مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    حمّور زيادة يكتب: من الخرطوم إلى لاهاي    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلم وساعد تكتب: رسالة للفريق عطا رئيس جهاز الأمن والمخابرات
نشر في النيلين يوم 13 - 06 - 2014


مقال (1)
وكأني بالمؤتمر الوطني يربت على رؤوس الناس بيد ويصفعهم باليد الاخرى ، الناس في حيرة من أمرها هل تستنكر فعله أم تستحسنه ؟!. يكلم الناس عن وحدة الصف والخطر المحدق بالبلاد إن لم يجمع الناس على كلمة سواء ويتفقوا . يمنيهم بالحرية والديمقراطية ولكن ما إن تتعدى مقولته الاسبوعين ، وما إن يبدأ دفق الحرية يُخرج ما لا يسر اصحاب السلطان واركان النظام حتى رأيناه سعى سعياً اخراً وسلك درباً موراباً من خلال منظومة الأمن والجيش .
إختاروا هذه المرة سعادة الفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن والمخابرات لهذه المهمة ، فقام يحدثنا عن قومية هذا الجهاز وفي نفس الوقت يحدثنا عن مهددات الأمن القومي ( حسب تفسير وحسابات حزب المؤتمر الوطني ). ونحن نُطمئن الجميع بأننا لا نشكك في قوميتها البتة ، وهي كما قلنا بالامس جزء اصيل من منظومتنا الأمنية والدفاعية .
لكننا نقف مستنكرين الشق الثاني من الفعل وهو أن كل من يتحدث بحديث لا يعجبه ، يصبح مُهدِداً للأمن القومي ووحدة البلد وذلك يسهل جرة الي زنازين السجن على ذمة التحري كما يقولون .
نحن ضد المس بالقوات المسلحة وهي خط احمر .. وضد المس بمخابراتنا وقوات الدعم السريع وهي خطيين احمرين ولكن
نحن ايضاً ضد أن يكون جهاز الأمن والمخابرات أو القوات المسلحة أرفع مقاماً من المواطن ونحن ضد أن تكون قيمة الأمن أعلى قيمة من قيم الحرية والعدالة . نحن ضد أن يلبس الجنرال لبوس الحرص على الأمن القومي ويجرد أناس مشهود لهم بقوميتهم منها ، ونحن ضد أن يصبح جهاز الأمن والمخابرات قاضياً يوقف الصحف ولأجل غير مسمى فقط بجرة قلم وتفسيرات فطيرة ، نحن ضد الإضرار بأسر وعوائل قطعت أرزاقها وضد تشريد الصحفيين لأن جنرالات الأمن لم يعجبهم خط صحيفة بدأت تتحدث عن الفساد والإختلاس والمحسوبية في حزب هم منتمين لهم وكان يجب أن لا ينتموا .
نحن ضد أن تدخل منظومة الجيش والأمن في عداوات فردية مع بعض القيادات السياسية أو حتى مع أي مواطن من عامة الناس لمجرد كلمات خرجت منه لم يتثب منها أولم يحسن إخراجها .
القوات المسلحة وجهاز الأمن والشرطة في مقابل حرية الأفراد يجب أن تتساوى جميعها في ميزان آلية واحدة وهي القضاء النزيه. فالذي يهدد الأمن القومي بالحديث الممجوج والأقوال غير المتثبت منها في نظرنا يصبح مساوياً في الجرم للذي يهدد حرية الأفراد والمجتمع ، والذي يمس أرزاق الناس وممتلكاتهم الخاصة ومصادر معاشهم ورزقهم هو في الجرم سواء مع الذي "يستخدم الهمز واللمز " كما سيق مبرراً لإيقاف الصيحة لأجل غير مسمى .
