تطول أذناي لتصيخا السمع .. كلما وردت عبارة (هذا البيت مسكون) ! البيوت المسكونة، طبعا، لا نقصد بها المنازل المأهولة بسكانها البشر، لكننا نقصد المصطلح السوداني إلذي يعني أن البيوت تعج بالعفاريت من أبناء الأبالسة وغيرهم ! الكلام عن البيوت المسكونة لم يعد رائجا كما كان سابقا، وخصوصا في المدن الكبرى، حيث بات صعباً وجود بيت دون تكدس بشري داخله .. ما جعل العفاريت تهرب بجلدها .. إفساحا للبشر كي يبرطعوا في المساحة التي تضيق بهم كل يوم ! فرقة الأصدقاء .. كان لها معالجة تلفازية طريفة للبيت المسكون، حيث اضطرت أسرة إلى اقتسام البيت مع الأبالسة .. ليعيش الطرفان في هدنة لحين إشعار آخر ! الخواجات أيضا لهم خزعبلاتهم، ولعل آخرها ما اشارت له (بي بي سي)، وفقا لصحيفة الرياض، من أن بيانات كشفت أن مئات البريطانيين اتصلوا بالنجدة للإبلاغ عن سحرة ومصاصي دماء ومستذئبين وأشباح، قبل أيام من ذكرى (هالوين) التي تصادف في 31 اكتوبر من كل عام. وقالت البيانات إن شاباً بريطانياً اتصل بالنجدة لطلب ارسال فريق من فرق ترويض الأشباح إلى منزله، وآخرين للإبلاغ عن قيام أرواح شريرة بسرقة منازلهم ومفاتيح سياراتهم، وعن شيطان تقمص شخصية دمية، ومستذئبين حاولوا اقتحام منازلهم، وأموات يمشون في الحقول ! والمستذئبون لمن لا يعرف، هم البشر الذين يتحولون إلى ذئاب وفقا للأساطير القديمة، وهي أساطير كان يمكن اندثارها لولا تلك الأفلام العجيبة، والتي تعج بقصص المستذئبين، وقصص مصاصي الدماء وأحفاد دراكيولا، وكلها تجد معجبين يتابعونها بشغف، ومنهم بكل أسف، صويحبكم الشاطرابي ! جيلنا، بالمناسبة، تربى في صغره على الكثير من الحكايات الشعبية المرعبة التي كانت ترويها الجدات، صحيح أن معظم الاحاجي كانت عن الصراع الطبقي والعاطفي في قوالب مبسطة، لكن وجود الخرافة المرعبة ظل يسجل حضورا كبيرا في تلك القصص .. بل ان الأمر تحول إلى تجارب ينقلها رواة عن آخرين يصعب التحقق من وجودهم، يحكون فيها عن عفاريت، و(مراحيم) يخرجون من قبورهم لزيارة ذويهم وأهليهم . مثل هذه الحكايات، شهدت ازدهارا أكبر في الأرياف، حيث انخفاض نسبة التعليم في عقود مضت، وحيث الظلام الذي يؤجج الخيال تجاه مخلوقات لا نراها، فيتنامى الحذر الليلي من كل آفة .. زاحفة أو سائرة أو طائرة ! الحياة العصرية لم تعد تتيح خيالا تجاه البيوت (المسكونة)، وانكمش الترويج لهذه الأفكار بتنامي الوعي، لكن دواخل الناس استمرت محتفية بالخرافة، وتجد متنفسها في متابعة أفلام الخزعبلات، والتي ما زالت تحقق الأرباح الطائلة لمنتجيها. صديق أرسل لي رسالة طريفة مؤخرا .. قال فيها إن مصيبة السودان أنه وطن (مسكون) ! حفظ الله الوطن، وأعاذنا الله وإياكم .. من شر الشياطين من البريد صديق العمود (صهيب برشوت) كتب يقول : محليه شرق الجزيرة، وحدة تمبول تعاني، حيث ان محطة مياه ابوعبيك وكريعات الجعليين تشكو شح المياه، وكانت المحطة متعطلة لمده 15يوما، واشتغلت 5 ايام، ثم عادت منذ 11 يوما وحتى الآن لتعاني من نفس الاشكال، وبرميل الماء وصل إلى 10جنيهات، في حين أن هيئه المياه أعطت وعودا بحل المشكلة .. دون أن يكون هناك تنفيذ !