..!! كثيرا ما راودتني نفسي للكتابة عن تحكم العواطف في تعاطي النسوان – السودانيات بالتحديد - مع السياسة، خاصة بعد أن تابعت الحادثة التي شهدتها قبة البرلمان، وذلك عندما علمت إحدى سياسياتنا المخضرمات، عن وجود أحد قياديّ مايو السابقين داخل القبّة معها، وكانت تعتقد بأن له صلة بإعدام زوجها إثر واحدة من المحاولات الإنقلابية إبان الحقبة المايويّة، فثارت السيدة الرقم عندما رفضت المنصة إعطائها فرصة نقطة نظام وقالت لرئيس الجلسة: كان ما أديتني فرصة هسي حا أموت ليك هنا!!! وكنت وقتها – أي أيام الحادثة - أخطو أولى خطواتي في بلاط صاحبة الجلالة، ولا أمتلك من زاد الكتابة غير بضع محاولات ساعدني أستاذي (كمال حسن بخيت)، عندما أفسح لي مجالا لنشرها عبر زاويته (أوراق من الذاكرة) في صحيفة (الراي العام) .. ولكني تراجعت عن فكرة الكتابة عن الموضوع، فقد ناصحني الأستاذ بعدم الخوض في الكتابة السياسية قبل أن يشتد عودي، كما أنها – حتما - ستؤدي لتصنيفي سياسيا ومن ثم تقييم كتاباتي حسب ذلك، ومع خطوط (سيد الإسم) الحمراء بالبعد عن الشأن السياسي تحقق لي شرط ( إتنين كان قالوا ليك راسك مافي .. أهبشو) فآثرت السلامة وابتعدت عن الباب البجيب الريح .. ورغم خشيتي من أن أجلب لنفسي غضب المتعاطيات بالسياسة من نسائنا (الله لا جاب بينا الزعل)، ولكن فالتتسع صدورهن لبعض التحامل في تناولي للموضوع، وليسمحن لي بتشبيه تعاطي النساء مع السياسة كمثل تصنيفي لتعاطيهن مع الكورة في مادتي (نسوان كرونجيات)، والذي قلت فيه وبعض القول (هظار ما أكتر)، أن هوى النساء يتبع هوى الرجل في حياتهن، فالمرأة قد تتشوعن أو تتكوزن أو تتبعثن أو تتأمأم (من حزب الأمة) أو تبقى (حركة) عديل، وتميل ميولها السياسية حسب ميل رجُلها ( أب .. أخ .. جكس .. خطيب أو زوج)، ومع تنويهي المتكرر بأن الموضوع من باب المزاح الذي لا يخلو من الجد .. يبقى ما في داعي بكرة واحدة تنبري وتسل لسانها لرد قولي في زوري .. سمح ؟!! - هناك دائما إتهامات متبادلة بين الأحزاب بشراء أصوات الناخبين في الإنتخابات مع النصائح على شاكلة (أكلوا التور وأدّو الزول)، ولكن حتى هذه النصيحة المسنودة بالفتّة والكاش ولزوم ما يلزم لإستواء طبخة التصويت، خاصة بالرجال فقط ولا مكان لإعرابها مع النسوان، فكل ما عليهن عندما يأتي (الترحيل) لتوصيل نساوين الحلّة لصناديق الأقتراع، سوى شخت الشخيت في المكان الذي أمرهن ولي أمرهن بشخته فيه .. ولذلك ليس بالغريب أن سمعنا (الشفّة) تناغم (بخيتة) المتقدمة أمامها في الصف التصويت : هوي يا بخيتة ما تنسي .. قالولنا نشخت في المشلعيب ! - نفس إتهامات شراء أصوات الناخبين تدور في دهاليز الجامعات أيام إنتخابات الأتحادات الطلابية .. فقد تلجأ التنظيمات والأحزاب للوسماء أولي الوجاة من عضويتها، لإستخدام سحرهم في (دردقة) البرلومات – خاصة - وإستمالتهن للتصويت لصالح الحزب، ويتم شراء صوت البرلومة بدراهم معدودات تتحمّلها ميزانية (التسهيلات) مقابل (حقّ الخلطة) وكباية العصير، أما إذا كانت من فئة البنات التفتيحة و(عصلجت)، فلا بأس أن تزيد فاتورة جلبها بسندوتش بيرقر وحنكين سُنان !! - قد يقول قائل (الكلام ده جبتيهو من وين؟) وسأقول والقوالة ما بي القروش: لو ما متنا يبقى شقّينا المقابر فقد كنّا طلابا بالجامعة، وعارفين البير ومافيها من أجندة جلب الطالبات للتصويت في الإنتخابات، لا يستثنى منها بر التنظيمات من مبرور الأحزاب، ففي أروقة جميع المقار الحزبية والتنظيمية تردد حوارات تحمل مثل هذا المضمون: ناس (سوسو) بريدو الجكس نرسّل ليهم (هيثم) يجيبم للتصويت! أو (حنان البرلومة) مشرووقة بي (خالد) مافي زول بجيبا غيرو ! - ايضا قد تميل بعض (بعض دي تبعيضّية ساكت .. ما تقومن فيني) البنات للتعاطي مع السياسة من منطلق ملء الفراغ وتمضية الوقت وك نوع من القشرة، ولذلك غالبا ما يعتزلن السياسة بعد التخرج من الجامعة والزواج والإنجاب، عملا بالمثل (النعامة ما بتلقى الإتنين .. جري وطيران)، فيركن للتعقل والكف عن الإنشحاطة في أركان النقاش والتنقل بين المؤتمرات والسمنارات، ويقرن في بيوتهن في إستكانة (طبعا ديل زي ناس حلاتي) .. فمن يظن أن (سيد الإسم) قد هرشني ومنعني عن ممارسة السياسة بعد الزواج فظنه أكيد آثم، لأني براااي كده قنعتا من خيرا فيها من بدري ! - من المعروف ميل النساء للخضوع والطاعة لطلبات الزوج، فقد يضغط الزوج المتحرر زوجته ويشجّعها على التخلي عن إلتزامها، ولكن الأكثر شيوعا هو أن يشجع الزوج زوجته على التحلي بمكارم الأخلاق وكثيرا ما يشترط العريس على عروسه المستقبلية الإلتزام بالحجاب مقابل إتمام الزواج .. فقد عرفت شابة كانت (إستايل) وعلى الموضة لا تلتزم بفروضها ولا تلبس الحجاب، وعندما تقدم لها عريس من التيار السلفي المتشدد إشترط عليها أن تلبس النقاب ففعلت على الفور رغم حيرة الجميع، ولكن سرعان ما إختلفت معه وإنفصلوا بالطلاق .. وما أن عادت لديار أهلها حتى عادت ريمة لموضتها القديمة وعندما سألوها عن ذلك أجابت: مش بس الحجاب .. أنا الصلاة ذاتا خليتا كيتا فيهو ..!! لطائف - صحيفة حكايات [email protected]