الذي يجري هذه الايام بواسطة المنظومة الأمنية في هذه المرحلة دلالة على قصور في شيئين اساسين وهما :
إفتقار هذه الأجهزة لآلة إعلامية شفافة توضح بها وجهة نظرها جلية وبها تستطع أن تدفع عن نفسها أي اتهام باطلٍ ، وهي وسيلة تستخدم فيها الكلمة بالكلمة والرأي بالرأي والحجة بالحجة وليس عن طريق البندقية والتخويف والزج في السجون لأي جهة جهرت برأيها أو ما تعتقده (صواباً أو حتى خطاءً) . فأي فرد من عامة الشعب أو خاصته يجب أن يتساوى مع هذه الأجهزة في الحقوق والواجبات وما يترتب عليها امام المحاكم والقضاء بنسبة للأمن القومي بمعناه الصحيح. الذين تحدثوا وجهوا تهماً لهذه الأجهزة الأمنية ولكن الملاحظ أنه لم يتحرى عن هذه التهم أحد ولم يحبس من أجلها أحد على ذمة التحرى ، فكيف يستقيم أن يحبس الصادق المهدي زعيم حزب الأمة وابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني على ذمة التحري .
يجب على المؤتمر الوطني أن يخرج نفسه من المنظومة الأمنية االقومية ، وأن أصر على إستخدامها في نسخته الجديدة فحتماً سيقود الناس للكفر بهذه الأجهزة من جيش ومخابرات وشرطة . فكثير من الناس ما زالوا يؤمنون بقومية القوات المسلحة وأجهزة المخابرات وأجهزة الشرطة . ولذا يجب أن لا تُستخدم هذه الأجهزة مطيةً وباباً خلفياً حتى يعود حزب المؤتمر الوطني لممارساته القديمة التي هو بنفسه وعدنا بالتخلي عنها في خطاب الرئيس الذي سمي ( الوثبة ) ، واعلن الحزب توبته النصوحة ، نادماً على ما فات ، ومقراً بخطأ سياسات كثيرة كان يعتقد بصحتها سابقاً .
نحن نرى أن هذه الممارسة الجديدة تحمل خطراً كبيراً على كيان الدولة السودانية . فالحديث عن قومية هذه القوات وفي نفس الوقت استخدامها لملاحقة الاخرين يشكل نقلة خطيرة وفي المسار الخطأ في نظرة الناس اليها . نحن نعتقد إن خسران هذه المنظومة لتعاطف جماعة من الناس من مناصري الصادق المهدي او مناصري ابراهيم الشيخ او أي فرد يغضبه تصرفاتها لصالح حزب بعينه ، يشكل خطراً كبيراً على بلادنا وهو بالقطع مسلك زلقٌ جدا..
ما تحتاجه قواتنا المسلحة وأجهزة مخابراتنا هو التفرغ لمهماتها الواضحة والبينة على الارض كما نسمع ونرى اليوم في مناطق العمليات مسنودةً بإعلامٍ قوي يُبينُ نجاحاتها ويدحضُ الكلمة الباطلة بالكلمة الحق ، ويرد الاتهامات المغرضة بالحجة والدليل الدامغ.. ولا اظنها مضطرة لتسكت كل من يتحدث عنها بالبندقية أو بالسجن والتهديد بعقوبات "قد تصل حد الإعدام" . كفواعن هذه الأفعال، فأنتم اكبر من أن تلاحقوا خبراً في صحيفة لا توزع اكثر من عشرة الاف نسخة أو تقل ، فحب الناس وتقديرهم لكم كافٍ ان يدحض عنكم حديثَ اي مشاترٍ او مشاكسٍ في ركنٍ قصي من اطراف المدينة .. حديثٌ يموتُ بإنفضاض مجلسه.
توقفوا عن قتل النملة بالدبابة ... فأنتم بأفعالكم هذه أصبحتم وسيلة فعالة للتروج لأي إتهام باطل وجعله حقيقة مسلمة . فيا اخانا الفريق محمد عطا أربأ بهذا الجهاز وبنفسك وبالاخوان في قوات الدعم السريع من هذا الهرج وقوالات المجالس و( كلام الجرايد ) وتفرغوا لمهمتكم الأساسية وهي هزيمة التمرد وقطاع الطرق والمتفلتين لتحفظوا للناس أنفسهم واعراضهم وأموالهم ، وحينها سيعلم الناس من المحسن من المسئ .
