** إقرأ هذا الواقع :- .. راتان تاتا ، مواطن هندي يرأس شركة تاتا الهندية الشهيرة في عالم صناعة السيارات ..خرج ذات ليلة ماطرة من منزله مهموما بما سيحدث لشركته حين تجتاحها رياح الأزمة المالية العالمية وكسادها الطاحن وخسائرها الفادحة ..وبأثقال الهموم تلك ظل راتان تاتا ماشيا في طريقه حتى رأى مشهدا مألوفا في مدينته ، فأستوقفه المشهد غير الغريب في الهند .. لم يكن المشهد سوى أسرة مبتلة - من أربع أفراد - فوق دراجة بخارية تصارع الريح والمطر ..وقف راتان تاتا عند هذا المشهد ، وتأمل فيه بعمق ، ثم فكر في أن توفر شركته لتلك الأسرة ذات الحال المتوسط - وللملايين مثلها في العالم - وسيلة حركة تتناسب راحتهم ومستوى د خلهم ..وصدقا ، لكل مجتهد نصيب .. في الأسبوع الفائت ، إحتفلت شركة تاتا بعرض سيارتها الجديدة التي تحمل نانو إسما ، إحتفلت بعرضها لعشرات الملايين من الأسر في الهند وغيرها ، بسعر لايتجاوز المائة الف روبيه ، إلفي دولار فقط لاغير ، بحيث تسع لخمس ركاب .. سعرها زهيد وفى متناول يد الكثيرين ، وهى السيارة المرشحة لإنقاذ الشركة من بحر الأزمة المالية العالمية ، أوكما يقول راتان تاتا ..!! ** ذاك وقع ، ملخصه : إنسان يتمتع بعقل واع ، حدق في حال مائل ، وفكر ثم قرر إيجاد حل ناجح لذاك الحال ، ونجح في ذلك ، وهو سعيد - كما مجتمع ذاك الحال - بهذا الحل الناجع والناجح ..هكذا الملخص .. يلا ..إلى واقع آخر ..!! ** الواقع الآخر ، كما جاءت به رويترز ، أنقل بعض نصه كما يلي : - ..سيحصل الجنوبيون الذين يحبون الخمور، على البيرة الخاصة بهم من اول مصنع بالمنطقة تبنيه شركة سابميلر لصناعة البيرة ..وتغطي حظيرة ضخمة غلايات عملاقة وأطنان من الشعير الجاهز لبدء تخميره وهي بيرة معتقة ..تأمل سابميلر أن تستعملها أعداد لا حصر لها من الحانات والمطاعم في جوبا عاصمة الاقليم ..وقال وكيل وزارة التجارة بالجنوب ، جون كي بانجوير ، ( انها خطوة كبيرة الى الامام وعلامة على التنمية وتظهر ثقة في السلام..) ..وقال مدير مصنع البيرة ، ايان ايلفى ( التنمية أساسية لوقف الصراع ) ..قال بانجوير ( هذا ما كنا نقاتل من اجله وبالتالي نحن أحرار نفعل ما نشاء ) ..ومع تدفق الموظفين الحكوميين الجدد وعمال الاغاثة ، وفي ظل أنه ليس هناك شيء يذكر لينفقوا أموالهم فيه في اوقات الفراغ فإنهم يغذون طفرة في المطاعم والمقاهي.. وقال ايلفي ( ان توافر بيرة سابميلر ارخص ثمنا بشكل مستمر سيعطيهم ميزة كبيرة) .. ويقول الباحثون : انهم وجدوا قرى ثملة بأكملها بحلول منتصف اليوم ، كما ان القطاع الحكومي مبتلًى بإدمان الكحوليات ..وقال بانجوير ( حتى الاطفال يشربون.. لا نعلم كيف نقضي على هذه المشكلة ) ..!! ** هكذا الواقع الآخر ، ملخصه : حركة قاتلت ربع قرن من الزمان لتحرير الجنوب من الفقر والجهل والتهميش ، أو كما قالت ، ثم جاءت بسلام وحكمت الجنوب ، وها هي وزارة تجارتها تحتفي بأول مصنع في تاريخ حكومته ، مصنع بيرة ، يحتفي به الوكيل قائلا : هذا ما كنا نقاتل من أجله ونحن أحرار نفعل ما نشاء .. !! ** وعليه ، صديقي القارئ ، قارن طرائق تفكير عقل راتان تاتا - رئيس تلك الشركة - التي تحتفي بسيارة تتناسب حال فقراء بلده وبلاد العالمين ، قارنها بطرائق تفكير جون بانجوير - وكيل تجارة الجنوب - التي تحتفي بالبيرة المعتقة مع فقراء الجنوب تحت مظان : نحن أحرار ، نفعل ما نشاء ... بالله عليك ، ياصديقي القارئ ، أي الرجلين يتمتع بعقل حر و طرائق تفكير ..( واعية ) ...؟؟ إليكم - الصحافة –الخميس 26/03/2009 .العدد 5655