** شكرا للإدارة السابقة لمستشفى أبوعنجة التعليمي .. لقد جاءنا الدكتور بشير فضل السيد ، المدير السابق للمستشفى ، بتعقيب على أعمدة سابقة عرضنا فيها ما حدث من اهمال وتجاوزات بهذا المرفق الصحي ..ولأن مساحة التعقيب تساوي أكثر من ثلاثة أضعاف مساحة العمود اقترحت له إدارة التحرير النشر بصفحة داخلية ، فوافق سيادته مشكورا .. وها أنا أعلن لك * صديقي القارئ * بأن تعقيب الإدارة السابقة بالداخل ، متمنيا بان أكون قد عدلت * بالإعلان عن مكان التعقيب * في توضيح الرأي الآخر، حتى تقف على جانبي القضية ، ثم تحكم بنفسك ..علما بأن التعقيب ليس فيه نفي لما حدث من اهمال ، بقدرما أنه تبرير له ..ولكن هناك قضية مهمة جدا كنت قد ذكرتها ، ونفتها الإدارة السابقة ، وهي قضية المرحوم الذي انتقل إلى رحمة مولاه محروما من أوكسجين المستشفى بأمر ..«مدير الإدارة السابقة » ..!! ** المدير السابق ينفي الحدث قائلا بالنص ..« واقعة نزع الأوكسجين من مريض وطرده من المستشفى وموته في الركشة قبل أن يصل المستشفى الآخر مختلقة جملة وتفصيلا .. وعليك الإثبات بذكر تاريخ الحادثة ..واسم المريض .. واسم ذويه .. والطبيب الذي قام بذلك .. وهو إثبات لمصداقيتك ولمصداقية الجريدة التي تعمل بها ..» ...هكذا يتحدث الدكتور بشير فضل السيد ، المدير السابق للمستشفى ، وهو حديث فحواه تكذيب لحديثنا وتشكيك فى مصداقية الجريدة التى أعمل بها .. وأعترف بأن أسئلة سيادته واضحة وكذلك مشروعة ، وليس من المصداقية أن نواجه تلك الأسئلة الواضحة بالتلعثم أوباجابات غير واضحة .. إذن ، نذكر الإجابات الواضحة ..!! ** سيادته يسأل عن تاريخ الحادثة ، وإجابتنا هي : حدثت الحادثة عند الساعة الحادية عشرة صباحا ، الموافق السبت 18 يناير ، حيث أصدرت فيه توجيها بايقاف صرف الأوكسجين عن المريض بحجة انه « شفط اوكسجين المخزن كلو ..!!» .. وسيادته يسأل عن اسم المريض ، وإجابتنا هي : ان اسمه محمد موسى محمد عبد الكريم ، يبلغ من العمر اربعة وعشرين عاما ، وكان يعمل بمكتبة بسوق أم درمان .. وسيادته يسأل عن ذويه ، وإجابتنا هي : أحد ذويه * شقيقه * عبد الله موسى محمد عبد الكريم ، والاخر * ابن اخته * اسمه أحمد دقيل إدريس ، حيث كان هذا مرافقه لحظة قرار ايقاف الاوكسجين بتوجيه من سيادتك .. وهذا الابن وذاك الشقيق من ذوى المريض الذي تقطن أسرته بأمدرمان ، حى أمبدة ، الحارة 17 ، منزل رقم «445» ..هذا هو العنوان وهؤلاء هم ذوو المريض الذي اصبح مرحوما ومحروما من أوكسجين الدنيا ومستشفى ابوعنجة ، حيث واروه الثرى بمقابر أمبدة النموذجية ..هل من مزيد ..؟.. ولولا قدر السماء الذي يحول دون ذلك ، لنبشت قبر المرحوم لكي آتيك بتأكيد منه بانه مات محروما من أوكسجين مستشفى ابوعنجة ، بحجة انه ..« يشفط أوكسجين المخزن كلو ..!!» ..!! ** عفوا .. لكى لاننسى .. سيادته سأل عن الطبيب أيضا وإجابتنا هي : الطبيب هو د. وليد عرفات ، يعمل الان بذاك المرفق ، حيث تلقى منك أمرا بإيقاف صرف الاوكسجين عن هذا المريض بالنص الآتي : « ياخى الزول ده شفط اوكسجين المخزن كلو .. ما معقول كدة لكن .. انتو ما عارفين الانبوبة بمية وعشرين جنيه ..؟.. وقفوا منو الاوكسجين » ، هكذا استلم الأمر ثم سلمه حرفيا للدكتورين الهادي بخيت وعيسى ، كلاهما يعملان بوحدة الدكتورة عفاف عقيد ، بذات المرفق .. وأمام الأمر الواقع اقترح نائب إختصاصي ثالث * الدكتور مدني * اقترح مشكورا للمرافق الذهاب بمريضه عاجلا الى مستشفى آخر أملا فى تلقي الاوكسجين ، ونفذ المرافق المقترح ، حيث قصد بمريضه مستشفى ام درمان التعليمى، وهو فى حالة إغماء .. هكذا تفاصيل الحدث ، كما طلبتها الإدارة السابقة ..!! ** وسعي تلك الادارة لنفي الحدث ليس مدهشا ، ولكن المدهش والمحزن معا هو أن المجلس الطبي يعرف كل تفاصيل هذا الحدث ، ويحتفظ بعرضحال ذويه في دهاليزه منذ الاسبوع الثالث لوفاة المريض ولايتحرك لمحاسبة المخطئين وجبر خواطر المتظلمين .. لم يحاسب المجلس الطبي مخطئا ، ربما ينتظر أن تموت القضية بالتجاهل أو ربما لأن المرحوم مواطن واحد ، بيد أن المحاسبة في لوائح المجلس تقتضى بأن يبلغ عدد المراحيم * فى مثل تلك الحالة * أربعين مليون مواطن .. ربما ...!! إليكم - الصحافة –الاثنين 22/12/2008 .العدد 5561 [email protected]