** بجانب التعليق على حدث المئذنة التي انهارت بامدرمان يوم الخميس الفائت ، عرضت هنا قبل يومين تحت عنوان : مخالفات ، تسويات.. حديثا للمهندس سنهوري صغيرون ، مدير إدارة المباني بوزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم ، وضح فيه عدد المباني المخالفة للشروط والمواصفات الهندسية ولوائح تنظيم البناء بالخرطوم « 95 مبنى » .. وقلت فيما قلت معلقا على حديث سنهوري : ليست هناك أجهزة رقابية قوية تضع الشروط والمواصفات للمباني عند التصديق وتراقبها عند التنفيذ ، وهي أجهزة ضعيفة ، وتستقوي فقط عند التسويات، وأعلم صديقي القارئ ، بأن كل تلك المخالفات ستنتهي في لحظة تسويات مالية .. هكذا كتبت معلقا على تلك المخالفات وأسباب استمرارها ..ويسعدني أن يقرأ القارئ اليوم تعقيبا وردنا من المهندس سنهوري صغيرون ، مدير إدارة المباني بالوزارة .. حيث يتحدث عن المخالفات وأنواعها ، وكذلك عن التسويات .. فأهلا به .. واليكم : نص رسالته ..!! ** الأخ الطاهر ساتي .. لك عاطر التحايا .. نشكركم شكراً جزيلاً علي وضعكم في دائرة الضوء مخالفات المباني وخاصة تغطيتكم لانهيار مئذنة في امدرمان .. ويقيننا ان تسليط الضوء علي هذه الحوادث يزيد الوعي بضرورة اتباع النظم الخاصة بترخيص المباني الذي يقصد به التنظيم والسلامة للارواح والممتلكات وكذلك تلافي ما ينجم عن ذلك من مخاطر واهوال افدحها ضياع الارواح قبل ضياع المال والجهد .. وانا شخصياً ارحب ويهمني تبصير المواطنين بالمواضيع الهندسية حيث انها يتم تناولها في بعض الاحيان بالعناوين دون الولوج الي الاسباب ودون التدقيق في معاني الكلمات ..ونحن قبيلة المهندسين نتحري الدقة مما حتم علي توضيح امر المخالفات .. ** ثانيا .. دار لغط شديد حول التسويات مؤخراً واود ان اوضح ان مخالفات المباني تنقسم الي قسمين:- أ- المخالفات التي تشكل خطورة لعدم كفاية التصميم الانشائي وهذه لا مجال للتسوية بها ويتم ازالتها فوراً وبدون تردد لما لذلك من خطورة علي السكان والمارة . ب- مخالفات قابلة للتسوية مثل مخالفة الارتداد من الجار او البناء بدون ترخيص او عدم الالتزام بالخرائط المصدقة في مثل هذه الحالات يتم احالة المخالفة الي لجنة التسويات ويتم توفيق اوضاعها فيما بعد . ** ثالثا .. نسبة لاختلال العلاقة بين المقاول والاستشاري «ان وجد» والمالك فان معظم العقوبات المترتبة علي التسويات يتم استيفاؤها من المالك ونحن بصدد خلق علاقة تعاقدية تحمل المقاول والاستشاري مثل هذه العقوبات كما هو مطبق في كل انحاء العالم .وهذا يحتم تعاون المواطنين معنا لتسجيل مثل هذا التعاقد بالوزارة كما يتحمل المقاول والاستشاري أي مسؤولية عن الاضرار التي تلحق بالجيران من جراء اعمال الحفريات او المارة في حالة عدم عمل الحماية اللازمة . ** رابعا ..المئذنة المنهارة التي وردت في عمودكم مخالفة خطيرة وهي غير مصرح بها ومن الناحية الفنية لايمكن ترخيصها وقد امرنا بازالة المئذنتين فوراً وبالتضامن مع الاخوة في الدفاع المدني امرنا باخلاء المنطقة المجاورة لها حتي اتمام الازالة وهذه قضية لا علاقة لها بالتسويات ولا مجال للدفاع عنها لا الان ولا مستقبلاً . ** اخي الطاهر..نحن نحتاج لمجهوداتكم لنشر الثقافة الهندسية وعلي اتم الاستعداد للاجابة عن أي استفسارات متي ما شئتم .. ولك تقديري ،،،،،،، م.سنهوري محمد الزين صغيرون مدير إدارة المباني- وزارة التخطيط العمراني ** من إليكم : شكرا للأخ المهندس سنهوري على المتابعة والتعقيب ، ونأمل أن تكون الصحف وكل وسائل الاعلام عند حسن ظنك ، بحيث تبث الثقافة الهندسية ولوائح البناء وتذكرالمجتمع بالمخاطر التي تترتب على مخالفاتها.. وكذلك نأمل أن تقوى الأجهزة الرقابية بالوزارة وتواكب ، عدة وعتادا ، النهضة العمرانية التي بدأت ملامحها تظهر في عاصمة البلد .. ولك الشكر مجددا .. وبالله التوفيق ..!! إليكم - الصحافة –الخميس 25/06/2009 العدد 5746 [email protected]
