* كلما تهل علينا مناسبة دينية ننبه الى اننا اصبحنا نحتفل بالجوانب المادية وتتراجع للاسف المعاني والدلالات الدينية والاخلاقية والروحية لهذه المناسبة. * ففي عيد الأضحى الذي يحتفل فيه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها الاثنين القادم يتركز الاهتمام للأسف بخروف الأضحية الذي يتحول إلى هم وعبء لكثير من الأسر رغم علمهم جميعاً بأن رسولنا الكريم محمد بن عبدالله قد ضحى إنابة عنهم. * حتى الذين يمكنهم شراء خراف الاضحية لا يكادون يتوقفون عند المعاني والقيم النبيلة التي خلدها الرحمن الرحيم في محكم تنزيله وهو يقص علينا قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل التي كانت سبباً في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك. * صحيح إننا نعرف تفاصيل القصة التي نقرأها في المصحف الشريف ونسمعها اكثر من مرة عند كل خطبة حول هذا العيد المبارك ولكننا لا نكاد نتأمل في هذه المعاني والدلالات والقيم الأخلاقية والتربوية. * إن عظمة قصة سيدنا ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل لا تتجلى في أن سيدنا ابراهيم قد صدق الرؤيا وانه شرع بالفعل في ذبح ابنه وحاشا لله ان يكون سبحانه وتعالي اراد بالفعل ان يدخل القسوة في قلب الاب تجاه ابنه ولكنه الاختبار الالهي للبشر لكي يرسي للبشرية جمعاء معاني الطاعة لله والطاعة للوالدين إلا اذا امراه بالشرك به. * اراد سبحانه وتعالى الا يجعل الطاعة بمعنى الانقياد الاعمي عندما سأل جل جلاله الخليل في محكم تنزيله هل صدق الرؤيا؟ بل قدم الفداء الرمز لإحياء هذه السنة لكي يرفع عن البشرية القسوة القاتلة. * ما احوجنا ونحن نحتفل بعيد الفداء ان نتوقف عند هذه المعاني الدينية والاخلاقية والتربوية التي تزداد الحاجة اليها ليس لتذكرها وانما للعمل على هديها ليس فقط في محيط الأسرة الصغيرة وانما في مجمل علاقاتنا وتعاملنا ومعاملاتنا حتي تتعزز قيم الفداء والرحمة والسلام الاجتماعي. * ليس بما هو معلوم من ضرورة جعل جزء من الاضحية للفقراء والمساكين وانما بالتقرب الانساني والاجتماعي للأقربين من الأهل والجيران بافشاء السلام وتبادل التهاني بهذه المناسبة الطيبة وبالتصافي والتعافي وبسط الرحمة وسط المحيطين بنا في الأسرة والمجتمع الاكبر الذي يجمعنا جميعا. كلام الناس- السوداني - العدد رقم 1100 - 2008-12-06