(1) من نصدق من وزراء الحكومة؟.. إن كان الأمر متعلقاً بأمر المعيشة فإننا لا نعير أياً منهم اهتماماً، بل نصدق ما نكابده بشكل يومي في رحلة (القفة) اليومية.. لكن تعالوا لنرى تخبط الحكومة وتضارب تصريحات وزرائها، فالحكومة للأسف غير قادرة على تشخيص المشكلة الاقتصادية، والتشخيص أولى خطوات العلاج.. "بحر إدريس أبو قردة" وزير الصحة الاتحادي، يقول أن مسحاً أجرته وزارته في (13) ولاية أثبت أن (13) مليون مواطن يعانون من نقص الغذاء، يعني بالواضح (كدا) أن (ثلث) سكان السودان يعانون من سوء التغذية، بل إنّ (99%) من النساء الحوامل يعانين من فقر الدم (الأنيميا)؟!.. لا حول ولا قوة إلا بالله؛ أي درك نحن فيه؟.. والدرك عكس الدرج، وهو أدنى منازل التدهور والسوء؛ يقول تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) 145 النساء، أي في الأسفل من النار وهو قعرها، أما نحن في الدرك الأسفل من اللامبالاة والاستهانة بالمواطن.. قبل يومين قال وزير المالية "علي محمود" في تصريحات مثيرة – أشرنا إليها بالأمس - قال فيها: (إن أي حديث عن غلاء في المعيشة في البلاد بأنه غير صحيح وأن السلع متوفرة في الأسواق وأن نسبة التضخم تراجعت من (46%) إلى (43%)!!.. ومع ذلك سيدي الوزير أن (13) مليون مواطن يعانون من سوء التغذية، و(99%) من الحوامل مصابات ب(الأنيميا)؟!!.. بالمناسبة كلام "علي محمود" أهون؛ ألم يقل "صديق علي الشيخ" نائب والي الخرطوم قبل حوالي شهرين في حوار صحفي لصحيفة السوداني: (ليس هناك من يبيت القوا في السودان)؟!.. هل تصدقون أنه ليس هناك من يبيت جائعاً؟!.. تصريحات وزير الصحة كانت في قلب عرين الحكومة حيث أقيمت ورشة الأمن الغذائي بمجلس الوزراء.. يقول "أبو قردة" كذلك في تلك الورشة: (إن سوء التغذية يعتبر واحداً من ثلاثة أسباب رئيسية في وفيات الأطفال دون سن الخامسة، وأوضح أنّ 1 من 3 أطفال يعانون من سوء التغذية).. للأسف إنني مضطر لأردد ما قاله رئيس تحالف قوى المعارضة "فاروق أبوعيسى" حين قال لوزير المالية: (اتق الله في أهل السودان).. بالمناسبة "صديق علي الشيخ" (برضو) وزير مالية بولاية الخرطوم بالإضافة إلى كونه نائباً للوالي؟!، (إيه حكاية وزراء المالية دي)، هناك تفسير واحد وهو أنهم في أبراجهم العاجية يتحصنون وبالمواطن لا يحسون. (2) حتماً ستحصل "إشراقة سيد محمود" وزيرة العمل على لقب السيدة الحديدية إن نجحت في خوض معركتها ضد الفساد في وزارتها إلى نهاياتها والرسو في شاطئ الوطنية والإخلاص.. أنا شخصياً، وربنا معنا، معي الزميل "عادل الباز" رئيس تحرير صحيفة الخرطوم، سنلبس لأمة الحرب ونكون في الصفوف الأمامية مع الوزيرة في مواجهة معاقل الفساد والإفساد.. "إشراقة" أحالت ملفات خاصة بالوزارة رفضت الإفصاح عنها إلى المراجع العام ووزارة العدل، وأصرّت أنها ملفات غير قابلة للتحدث عنها.. أيضاً قالت الوزيرة الحديدية: (نفسي أقول ليكم حاجات كثيرة جداً في الموضوع، لكن هناك التزاماً في الوزارة بوقف الحديث الإعلامي).. لتمضي "إشراقة" في معركتها وليمضي معها الشرفاء ولا نامت أعين المخذلين.. الفساد في دواوين الدولة ارتفع إلى (300%) على ذمة المراجع العام.. المراجع العام كشف من قبل أن دستوريين في حج هذا العام، بينهم وزراء وولاة ومعتمدون وأعضاء برلمان وموظفون، اصطحبوا زوجاتهم واستغلوا امتيازات الحج والسكن والإعاشة، حتى الذين سافروا على نفقتهم الخاصة استفادوا من امتيازات بعثة الحج وتسلموا شيكات المبالغ المخصصة لإعاشة الحجاج!!.. لماذا تضحكون على المساكين والفقراء وتضربوهم بسياط التقشف وسحب كل أشكال الدعم، بينما الدستوري ضخم الجثة عريض المنكبين، تُدفع له مصاريف الحج بل يذهب بعيداً و(يحجج) معه زوجته المصون على حساب ذلك المسكين؟!. • آخر الكلام: نصيحة للمؤتمر الوطني: الحديث عن المخططات الخارجية و(الفجر الجديد) وهلمّ جراً لن يجد آذاناً صاغية والبطون فارغة و(الأنيميا) بادية.. ركّزوا على (حلة الملاح) وبعدين المخططات السرية منها والعلنية مقدور عليها.