات !