!! * يدهشني تبرير البعض لأخطائهم بارتكاب الآخرين لاخطاء مشابهة، والمثال الابرز هو القضية الفلسطينية التى تستغل للهروب من المحاسبة عند إرتكاب أخطاء وجرائم فى أماكن مختلفة من العالم، باعتبار أن العدو الصهيونى يرتكب الجرائم بدون أن يجروء أحد على محاسبته!! * ومن المؤسف أن يتمدد هذا الخطأ الى العديد من نواحي الحياة، ويتحول الى منهج لتبرير الاخطاء، حتى على أقل المستويات مثل لصوص المنازل الذين يبررون إرتكابهم لجريمة السرقة بانتشار جرائم السرقة والفساد فى مؤسسات الدولة بدون أن يجد مرتكبوها الحساب والعقاب، وقس على ذلك بقية الجرائم والاخطاء!! * الأخ الهندي عزالدين كاتب عمود (شهادتي لله) نائب رئيس تحرير الزميلة (آخر لحظة) كتب أمس يهاجم الرئيس الفرنسي ساركوزي بأنه (أكبر منتهك لحقوق المرأة بين رؤساء العالم فكيف يدعي مناصرته للزميلة (لبنى) ويزعم أن معركتها هي معركة كل إمرأة، وهو الذي انفرد من دون كل الرؤساء الغربيين بقرار منع الحجاب للطالبات الفرنسيات في المدارس والجامعات ؟!! ساركوزي اللعين هو الذي تولى كبر الحملة على الحجاب - وليس النقاب - في فرنسا ، منتهكاً بذلك حقوق المرأة الفرنسية المسلمة)!! * حسناً الرئيس ساركوزي أخطأ بل ارتكب جريمة فادحة وانتهك حقوق المرأة الفرنسية المسلمة بمنعها من ارتداء الحجاب في الجامعات والمدارس وهو يستحق الادانة والعقاب، ولو كنت مواطناً فرنسياً لما ترددت في رفع دعوى قضائية ضده، ولكن هل يبرر خطأ ساركوزي وانتهاكه لحقوق المرأة الفرنسية المسلمة بمنعها من إرتداء الحجاب فى المدارس والجامعات، ارتكاب أخطاء مماثلة ضد المرأة السودانية، وانتهاك حقوقها تحت المادة (152) من القانون الجنائى، أو أى قانون آخر؟ وهل تبرر أخطاء ساركوزى أو غيره سكوتنا عن أخطائنا؟! * ولماذا تكون المرأة، لبنى أو غيرها هي الضحية، أم أن أخطاء ساركوزي وغيره، يجب أن تقابل بأخطاء من جانبنا حتى يتعادل الطرفان ، وهل برأي الأخ الهندي، وغيره من أنصار هذا المنهج التبريري الخاطئ، أن خطأين يصنعان صاحاً ؟! * لقد أخطأنا فى حق المرأة السودانية، فهل نصحح هذه الاخطاء أم نعتبر خطأ غيرنا، ساركوزى أو غيره، سبباً لاستمرار أخطائنا وهروبنا من الحساب.. ؟! * كما أن لبنى لم تطلب من ساركوزى أو غيره الدفاع عنها وإلا كان حرياً بها أن تستخدم الحصانة القانونية الممنوحة لها بحكم عملها فى بعثة الأممالمتحدة فى السودان لحماية نفسها من المحاكمة ، والجلد (إن وجد)، وإراحة نفسها وغيرها وأولهم الذين انتهكوا حقوقها، من هذه القضية المعقدة ، ولكنها فضلت الوقوف أمام المحكمة على الحصانة وعلى عملها بالأممالمتحدة، وها هي تعتذر عن دعوة الرئيس ساركوزى للدفاع عنها والاقامة في فرنسا من أجل القضية العادلة التي تدافع عنها، فماذا يقول الهندي عزالدين؟!! مناظير [email protected] جريدة السودانى، 11 أغسطس ، 2009