تفرغوا لمنظمات ومجموعات المثليين التي بدأت تغزو بلادنا . تفرغوا لمنظومة الدعارة المنظمة التي بدأت تطل وتنهش في أعراضنا ، تفرغوا للمد الشيعي الذي وجد الباب موارباً فأصبح يبشر بمذهبه جهاراً عياناً بياناً.
ونقول لقادة احزابنا كفوا عن المزايدات التي تضر ولا تنفع ، وتوقفوا عن ممارسات المعارضة الهدامة لتكون وسيلتكم للوصول لكرسي السلطة ، وراعوا حرمة الوطن في كل كلمة تنطقون بها لأن الأعداء يتربصون بالكل.
ونقول لجهابزة المؤتمر الوطني حان الوقت أن تفصلوا بين المؤسسات القومية وحزبكم ، فلا يحق لكم أن تنخروا في جدار الحصن الأخير المتبقي لشعب السودان الصابر الا وهو القوات المسلحة والأمن والمخابرات .
وأحذروا أن تعودوا لفعلكم القديم من الباب الخلفي معتقدين في غباء الاخرين وغفلتهم .. وأعلموا إن هذا مركبٌ زلقٌ جداً إن حاولتم ركوبه.
بقلم : الجنيد خوجلي
مقال (2)
لقد برهنت التجارب الانسانية الطويلة والمريرة بانه ليس هناك طريق للتقدم والرقي وجمع الصف والوحدة الوطنية واقرار السلام الداخلي ، اقصر واسلم من اطلاق الحريات للاحزاب والمؤسسات ,والصحف, والجماعات والافراد. فحرية الكلمة المسؤولية والتعبير الصادق توصل الراي والراي الاخر , وتُسمع صوت المظلوم , وتعبر عن الحقيقة الغائبة , وتنفس عن المكروبين , وتمحص الآراء المختلفة, وتسلك سبل السلام , وتوقف قعقعة السلاح , وتؤمن مشاركة الجميع , وتمكن من عدالة الحكم , وتمنحه استقراراً وشرعية دائمين وتداول سلمي للسلطة عن طريق صناديق الانتخاب.
اذا كانت هذه اهمية اطلاق الحريات ونتائجها النهائية التي تسعي اليها الدولة والحزب والحكومة على نهج دول العالم الحر , فلماذا تسعي بعض اجهزة امن الدولة المتنفذة لارجاعنا الي الوراء؟ الا تعلم بان خط الدولة السياسي المعلن هو انتهاج اسلوب الحوار السياسي لخلق الاجماع الوطني , وتأطير الثوابت الوطنية , والاستماع لصوت الاخرين ووجهات نظرهم المختلفة التي رفعوا من اجلها السلاح ووقف من خلفهم صفوف المتربصين بالوطن ووحدة ترابه!! لماذا يضيق صدرنا من كلمة حق او كلمتان تقال هنا اوهناك تفضح المفسدين , اليس النقد البناء وان كان قاسياً خيٌر وافضلُ من الاحتراب والتقتيل والنزيف الاقتصادي والعسكري والفساد الذي طال امده وامتد اذاه ؟ ثم لماذا التركيز علي الجانب السياسي وترك الخلل الاقتصادي الذي يهدر ثرواتنا التعدينيه النادره تُهّرب الي خارج الحدود واعني به خام (الذهب) المنتج عن طريق التنقيب الاهلي , فالبرلمان يناقش ويحاسب البنك المركزي عن عدم شراء الذهب الخام المقدرة بقرابة (مائه طن) وتركه لضعاف النفوس والمهربين ليقوموا بتهريبه لخارج الحدود للدول المجاوره!! لماذا لاننظر الي اسباب فشل تجارب الاخرين ومحاولاتهم العقيمة لتصفية فصيل من الفصائل الوطنية وعجزهم التام لاكتساب الشرعية الدولية والاستقرار الداخلي نتيجة لغبائهم السياسي وحلولهم الامنية الاحادية العقيمة ,وكبتهم للحريات العامة..
اطلقوا صراح الحريات العامة ولاتقفوا حجر عثرة في لم شمل الفصائل الوطنية , ووحده الكلمة , والالتفاف حول الثوابت الوطنية, والسلم الداخلي , وايقاف الاستنزاف المالي والعسكري البشري فالقاتل والمقتول ابائنا وفلذات اكبادنا, وهذه ليست دعوة لقبول الخيانة او التمرد والعصيان والفساد, انها دعوة للسلام العادل والمسؤول , والوحدة الوطنية الصادقة, والحفاظ علي ثرواتنا البشرية والتعدينية نحميها بقوه السلاح وقوة اجهزة الامن .نحصنها بالوعي والحرية والحق والعدل. والله من وراء القصد.
بقلم : ودنبق .
مقال (3)
لعل المتابع للشخصية السودانية بطريقة حيادية لا يخطيء كمية الثغرات التي تحتويها فالإنسان السوداني يمتلك مواصفات حار بارد ، مركز شارد، بسيط معقد .. و.. كمية من الصفات لا اعتقد بوجودها في كثير من البشر وعندما تخلطها مع الشكل العام تطلع لك شخصية جديدة لم تكن تتوقعها ( تناقضات )... فهمنا للدولة ليس كفهم الناس وإعتبارنا للوطن ماليهو مثيل.. مثلاً تجد أحدهم يسب ويعلن في البلد لكنه يبكي عندما تصيب الوطن نازلة ويغني بحماس ودموع اليوم نرفع راية استقلالنا .. لعله من الحب ماذهب بعقولنا ... نتفاعل مع أي حدث صغير وكبير وترتفع الاصوات كل يدلي بدلوه في موضوع ما شغل البلد والرأي العام .. لكننا بين علامتين وقوفاً في الوسط و(شذي زهر ولا زهر) ...
كذلك فهمنا للحرية اصطلاحاً ولغةً ..تتبادر الي أذهان الكثيرون أشياء غير لائقة عندما تذكر الحرية ... تربيتنا منذ نعومة أظفارنا سقف الحرية فيها كاد أن يلامس الأرض لو لم يكن قد زحف في باطنها في بعض الحالات .. كذلك في التعليم وفي الشارع العام فأنت محدود التصرفات والكلام ومحدد الأماكن للحركة .. إلا زوغان .. ولم يكن مسموح أن تبدئ رأيك في أشياء قد تهمك .. حتي في الحوارات ممنوع الكلام وسط الكبار ... وهكذا .. الاحزاب السودانية التقليدية ربما تربي بعض قادتها في زمن كان قلة من الناس يفهمون المراد بالظبط بالحريات ... وحقيقة منذ ذاك الوقت لم يمارس أحد حرية تعبير ولا كتابة ولا حتي إبداء الرأي ..وإلي الآن لم تمارس الحرية داخل أي من تلك الأحزاب المترهلة فقيادتها هي كما ولدت ومناصبها بالولاء للزعيم وصحفها تكتب للحزب لا للوطن .. أما أصحاب الإعلام فهم خريجو أركان النقاشات في الجامعات ويريدون إدارة السودان مثل إدارة ركن نقاش او روابط الطلاب ... لايزال جرح الوطن ينزف من أفعال كثير ممن كانوا ولايزالون يمارسون العمل السياسي ... في الحكومة وخارجها ... المكايدات وشغل الضرات تخصص فيه أفراد المؤتمر الوطني الحاكم .. وهو ماركة مسجلة لناس الحركة الأسلامية عموما ... مثلاً د.غازي صلاح الدين عندما كان داخل أروقة المؤتمر كان يري كله تمام وزيادة شوية ... ؟ وعندما خرج لبس نضارة لحام وأصبح يري الدنيا سواد .. نحن لانريد أن نحافظ علي حزب سواءً كان حاكما أو معارضاً ... ولايهمنا صحفي مدفوع او مجاني ... فقط يهمنا أن نري الوطن معافي وسليم ... ولو لم يرعوي الجميع فسيندمون كثيراً ... خروج المستعمر بسلاسة وتسليم السلطة بدون دماء ( قبل التسليم ) فاجأ الطبقة المستنيرة وحتي استلامها زمام القيادة لم تكن هناك خطة بالنهوض بالانسان والقيم بما فيها الحريات مالها وماعليها وأعتقد بأن ذلك الوقت كان الأنسب لتقبل السودانيين لتلك المفاهيم .. لأنهم بصدد إنشاء مجتمع جديد بأيد سودانية ... ماتريده اليوم الأحزاب وكثير من الشخصيات خصوصاً التي تمارس الأدوار السياسية هو سقف هلامي للحرية فالصحفي يريد أن يبيع جريدتة يومياً ويطلع الاول .. لذا يختلط عنده كل شئ الا كمية الاعداد التي توزع ... فالوطن يمكن أن يباع علي قارعة الطريق بجنيهين ... صحيفة ذات مانشيت احمر عريض تقول " الثورية تقتحم ابوزبد والجثث تملأ الطرقات" ؟؟ او " أم روابة في مهب الريح بعد احتلال ابوكرشولا " ... اختلاط المفاهيم وتداخل الأهداف جعل من بعض الصحافة السودانية طابور خامس ... ولو أنها سوف تستمر هكذا فلن يبقي وطن نغني له أو نبكي عليه .. ألاستهداف العلني للوطن وصل حد أن يتدخل المواطن العادي بيده قبل أن يستلم جهاز المخابرات مسئولية أغلاق الصحف أو مراقبتها ... لانقول أن تكون للجهاز يد مطلقة علي كل ماينشر لكن الخيط الرفيع بين أن يبقي الوطن أو أن تنشر خبراً عن فساد أو إفساد أو غيره من الأخبار الحمالة لأن تكون قاتلة خيط رفيع جداً ... لابد أن يكون هناك بديل لتدخل جهاز الأمن في عمل الأحزاب والصحافة وغيرها .. لاتقل لي محكمة صحافة وقانون صحافة واحزاب ... جرح الوطن لاينتظر جرجرة المحاكم ومياعة المحامين ونهش الأعراض ... لماذا لايتعاهد أهل الاحزاب والصحافة ومن يمارسون العمل السياسي علي أن يكون الوطن في مأمن خصوصاً وأن الحرب لاتزال تشتعل في أطراف البلد ... هناك من يكتبون بحسن نية وهناك من يتكلمون في الندوات بحب للوطن لكن يجب أن نحافظ علي تلك الشعرة حتي نجد وطناً وبشراً نصدر لهم صحف أو نتكلم بإسمهم ... وأيضاً هناك المعارضين للحكومة حتي ولو أحسنت (مع انو حسناتها قليلة) وصدقوني (بعض) الصحف لا أجد جهداً في تصنيفها بالعمالة والإرتزاق ...
جهاز المخابرات والجيش والشرطة وكل الأجهزة القومية الاخري مهمتها واضحة إلا في بلدان العالم الثالث تجدها شغالة كل شئ ( أوضة وبرنده) ربما تكون مضطرة لكثير من افعالها لكن كثير أيضا من تصرفات (خصوصاً) جهاز الأمن غير مبررة وغير مفهومة ؟ العمل الإستخباري متشابك جداً ومجهد جداً ... لذا يجب ترابط الجميع في خيط الوطن ... لنفصل بين بلد مستقرة وحدودها آمنة.. وبين أطراف مشتعلة بل وملتهبة ولاجئيين بالملايين ... ينتظرون مأوي وخبز لا حرية صحافة وأحزاب ... أطلقوا كل الحريات سياسية وغيرها عندما يتعاهد الجميع علي حفظ التراب والبشر ... ولنا كثير من الأمثلة يومياً وعلي الفضائيات كيف أن الوطن يمكن أن يضيع في أقل مما يتوقعه البعض ... لا إجتهاد مع النص .. فليكن كل شئ موثقاً وموقعاً بالدم .. ولتدم أنت ياوطني ..
بقلم : الحردان
- تم إعداد هذا المقال بواسطة مجموعة : قلم ٌوساعد ( قلمٌ وضيءٌ وساعد بناء)
- انضم إلينا وكن عضواً فاعلاً في إعداد مقالاتنا القادمة .
- للتواصل معنا : [email protected]
- قلم وساعد : نحن لا نكتفي بلعن الظلام ولكننا نضع لبنةً ونُوقدُ فوقها شمعة .
- للإطلاع على رؤيتنا وأهداف المجموعة : اضغط هنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.