* "د. نافع" ضنين بالشهادة لصالح الآخرين مثل "الطيب صالح" في الأدب لم يمنح شهادته إلا للطيب ود ضحوية حينما قال عنه في كتابه (بندر شاه)، إنه شاعر من بادية البطانة في شرق السودان (أشعر) من "جرير" و(أشعر) من "الفرزدق"، ومثل "د. منصور خالد" في السياسة حينما قال شهادته في حق الذين فاوضوا (الحركة الشعبية) من أهل الحكم الإنقاذي، ذكر "د. منصور" في مقالة نشرتها (القدس العربي) رداً على ما خطه "د. يوسف نور عوض" المناقشات والحوارات بين (الحركة الشعبية) ورموز الحكم الإنقاذي شملت العسكريين والمدنيين، لكن الدكتور "علي الحاج محمد" رجل حاد الذكاء واسع الأفق يمتلك قدرات خاصة، وحينما أثنى "د. نافع" في المؤتمر الصحافي على موقف (المؤتمر الشعبي) الخصم اللدود والمتربص الأول بالمؤتمر الوطني، تبدت عافية "د. نافع" النفسية وهو يذكر بالزهو والإحسان والرضاء مواقف (المؤتمر الشعبي) الرافضة لعلمانية الدولة وإقصاء الدين من الحياة العامة، كما أراد بذلك الموقعون على (ميثاق كمبالا). وشهادة "نافع" التي وضعها في قلم الأستاذ "الهندي عز الدين" رئيس مجلس إدارة (المجهر السياسي) وكاتب زاوية (شهادتي لله)، لهي شهادة نادرة من سياسي لا يعرف عنه التزلف أو المجاملة، لكنه اختار بأقوى العبارات وبقصد مسبق أن يمنح "الهندي" ما يستحقه في وجود أغلب رؤساء التحرير وغياب "الهندي" عن المؤتمر، وهي رسالة عميقة جداً لبعض جيوب (المؤتمر الوطني) التي تسعى ما وسعها (تقطيع) الصلات بين الحزب الحاكم والصحافيين والكُتاب لشيء في نفوس بعضهم والذين من خلفهم. * صحيح الأخ "الهندي عز الدين" يستحق الإشادة، التي تمثل وساماً في صدر الصحيفة وكمؤسسة، مثلما يستحق الأخ المهندس "الطيب مصطفى" ناشر (الإنتباهة) الإشادة بموقف نبيل وأخلاقي، حينما دعا الحكومة لمد التواصل مع الأحزاب التي رفضت (ميثاق كمبالا) وإدانته جهراً بقناعاتها ك(الشعبي) وحزب (الأمة القومي)، مع أن هذه الأحزاب أعلنت موقفها بمبدئية ولا تنتظر مكافأة من أحد ولا ثمناً لهذا الموقف. * فتح "د. نافع" الباب لمشاركة كل الأحزاب في وضع وثيقة الدستور القادم، واعتبره شأناً للسودانيين جميعاً، ولا حكر ولا عزل لأي حزب أو جماعة حتى ينال الدستور على الأقل تأييداً من أغلب مكونات الشعب السوداني، فهل تختبر الأحزاب "د. نافع" وتقدم أطروحاتها الخاصة بالدستور؟ أم تنتظر (المؤتمر الوطني) يقدم رؤيته ثم تنهال عليها بالرفض والطعن؟! * الدكتور "أمين حسن عمر" بنبرة أكثر هدوءاً من "نافع" قال بثقة كبيرة في نفسه إنه يختلف مع "د. نافع" في تفسيره لبعض الظواهر ولا يحذو دربه (نعلاً بنعل)، وتلك من مظاهر قوة (المؤتمر الوطني) تتعدد المدارس وتختلف الألحان والألسن والاتجاهات والثقافات والمقصد واحد!! وقال "د. أمين" إن (الحزب الشيوعي) لا يؤمن أصلاً بالديمقراطية حتى يبشر بها، ولكنهم يؤمنون بديمقراطية (الجبهة الثورية) ولا يؤمنون أصلاً بالقومية، بل يؤمنون بالحل الطبقي!! و"أمين حسن عمر" حجة في الفكر اليساري لخلفيته اليسارية في سنوات صباه الباكر، لكنه مفكر إسلامي يقرأ ولا يكُتب كثيراً، وإن كتب لا ينشر إلا لماماً، لكنه مثقف قلبه يتقاطع في جوهره مع مظاهر الوجه الصارم الذي ينم عن شخص غامض، رغم بساطته وتواضعه حد التصوف والزهد!