!! * كتب علينا الصيام رحمة بنا من الكريم المنان، وتخفيفا للذنوب الثقيلة التى تنوء بحملها ظهورنا، ولكن يصر البعض أن يكوينا بنار الجشع والطمع كلما حل ضيفنا الكريم .. ويكسب من صيامنا المليارات (بالجنيه الجديد). * فجأة ارتفع ثمن جوال السكر عبوة (50) كيلوجرام من (110) جنيها الى حوالى (150) جنيها، أى أكثر ب(48) جنيها من سعر البيع لتاجر الجملة بمخازن السكر بالخرطوم الذى حددته لجنة مشتركة من وزارة المالية والشركتين المنتجتين للسكر بالسودان (كنانة وشركة السكر السودانية) فى نوفمبر من العام الماضى ب(102) جنيه، فلماذا يحدث هذا، والى جيب من تذهب هذه الاموال الطائلة؟! * وجهت هذا السؤال الى المهندس (فاروق النص) نائب مدير شركة السكر السودانية فأجاب بأنه لا يرى أى مبرر لارتفاع السعر، فالمخازن لا تزال ممتلئة من انتاج الموسم الماضى الذى بلغ (800) إلف طن بالاضافة الى السكر المستورد الذى بلغت كميته (150) ألف طن، وهناك كمية مماثلة ستصل فى منتصف الشهر الكريم (أى أن الموقف مطمئن)، بالاضافة الى أن السعر الرسمى لم يطرأ عليه أى تعديل. * سألته .. إذن ما السبب فى هذا الارتفاع الخرافى؟! هل يكفى أن يكون مجرد إقتراب الشهر الكريم وازدياد الطلب على السلعة من التجار سبباً له برغم إمتلاء المخازن ومعرفة العامة قبل الخاصة بأخبار وصول سكر مستورد فى الايام القادمة، فأجاب بأن السكر يخرج منهم للتجار بالسعر القديم وانهم يثقون فى نزاهة التجار الذين يبيعون لهم السكر، وربما يكون ل(رمضان) بعض التأثير ولكن ليس الى هذا الحد. * قاطعته .. هل تبيعون السكر لأى تاجر أم تتعاملون مع تجار محددين، فأجاب بأنهم يتعاملون مع حوالى (15) تاجراً فى ولاية الخرطوم، ولا يتعاملون مع غيرهم خوفاً من سوء التصرف فى السلعة، ونفس الشئ يحدث فى الولايات الاخرى التى أكد أن مخازن الشركة فيها تمتلئ بالسكر، وأنه لا يرى مبرراً لهذه الزيادة، ثم قال كلاماً مغلفاً بدبلوماسية المنصب الرفيع الذى يشغله بأن السبب (حلقة مفقودة)، أسميها (أنا) بعبارة مجردة من الدبلوماسية (مافيا السكر) التى كتب علينا أن نكتوى بنيران جشعها وطمعها مع مقدم الشهر الكريم كل عام!! غداً بإذن الله يتصل الحديث. انتظرونى. \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\ نجيلة مناظير [email protected] جريدة السودانى،17أغسطس ، 2009