حضر (عبدو) الى المكتب.. الكل يعرف أنه حضر دون أن يصل لمكتبه.. فعبدو مشهور برائحته المميزة، فهو من مدمني (الحلبة).. لا أحد يسأل (هل جاء عبدو)، لأن الجميع يتميزون بأنوف حساسة قادرة على تمييز هذه (الحلبة).. كثير من رواد مكتبه للحظات يتهيأ لهم أنهم داخل مطبخ بالقرب من (حلة المديدة)، هكذا يبدو (عبدو).. والغريب في الأمر أنه لا يحس بهذه الرائحة التي لا يستحسنها الكثيرون.. جاء الشتاء وتشربت ملابسه بهذه الرائحة بصورة أكثر تعتيقاً.. في ذلك اليوم وفدت مجموعة من قيادات العمل بالمؤسسة للمكتب الذي يعمل به (عبدو) وعندما هم مسؤول المكتب لطلب الضيافة لهم.. بادر أحدهم شاكراً (رجاءً لا نريد حلبة)!!! قد تبدو هذه القصة غريبة بعض الشيء، ولكن الكثيرين مثل هذا «العبدو» تحس بهم في المركبات العامة رغم أنها ليست الحلبة إلا أنك تود لو أنك قفزت من نافذة المركبة، بل أحياناً كثيرة قد تجد نفسك مضطراً للنزول في أقرب محطة حتى لا تصل مرحلة الإستفراغ.. لا أدري هل هناك عداء بين أمثال (عبدو) والعطر.. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب العطر والتعطر وكم من قول مأثور له يدعو فيه لنظافة ومراعاة حقوق الآخرين.. وحقيقة عندما تراعي حقوق أنوف وأنظار الآخرين تكون بذلك قد برهنت على أنك إنسان متحضر.. وإلا فما الفرق بينك وبين فصائل الحيوانات.. في ذلك اليوم خرج الطبيب من غرفة المقابلة والكشف على المرضى يبحث عن موضعاً يتقيأ فيه، وذلك لأن المريض الذي أحضر اليه كان ذا رائحة (مختلفة).. آخر الكلام: أشياء بسيطة يمكن أن تحط من قدر البعض وتقلل من حضورهم بين الآخرين.. فليتنبه البعض لمثل هذه الأشياء البسيطة.. وكما يقولون «لا تدع رائحتك تشوه مظهرك الجميل». سياج - آخر لحظة -العدد 865