(1) لم نعد نسمع غير تلك الأخبار الخطيرة على شاكلة (ضبط خلايا نائمة) و(ضبط أسلحة مخزنة أو مهربة).. نعم الخلايا نائمة والأسلحة نائمة والفتنة نائمة والنخب كذلك نائمة.. يقول المصريون إن فلاناً (نايم على ودانه) كناية على أنه (مُسطّح) وآخر من يعلم بالأمر الذي من اختصاصه.. نخشى أن تكون الجهات صاحبة الشأن (نايمة على ودانها)!!.. الجبهة الثورية المتمردة والمتوعدة لنا بالويل والثبور وعظائم الأمور و(اثنين دام أسود آخر)، ومعها قطاع الشمال بقيادة "ياسر عرمان" الحردان و"مالك عقار" الضهبان، يجدون من النخب والكتاب من يدق لهم الطبل ويدافع عنهم ويدعو للحوار والتلطف معهم.. كل ذلك ذكرني بكلام "الصادق المهدي" عن مؤتمر جوبا في مارس 2010م الذي دعت له الحركة الشعبية، قال "الصادق" الذي كم كان مولعاً بالحركة الشعبية: (إنه سيسعى إلى إقناع حزبي المؤتمر الوطني والاتحادي الأصل بالمشاركة في ذلك المؤتمر (العجيب) على طريقة (يا زبيدة لا تموعي).. هذا هو حال النخب (النايمة على ودانها) التي ظلت تتغزل في قطاع الشمال على طريقة (يا زبيدة لا تموعي). (2) مثل طفل بريء حصل على قطعة حلوى، استلقيت على ظهري رافعاً أيدي وأرجلي نحو السماء أضحك وأقهقه بدون تحفظ سعادة وفرحاً.. نعم سعدت كثيراً للحرية التي أصبحت تتنفسها المرأة المصرية في عهد أول حكومة ديمقراطية في تاريخ مصر الحديث.. قبل عدة أسابيع ظهرت أول مذيعة محجبة في التلفزيون المصري الرسمي، وبالأمس سمح قرار وزاري لمضيفات شركة مصر للطيران بارتداء الحجاب.. قيل إن المحجبات لم يكن مرحبٌ بهن في القصر الجمهوري إبان عهد الرئيس المصري السابق "حسني مبارك"، لأن (الهانم) زوجة الرئيس كانت تمتعض من وجودهن وتصاب بالانتكارية.. حكايات كثيرة عن ضغوط مارستها (الهانم) لإقناع أخريات من زوجات المسؤولين بخلع حجابهن؟!.. المضيفة الجوية المحجبة "مايسة عبد الهادي" قالت: (إن المضيفات المحجبات وعددهن (250) حاولن - منذ بداية التسعينيات - الحصول على حقهن في الحجاب، ولكن إدارات الشركة المتعاقبة كانت ترفض الأمر بشدة)!!.. معلوم أن العشرات من المضيفات تعرضن إما للفصل أو تم تحويلهن إلى أعمال إدارية مع تقليص مرتباتهن إلى الثلث جزاءً وفاقاً على ارتداءهن الحجاب.. أيضا "فاطمة نبيل" مذيعة في التلفزيون المصري ظهرت كأول قارئة نشرة محجبة، كانت قد أُقصِيت من العمل كمذيعة لأكثر من (12) عامًا بسبب ارتدائها الحجاب.. "فاطمة" قالت إن وزير الإعلام الأسبق العلماني المتشدد "صفوت الشريف" منعها من الظهور، وأكدت أنه استغل منصبه أشد استغلال لمحاربة المحجبات، وكأنهن (جرثومة) لابد من قتلها.. هناك طرفة نُقلت عن "مبارك" وهو في سجنه الخالي؛ حين قيل له إن "صفوت" يصلي قال متهكماً (دنا عمري ما شفتوش بيركع إيه اللي بيحصل ده؟!).. "فاطمة" قالت إن ظهور المحجبات لحظة انتظرتها كثيرًا، الآن فقط شعرت بأن ثورة (25) يناير أخيراً وصلت إلى (ماسبيرو).. قولوا معي: عاشت ثورة مصر.. عاش "مرسي". (3) بالأمس اتصل بي الزميل العزيز "خالد عثمان" مدي الإعلام بوحدة السدود معقباً على ما كتبناه أمس في هذه المساحة تحت عنوان (السدود.. وسياسة الغموض).. "خالد" قال إن وحدة السدود ليس لها علاقة البتة ب(سد القريشة) بولاية القضارف الذي أشرنا إلى أنه انهار بعد (3) أعوام فقط من عمره غير المديد؟!.. لقد ذكرت أن المشروع تم إنشاؤه ضمن مشروعات تنمية الشرق بتكلفة قدرها مليارا جنيه، وكنت أظن أن وحدة السدود بعد أن أصبحت وزارة صارت قيّمة على مشروعات السدود على الأقل من الناحية الفنية.. أهم أسباب انهيار ذلك السد ضعف المواصفات الفنية والهندسية وغياب الرقابة الاستشارية، بل قيل إن الشركة المنفذة للسد قامت بصيانته وعمل معالجات قبيل حلول فصل الخريف الحالي؟!.. نعلم أن وزارة السدود لديها سلطات (استثنائية) فلماذا لم تضع يدها على هذا السد؟.. إن لم يكن هذا السد من اختصاصها وهي وزارة اتحادية، فما الذي هو من اختصاصها؟. آخر الكلام: وَلقدْ مررْتُ على اللّئيمِ يسبُّني ** فمضيْتُ ثُمَّ قُلْتُ لا يعْنينِي