مافيا السكر (2)!! * قلت أمس إن المهندس (فاروق النص) نائب مدير شركة السكر السودانية تنصل من مسؤولية شركته أو شركة (كنانة) فى زيادة سعر السكر الذي وصل الى (150) جنيها للرطل للمستهلك وأقل من ذلك بقليل لتاجر القطاعى، وقال لى ان سعر البيع من مخازن الشركة بالخرطوم (102 جنيه) لم يتغير منذ أن حددته لجنة مشتركة من شركتى السكر ووزارة المالية فى نوفمبر من العام الماضى، واتهم (جهة مجهولة) بزيادة السعر بعد خروج السكر من مخازن الشركة بالخرطوم، ولكنه برأ التجار الذين تبيع لهم الشركة، وقال انه يثق بهم!! * إلا أن السيد الطيب حاج الطاهر الامين العام للغرفة التجارية بولاية الخرطوم اتهم (فى حديث للزميل عمار آدم بصحيفة الرأى العام) شركتى السكر بأنهما سبب ارتفاع الاسعار لعدم إلتزامهما بتوفير الكميات المطلوبة، بالاضافة الى محاباة بعض التجار على حساب الآخرين. * وهنا لا بد من سؤال .. (هل يصعب على أية جهة رسمية التحقيق فى هذا الأمر بالسرعة المطلوبة والخروج على الرأى العام بالحقائق وكشف (المافيا) التى ظلت تقف وراء ارتفاع أسعار السكر عند حلول شهر رمضان كل عام وتجني المليارات على حساب الصائمين)؟! * شركة السكر (ممثلة فى نائب مديرها العام الباشمهندس فاروق النص)، اعترفت بانها تتعامل مع تجار محددين (حوالى 15) فى ولاية الخرطوم، وكذلك فى بقية الولايات، لأنها تخشى من سوء التصرف فى السلعة إذا فتحت تجارة السكر لكل من يرغب فى التعامل مع الشركة، وانها تثق فى حسن تصرف من تتعامل معهم من التجار، بينما الغرفة التجارية بولاية الخرطوم (ممثلة فى أمينها العام الطيب حاج الطاهر) اتهمت شركتى السكر بعدم الالتزام بتوفير الكميات المحددة للتجار ومحاباة البعض على حساب الاخرين، وان ذلك هو الذى تسبب فى ارتفاع السعر!! * المسألة فى غاية البساطة إذن .. حققوا مع التجار الذين يتسلمون السكر من المخازن وأسألوهم كم استلموا من السكر وبكم اشتروه ولمن باعوه وبكم باعوه، واطلبوا منهم ما يؤيد إجاباتهم، وستظهر الحقائق، وربما تقود الى الكشف عن (مافيا السكر) التى تكوي الناس بجشعها ولهفتها الى المال الحرام !! * هذا هو الذى يجب أن يحدث إذا كانت هنالك رغبة لرفع العبء عن كاهل الصائمين وكشف الفساد والفاسدين، أما غير ذلك فستظل الاتهامات تتناثر فى الأجواء بدون أدلة بينما يظل المجرم يمارس جرائمه بعيدا عن العقاب وتزيد المافيا ثراء وجشعا، وتضيع حقوق المواطن بين قال وصرح !! مناظير [email protected] جريدة السودانى،17أغسطس ، 2009