اعترف سفير السودان لدى الجنوب "مطرف صديق" أمس (الأحد) بقاعة الصداقة أمام المئات من الشباب، في منبر الاتحاد الوطني للشباب السوداني حول جلسة حوار اعتذر عن حضورها النائب الأول "علي عثمان محمد طه"، اعترف بالخطأ الذي وقعت فيه الحكومة بمعالجتها عاطفياً القضايا العالقة مع جنوب السودان قبل وقوع الانفصال. وقال مطرف:(علينا أن لا نرمي اللوم على الآخرين، وعلينا أن نراجع أنفسنا وأن نمتلك الشجاعة للاعتراف بأخطائنا وهي أول الخطوات للتصحيح، الاعتراف بالخطأ هو عبارة عن تشخيص دقيق للمرض لمعالجته، نحن لم نحقق الغاية المبتغاة من انفصال جنوب السودان ونحن قراءتنا لم تكن واقعية له ولم نتبع نموذج الانفصال السلس وكثير من القضايا عالجناها بالعاطفة مثل قضايا الأمن والحدود والاقتصاد التي حاولنا أن نلحقها بالاتفاقيات الأخيرة وكان من الأفضل معالجتها قبل الانفصال.( من جانبه قال وزير الدولة برئاسة الجمهورية "أمين حسن عمر" الذي قدم مداخلات فكرية عن أهمية الحوار إن السودان لديه مصالح مع دولة الجنوب وعلينا أن نعود إلى عقلية الغرف التجارية والمصالح المشتركة. ودعا "أمين" إلى محاربة شيخوخة السياسة في السودان وقال إنه يقف ضدها وأشار إلى ضرورة فتح الطريق للأجيال وإتاحة الفرصة له، وأضاف: (نحن لا ننتج كفاية نزرع فداناً كاملاً وننتج منه (4) جولات وفي مصر ينتج الفدان ذاته (28) جوالاً، نحن نفكر في حل أزمة السودان بالاقتصاد الريعي وهذا لا يقدمنا، لن نتقدم بالاقتصاد الريعي، يمكن أن تحل الضائقة المعيشية بإنتاج مليون برميل من النفط يومياً ولكننا لن نتقدم، التقدم بالاقتصاد الحي الإنتاجي). وأشار السفير "مطرف" إلى امكانية توحيد السودان مرة أخرى وتفاءل أن تحقق الأجيال الحالية ذلك، وقال إن الثقافة عامل مشترك بين البلدين، ودلل على أن الحضور في زواج بنت رئيس حكومة جنوب السودان "سلفا كير ميارديت" تفاعل بصورة كبيرة مع فنانة سودانية - ذكرها لاحقاً "أمين حسن عمر" بأنها الفنانة "حنان بلولو" التي هيجت الحضور - كما أن أهل الجنوب حزنوا كثيراً لخروج فريقي الهلال والمريخ من الكونفدرالية. وأضاف مطرف: (مازال أهل الجنوب يأكلون الكوارع والفول ويلعبون الكوشتينة والضمنة؛ ويشترون سكر كنانة وأسمنت عطبرة ولديهم نفس قوانينا مثل قانون النظام العام بوقف الحفلات الغنائية في وقت غير متأخر من الليل). وزاد السفير: (أنتم الجيل الذي يمكن أن يعيد وحدة السودان، اغتنموا الفرصة ودعونا نتفاءل بغد مشرق رغم الضيق الاقتصادي).
