قصيدة بلون المنافي ودفء الأفئدة التائقة للخلاص من شبق الأمنيات الرائدة. كاتبها صديق غالي يعرف كيف يمتع النفس برونق الحرف وموسيقى الآهة الندية، القاضي والقانوني الضليع والأديب الأريب "عبد المنعم عوض عبد الرسول"، رجل يعرف كيف يمتع الكلمات بدهشة اليراع وسجع الدواخل. يكتب القصة على ستائر المنى، وينثر القصيدة على جنبات الأفق، فتهرع النجوم لسترها وترتدي الأماسي خمارها ويورق الشفق. كتب لي أسطر قليلة وقصيدة رائعة بروعة من يبحث عنه، الأستاذ العظيم "أبوعركي البخيت". يقول "منعم" في رسالته: الصديق العزيز بروف معز.. عندما اكتمل بناء هذه القصيدة، كان وجهه بكل التفاصيل حضوراً قوياً، فسألته أن يغنيها، هل تعرف أين هو الأستاذ "أبوعركي"؟ فإن كنت تعرف أرجو أن تبعثها له ليفعل بها مايشاء. ونتواصل أخوك عبدالمنعم عوض. لندن بقايا الدخان سرقته المدن الأجنبية طعم الذكريات وطوت حلم المرأة الأخرى بأوراق المنافي وأطياف الرجاءات حاصره المغني حينما كان يغني تلهث الأوتار من خلف حريق الأغنيات لتفضح الأسرار هيبتها وتجرح الأقدار غربتها في إهتزاز القطارات وأزيز الطائرات لتطلع بين أكوام الحكايا تصاوير مغبرةً من وجوه الأمنيات كيف يستغرق الصمت وحيداً في ضجيج المحطات كيف يتكئ السكون وحيداً في هدوء المطارات.. كيف يصرخ الحب سعيداً في البدايات وينام حزيناً في النهايات كيف ينهمر الثلج جميلاً فوق أعناق المطر وتشعل الروح القديمة مصابيح الجراحات النبيلة بين أخيلة الخطر وينام النعاس المر في ممرات القمر دفعته الروح إذن للخروج دهمته الروح إذن للولوج حتى أيقظ الخوف طيور النسيان من صحوها المسكر لتصبح مرةً أخرى هياكل من دخان عبد المنعم عوض - لندن 2012م