* على ذمة صحيفة (الوطن) فإن موضوع إعتقال بعض الفتيات بواسطة شرطة النظام العام واتهامهن بتهمة (الزي الفاضح) فى الايام الماضية، وجد حظه من الحديث في لقاء الرئيسين البشير ومبارك الاخير الذي اتسم بأريحية كبيرة!! * وقد أثار الموضوع ضجة كبرى في الاوساط العالمية لدرجة ان معظم الصحف ووكالات الانباء العالمية المعروفة وغير المعروفة في العالم تناولته باستفاضة شديدة وافردت له صفحاتها الاولى بجانب نشر صور الزميلة (لبنى) على نطاق واسع ، حتى كادت تغطي على صور ملك البوب (مايكل جاكسون) واخبار التحقيق الذى تجريه شرطة لوس انجلوس حول وفاته المفاجئة !! * أقول هذا الكلام بلا أدنى مبالغة، فقد تناولته وكالات الانباء الكبرى مثل (رويترز والاسوشيتد برس والفرنسية وشينخوا)، ونشرته كبريات الصحف مثل (واشنطن بوست ونيويورك تايمز الامريكيتين، ولوفيجارو الفرنسية وديرشبيجل الالمانية والتايمز اللندنية) وكل الصحف الاوروبية والعربية بلا تمييز، ومن الفضائيات .. ( سى ان ان وفوكس وبى بى سى وتى فى الفرنسية) ومعظم الفضائيات العالمية والعربية بدون تمييز، وقد اتيحت لى متابعة بعض ما نشر واذيع حول هذا الموضوع، وللتأكد من ذلك يمكن لأى شخص أن يكتب اسم ( لبنى أحمد حسين) بالعربى أو الانجليزى فى آلة البحث ( قوقل) وسيرى عجباً !! * أعاد موضوع الاخت( لبنى) وزميلاتها إلى ذاكرتى قرار والى ولاية الخرطوم السابق المرحوم دكتور مجذوب الخليفة في أغسطس عام (2000 م) بمنع الفتيات من العمل بطلمبات المواد النفطية والكافتيريات والمطاعم، ومن الصدف الغريبة أن الرئيس البشير كان وقتذاك في الولاياتالمتحدة لحضور قمة الألفية التي تنظمها الاممالمتحدة، ، وبلغ من شدة الضجة التى أثارها الموضوع في أجهزة الاعلام العالمية والربكة التي حدثت لوفد السودان بقيادة السيد الرئيس، ان الوفد إضطر إلى تنظيم مقابلة تلفزيونية للسيد الرئيس مع قناة ( السى ان ان) أعلن فيها أن عمل المرأة السودانية سيستمر في كافة المجالات وستظل المرأة شريكا أساسيا للرجل في كل مجالات الحياة في السودان، وكان للحديث أثر إيجابى في الاوساط العالمية مما مكن الرئيس من إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في هدوء بعيدا عن تداعيات ذلك القرار!! * يقودنا ذلك الى مجموعة حقائق، الاولى أن قضايا المرأة، وحقوق الانسان بشكل عام، صارت على رأس القضايا التي تهتم بها الاوساط العالمية السياسية والشعبية ووسائل الاعلام الكبرى ذات الصوت العالي والمسموع ، بما لم يعد معه مقبولا على الاطلاق أن تستمر الانتهاكات في أي مكان في العالم مهما ظن المنتهك أن انتهاكه سيظل في الخفاء، والثانية أن أي إنتهاك مهما كان بسيطا، أو ظنه المنتهك كذلك، يمكن أن يجر الكثير من المشاكل على البلد الذي حدث فيه الانتهاك، مما يتطلب جهدا خارقا لحلها وإزالتها من الذاكرة الانسانية خاصة مع وجود مواقع الانترنت التي تختزن المعلومات سنوات طويلة جدا، والثالثة أن إنجازات كبيرة تقوم بها الدولة وينظر إليها العالم باعجاب يمكن ان تضيع فى رمشة عين بانتهاك واحد مهما كان صغيرا، مثلما يرى الانسان النقطة السوداء فى الصفحة البيضاء، والرابعة والأهم أن مثل هذه الانتهاكات يجب أن تتوقف تماما خاصة أن ديننا الحنيف وتقاليدنا السودانية الراسخة ودستورنا الانتقالي فيها الكثير الذى يجعلنا نتعامل مع الانسان وحقوق الانسان بما يحفظ للانسان احترامه وحقوقه !! * ثم ما الداعي لوجود شرطة تنفق عليها الاموال الضخمة ليكون شغلها الشاغل (دي لابسة بنطلون ودي طرحتها وقعت من راسها) ؟ مناظير [email protected] جريدة السودانى،20يوليو، 2009