(1 ( وثيقة (الفجر الجديد) أو (تور) كمبالا طُرح أرضاً بضربة قاضية وتصريحات نارية من المؤتمر الوطني، فكثر (الضباحين) وأشهروا سكاكينهم.. بازار التبرؤ من تلك الوثيقة حُظي باشتراك رؤساء كل الأحزاب الموقعة.. رئيس حزب الأمة القومي "الصادق المهدي" قال إنه لم يتم أي تنسيق في إطار الإجماع الوطني لمناقشة وثيقة (الفجر الجديد) وأن قوى الإجماع لم تكن ممثلة بصورة متفق عليها في إجتماع كمبالا لكن هناك شخص ناب عنها، وأكد أن حزبه لم يشترك في تفويضه!!.. حتى سكرتير الحزب الشيوعي "محمد مختار الخطيب" قال إن العضو القيادي في حزبه "صديق يوسف" ذهب إلى كمبالا ووقع على الوثيقة كرئيس لقوى الإجماع الوطني وليس ممثلاً للحزب الشيوعي!!.. لكنه بدون خجل قال إنهم (يحترمون) الأسلوب الذي تختاره الجبهة الثورية لإسقاط النظام أي بالقوة العسكرية المنطلقة والممولة من دولة الجنوب ويوغندا؟!.. ما بين (الفجر الكاذب) وهو الوصف الذي أطلقه المؤتمر الوطني على الوثيقة، وبين نظام (الفقر والجوع) وهو الوصف الذي أطلقته قوى تحالف المعارضة على الحكومة، تزداد حيرة المواطن في مآل الفوضى السياسية التي تمسك بخناق الوطن المأزوم بأحزابه البائرة.. على المؤتمر الوطني أن يستثمر (جرسة) و(بطبطة) الأحزاب التي وقعت على الوثيقة ثم نفضت يدها، لصالح الاتفاق على الحد الأدنى من الثوابت الوطنية، وألا يذهب بعيداً في استثمار (طبزتها) في التنكيل بها وخنقها مما يدفعها أكثر نحو الارتماء في أحضان التمرد المسلح والدول المتربصة.. على الأحزاب (المبطبطة) أن تدرك أن أفعالها غير الوطنية هي التي تمنح الفرصة للحزب الحاكم أن يمسح بها الأرض.. لن يصدق المواطن أن هدفها من التوقيع على الوثيقة كان لأجل (تقريب وجهات النظر في القضايا الوطنية الشائكة)، كما أعلن تحالف المعارضة بعد الجدل الذي أثارته الوثيقة اللقيطة التي باتت تبحث عن أب شرعي. (2) حكومتنا (دقّت سدُرها) وأبدت التزامها التام لألمانيا بتعويض الخسائر المادية التي لحقت بمباني سفارتها في الخرطوم على خلفية الأحداث التي أعقبت عرض الفلم المسيء للنبي "محمد صلى الله عليه وسلم".. التعويض يشمل شراء قطعة أرض سكنية بوسط الخرطوم لتشييد مبنى جديد للسفارة الألمانية وتحمل التكلفة المالية الكاملة من (طقطق إلى السلام عليكم).. (الرشوة) السودانية مقابل إعلان "برلين" اكتمال الاستعدادات لانعقاد الملتقى الاقتصادي السوداني- الألماني نهاية يناير الحالي في ألمانيا.. إن شاء الله يجيب الكرم السوداني حقه وما يطلع المؤتمر (فشوش) وتتدخل أمريكا لتعطيله أو إفراغه من محتواه مثلما (جابت أجل) المؤتمر الدولي حول التنمية الاقتصادية في السودان الذي كان من المؤمل أن تنظمه تركيا.. حتى لا نشطح كثيراً فإن المؤتمر أو الملتقى الذي قدمت لأجله (الرشوة)، سيتناول الإطار الاقتصادي والمالي والقانوني للاستثمار في جمهورية السودان ودولة جنوب السودان.. يعني بالواضح أن (الخير) كله سيذهب إلى دولة الجنوب بحكم التعاطف الأوروبي معها.. سنُشكّل فقط حضوراً باهتاً و(تُمامة عدد).. هل نتوقع بكل بساطة أن (ينبهل) الاستثمار الأوروبي فجأة على السودان؟!.. كل المؤتمرات العالمية التي تحشد لدعم القضية الفلانية أو تلك الدولة أو تلك القارة ما هي إلا (مسرحيات) لا ترجو منها الدول (المانحة) إلا السمعة والرياء.. هل سمعتم أن تلك الدول التزمت يوماً بما وعدت؟.. الفلسطينيون الذين وقعوا (كامب ديفيد) وركضوا وراء سراب السلام مع إسرائيل حتى تدلت ألسنتهم من اللهث لم يحصدوا إلا الوعود الفارغة فهم أدرى بكذب ونفاق تلك المؤتمرات.. السودان الذي وقع اتفاقية السلام الشامل وعده الغرب بفتح خزائنه.. في أبريل من العام 2005م عقد مؤتمر في أوسلو بالنرويج تعهدت فيه (60) دولة ومؤسسة عالمية مانحة بتقديم (4.5) مليارات دولار تدفع خلال عامين.. لا خلال عامين ولا يحزنون ولم يحصد السودان من ذلك المؤتمر إلا هشيماً. • آخر الكلام: تعلمون أن الشرطة السودانية (كسرة رقبتها) في سبيل الدفاع عن السفارة الألمانية.. ليس مستنكراً أن تصمت الحكومة الألمانية إزاء نشر الرسوم المسيئة، دون أن تدين الفعل وتتبرأ منه، كأنما حرية التعبير تعنى الإساءة إلى مقدسات الآخرين ومعتقداتهم.