ورست صحيفة الأنباء المولودة في السادس والعشرين من مايو 1997 عدداً مميزاً من المحررين والمحررات. ففات عليّ في عدد الأمس ذكر الزملاء "سيف الدين عثمان" أحد المميزين في مجال الخبر الآن ب(الشروق) و"محمد عمر جامع" بالقسم الاقتصادي والمتدرب المميز "أمين قادر" الآن من المميزين في مجال الاقتصاد و"نبيلة عبد المطلب" و"يس عثمان" وفي القسم الاقتصادي "إيمان محيي الدين" و"عواطف محجوب" و"خديجة الباهي" وزوجها السفير أو المستشار بوزارة الخارجية "هاشم مداوي" الذي عمل بقسم الأخبار بالسودان الحديث، ومن ثم انتقل إلى وزارة الخارجية مستفيداً من حصة الشرق بالوزارة، ولكن امتحن ضمن الممتحنين، وحظي بالالتحاق بالخارجية، والأستاذة "نوال حامد" الآن مسؤول الإعلام باتحاد عام نقابات السودان. كانت هناك مجموعة مميزة من المحررات عملن في قسم الأرشيف استطعن أن يحفظن لكل محرر أرشيفاً خاصاً كما حفظت كل مواد صحيفة الأنباء، ومن قبلها الإنقاذ، وهن "فائزة" و"وديدة" ولا ننسى الأستاذ "عبد الغفار" مسؤول المكتبة وبقسم الترجمة "انتصار محمد نصر" و"سلافة عبد القادر" وهما الآن بالمملكة العربية السعودية مع أزواجهما وأبنائهما. كما ورثت الأنباء أسطولاً من العربات كان يشرف عليه الأخ "حيدر" و"التاج عبد الوهاب" و"كوكو محمد دارفور" أحد السائقين المنضبطين رحمه الله عليه و"بانقا" الذي يعمل في صمت وعم "إبراهيم" صاحب النكتة والقفشات والشايقي "محمود" بجانب آخرين كانوا مُعينين للتحرير في نقل المحررين من منازلهم وإعادتهم وتوزيعهم على الوزارات والمؤسسات الحكومية. أدخلت صحيفة الأنباء ولأول مرة عربة التيكو، والتي خصصت لمدير التحرير آنذاك السفير الآن "سليمان عبد التواب الزين" فيما أدخلت أيضاً ولأول مرة عربة الأمجاد، خصصت واحدة لمحررين قاطني مدينة أم درمان، فكنت واحداً منهم، بجانب الأستاذة "أحمد محمد الحسن" و"معاوية أبو قرون" و"كرار أحمد عبد الخالق"، فيما خصصت العربة الثانية لقاطني بحري، وكانت العربتان ملفتتين للنظر، ومن ثم جاء السائق "حسن حسين" الرجل البسيط العفوي، وكان مخصصاً لبعض المهام، ومن ثم انتقل إلى نقل بعض محرري أم درمان.. لقد كانت صحيفة الأنباء حدثاً كبيراً، بعد صدورها وجدت رواجاً كبيراً، أولاً؛ لأنها صدرت لأول مرة في عشرين صفحة، ثانياً: كانت تصدر من بناية من ثلاثة طوابق، وهذه أيضاً واحدة من مميزاتها، ولكن بعد أسابيع من صدورها بدأت الصراعات الداخلية، خاصة وأن بعض الذين أتوا من صحيفة الإنقاذ كانوا يظنون أنهم الأولى دون غيرهم، وبدأت عمليات الهمس والغمز واللمز، وبدأ البركان الداخلي يتحرك ويغلي، فلم يعجب الأستاذ "عمر إسماعيل" الحال، واشتد خلافه مع بعض القادمين من صحيفة الإنقاذ. فتقدم باستقالته، ولكن الأستاذ "أمين" رفضها في بادئ الأمر، ووقتها كان الأستاذ "عمر" قد تزوج حديثاً للمرة الثانية، فقال له الأستاذ "أمين" اعتبر نفسك في إجازة شهر عسل، ولكن "عمر" أصر على استقالته والتحق بصحيفة الأسبوع التي كان يرأس تحريرها الدكتور "محيي الدين تيتاوي"، ومن ثم بدأ التململ وسط المحررين، ولم يعجب الحال الأستاذ "فتح الرحمن النحاس" الذي انتقل من خانة رئيس التحرير إلى مستشار التحرير، وازداد تململه، وكانت تربطه علاقة طيبة بالمشير "الزبير محمد صالح" النائب الأول لرئيس الجمهورية فأعانه على إصدار صحيفة جديدة تابعة للدولة باسم (الجمهورية) وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال، فانتقل معه عدد كبير من المحررين، فكانت ضربة للأستاذ "أمين" الذي وعد بتوفير مال للأنباء، ولم يقدم له فيما أعطي مبلغ ضخم للأستاذ "النحاس"، فأسماء كبيرة من المحررين ذهبوا مع الناس من بينهم "علام عمر" و"صالح عجب الدور" و"إسماعيل آدم" و"جمال عبد القادر"، ولكن لم تصمد (الجمهورية)، وبدأت في حاجة إلى مال لتسييرها، فماذا يعمل الأستاذ "أمين حسن عمر" أمام عدد ضخم من العاملين، فخيرهم، فمن أراد أن يبقى أن يبقى، ومن أراد أن يمنح حقه، فالإدارة جاهزة فتقدم عدد كبير فأخذوا حقوقهم، وذهبوا، فمنهم من ذهب مع "النحاس" ومنهم من اختار طريقاً آخر. نواصل،،