* لا أدرى ما هو التعارض أو التناقض بين العبادة ومشاهدة المسلسلات والمواد التلفزيونية والاذاعية فى رمضان ما دام الانسان يؤدى الفرائض والواجبات الدينية ؟! * ما أن يأتى الشهر الكريم حتى يمسك بعض الكتاب الصحفيين أقلامهم لينهشوا فى جسد التلفزيونات والاذاعات ويهاجموها بسبب عرض المسلسلات وبرامج المنوعات، حتى صارالهجوم على التلفزيونات موضة، إن لم يسايرها الكاتب باء بغضب الناس، أو اتهم بالضحالة والسطحية !! * تراودنى أحيانا أفكار بأن بعض الذين يهاجمون التلفزيونات، خاصة فى رمضان، هدفهم الاساسى هو نفى تهمة السطحية والضحالة عن أنفسهم، برغم أن أحداً لم يتهمهم بذلك، بل لم ينظر إليهم بريبة على أنهم كذلك، إلا انهم يصرون على نفى ضحالتهم وسطحيتهم كلما هل الشهر الكريم، ولا يجدون (ضحية) يعلقون على رقبتها شهادة براءتهم من هذه التهمة التى لم يتهمهم بها أحد، سوى التلفزيون!! * فجأة يصبح التلفزيون سبب كل المشاكل والعيوب فى المجتمع .. هو المسؤول عن الضحالة والسطحية وهو المسؤول عن التفسخ والانحلال وهو المسؤول عن انتشار الجرائم، وهو المسؤول عن انحدار التعليم وهو المسؤول عن إلهاء الناس عن واجباتهم الدينية والاجتماعية، وهو المسؤول عن الاخفاقات السياسية والاقتصادية وهو المسؤول عن كل مشاكل المجتمع الاخرى، بسبب المسلسلات وبرامج المنوعات الى يذيعها فى الشهر الكريم!! * هذا الفكر يدل بالفعل على سطحية كبيرة تحتاج لجهد كبير من صاحبها لنفيها بكل السبل والوسائل وعلى رأسها الهجوم على التلفزيون، فمن قال ان العبادة فى شهر رمضان وحده بينما بقية شهور العام للترفيه والتسلية والفرجة على المسلسلات، ومن قال ان كل الناس يتفرجون على المسلسلات، بل من قال ان كل الناس يتفرجون على التلفزيون، ويقضون كل وقتهم أمامه فيصبح هو سبب كل البلاوى فى العالم؟! * ثم ماذا تريدون من التلفزيونات ان تفعل فى رمضان او غير رمضان، فالتلفزيون وسيلة إعلامية وتعليمية وتثقيفية وارشادية وترفيهية شاملة، واستثمار تجارى أيضا، فماذا تريدون له أن يكون؟! * أرجو من الكتاب والزملاء الاعزاء الذين استحلوا موضة الهجوم على التلفزيونات فى شهر رمضان، أن يعفونا من محاولات نفى تهمة عدم السطحية والضحالة عن أنفسهم بالهجوم غير المبرر على التلفزيونات والمحطات الفضائية، فوالله لم نسمع أحدا ً يتهمهم بذلك، والتلفزيونات لم ترغم أحدا ليتفرج عليها فى رمضان أو غير رمضان أو دخلت بيته بدون استئذان، ومن كان لديه نقد حقيقى فليتفضل به، حتى لا يبدد وقتنا فى متابعة أوهامه الشخصية التى تذكرنى بقصة الكاتب المغمور مع عبقرى الكتابة الساخرة (برنارد شو)، وآمل أن أرويها لكم غداً باذن الله. انتظرونى!! [email protected] جريدة السودانى، 24أغسطس، 2009