التظاهرة الاحتفالية التي صاحبت انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني صباح ومساء امس الأول بقاعة الصداقة بالخرطوم رغم حيويتها وجرعة الابداع المكثفة التي اختتمها عملاق افريقيا الفنان المبدع الدكتور محمد وردي لم تطغ على المعاني والدلالات التي جسدها الحزب الشيوعي خاصة في كلمة السكرتير السياسي للحزب الاستاذ محمد ابراهيم نقد. * كان الحضور البديع لاهل السودان بكل الوان طيفهم السياسي، الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني وحزب الامة القومي بقيادة الامام الصادق المهدي وحزب المؤتمر الوطني الذي مثله الدكتور نافع علي نافع وحزب الحركة الشعبية الذي مثله اتيم قرنق ومالك عقار وياسر عرمان وحزب المؤتمر الشعبي الذي مثله عبد الله دينق وكمال عمر وحركة التحرير (مني) التي مثلها محمد نور الدين والبعث والتحالف الوطني ... الخ مما لم نذكر إلى جانب رموز وقيادات عمالية ونسوية وشبابية كان صورة حية للسودان التليد المتجدد. * الرسالة القوية التي وجهها نقد، رغم رسائله الكثيرة للخارج والداخل كانت عندما تحدث عن التحديات التي تواجه الحزب في هذه المرحلة ووضع في مقدمتها بقاء الوطن موحدا وديمقراطيا ومتطورا تنمويا تنمية متوازنة خاصة في الجنوب, ووضع حد لنزيف الدم في دارفور وذلك بالاستجابة لمطالب اهله العادلة مع الالتزام بمبادئ العدالة الانتقالية التي تشبه أهل السودان في الاعتذار والعفو. * النقطة الثانية المهمة في رسالة نقد لاهل السودان اشادته بالتجارب الجديدة التي بدأت وسط الاحزاب السياسية من اجل الاصلاح السياسي والاقتصادي واشارته بشكل خاص لجهود الصادق المهدي في حزب الامة والشريف حسين الهندي في الاتحادي الديمقراطي.. وفي هذه النقطة اعترف نقد بسقوط تجارب الحزب الواحد واكد اهمية الاعتراف بالتعددية الحزبية والديمقراطية النيابية مع دعمها بما اسماه بالديمقراطية المباشرة, كما دعا إلى قيام سلطة سياسية ديمقراطية تعددية من الاحزاب دون ان تفرض فرضا. * تعرض نقد لقضية التحول الاشتراكي ووصفها بانها انما تعني تحرير الانسان من الاستغلال ومكافأة الانسان حسب عمله وتمليك الشعب وسائل الانتاج. * كان نقد قد حيا في بداية كلمته التي توقفنا عند بعض اشاراتها الحركة السياسية السودانية والاسر السودانية التي فتحت قلوبها قبل ابوابها لهم وللحركة العمالية وللصحفيين الذين استبسلوا باقلامهم ولم ينس المرأة التي شكلت حضورا فاعلا في الجلسة الافتتاحية بحضور د.خالدة زاهر وفاطمة احمد ابراهيم وسعاد ابراهيم احمد ولم ينس ذكر عطبرة مدينة الحديد والنار والرجال. * الحزب الشيوعي السوداني قال كلمته في الهواء الطلق وفي انتظار ثمار هذا المؤتمر المفصلي في تاريخ الحزب دعونا نتفاءل بأن يكون هذا المؤتمر صفحة جديدة لدفع الحراك السياسي وتفعيله ديمقراطيا وتنظيميا وسط كل الاحزاب الحاكمة والمعارضة. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1150- 2009-1-26