يستفزني الشخص \"اللي شايف حاله\"، أي يتصرف كأن الله لم يخلق له مثيلا او شبيها، ومعظم اللي شايفين حالهم، ممن يسمون بالمشاهير او يفترضون انهم مشاهير، فترى الواحد منهم فاشخا فمه بابتسامة بلهاء لأنه يحسب ان جميع من حوله يتطلعون إليه،.. وأستمتع كثيرا بجرح مشاعر هذا الصنف من البشر، وخلال رحلة توقفت فيها في مطار القاهرة عابرا (ترانزيت) جلس جواري مطرب معروف وكان لديه إحساس بانه أسدى إلي بذلك معروفا، ..وبداهة فانه لم يلق علي التحية بل أرسل بصره بعيدا يحيي به الجماهير، فقررت ان اهبط به الى كوكب الأرض وسألته: وين شفتك من قبل؟ وكان رده صاعقا: الأخ عربي؟ يقصد أنني لا يمكن ان أكون عربيا طالما أنني لا اعرفه، فتجاهلت سؤاله وقلت له إنني ظللت اعمل ناقدا فنيا طوال ربع قرن في الصحف العربية وانه \"يخيل\" إليّ أنني التقيت به من قبل،..عندئذ صوب نحوي نظرة خير منها البصق وانتقل الى كرسي آخر.. لعلم القارئ فقد مارست معظم فنون الصحافة ولكنني جاهل بالأمور الفنية والرياضية. ولعين السبب أعلاه فانني اكره لوحة الموناليزا، واكره المرأة المرسومة في اللوحة، أي الموناليزا نفسها، لأن نظراتها البلهاء وابتسامتها السخيفة تنمان عن غرور أبله، كما ان كراديسها الضخمة تذكرني بالمطربات والراقصات الزلزاليات اللواتي - الله لا يعطيهن العافية - يرجرجن عشرات الكيلوجرامات من الشحوم المشبعة بثاني أوكسيد الكولسترول، فيتمايل الرجال البلهاء عشقا وولهاً! وعندما مات كريستيان برنارد الجنوب افريقي الابيض الذي ذاع صيته كأول رائد لجراحات زرع القلوب، لم احس بأي أسى، فبعد ان ذاع صيته تحول برنارد الى شخص سمج وفج ينتقل من فراش الى فراش، يتزوج بواحدة مدة أسبوع ثم يكتشف ان الخادمة حلوة فيطلقها ويعيش مع الخادمة كعشيق ثم يعجب بثالثة وهكذا عاش على شهرته وسمعته، غير عابئ بأحد، لدرجة انه رفض ان يلبي نداء امه بزيارتها وهي على فراش الموت، وأهمل أمر عياله حتى انتحر ابنه البكر، ولأن هذا الصنف من البشر نرجسي ويعتقد ان الله خلق بقية عباده ليمجدوا هذا الطبيب ويلمعوه، فقد بلغ به السقوط انه قضى ليلة مع الممثلة الإيطالية المعروفة جينا لولو بريجيدا وطلب منها إيصاله إلى الفندق بسيارتها وهي بملابسها الداخلية فلما وافقت اتصل بالصحفيين من وراء ظهرها ليلتقطوا لهما الصور التي تؤكد انه غزا قلب وفراش تلك الحيزبون، ولأن سهراته وتطلعاته كانت اكبر من إمكانياته، فقد رضي لنفسه ان يقبل رشاوى من وزير الإعلام في حكومة جنوب افريقيا العنصرية لتخفيف الضغط والحصار على تلك الحكومة، ورغم انه كان في الثامنة والسبعين عند وفاته فإنه كان على علاقة طارئة مع فتاة نمسوية تصغره بخمس وخمسين سنة، وبلغ به السقوط انه قدم إعلانات تلفزيونية عن عقار لإزالة التجاعيد رغم انه قال لكل من يعرفه ان ذلك العقار ضار بالصحة، وقد تم بالفعل سحب العقار من الأسواق. ولو تواضع برنارد، كما يليق بجراح رائد لوجد من يذكر بعض محاسنه! وبالمناسبة اتضح لاحقا ان الجهد الأكبر في أول عملية زرع قلب قام به طبيب أسود ولكن النظام العنصري في جنوب إفريقيا نسب الانجاز إلى برنارد التافه. زاوية غائمة [email protected]