!! * يؤسفنى والله ان اطلق على الحجيج السودانيين اسم (الهجيج)، ولكن أراد لهم الذين أوكلوا إليهم أمر حجهم وأدائهم للفريضة أن (يهجوا) في أرض مكة بدلا ان يحجوا كما يفعل الآخرون، وينشغلوا عن الفريضة بالبحث عن الأمراء والمطوفين وأماكن السكن والمخيمات وحتى ماء الشرب!! * خمس ساعات كاملة قضاها بعض الحجيج السودانيين فى البحث عن مخيم البعثة السودانية فى عرفات!! تحركت بهم البصات من منى الى عرفة فى السابعة صباحا ولم يتمكنوا من الوصول الى عرفات إلا فى الثانية عشرة ظهرا. كثير من البصات قديم ومتهالك ومعظمها غير مكيف، ومن (155) بصا يفترض أن تقوم بنقل الحجيج لم يحضر فى الموعد سوى عدد قليل بينما غاب تماما نصف عدد البصات. * البعض إضطر الى اقتسام (نبقة) البصات وقنعوا بالزحام والاختناق والحر الشديد، والبعض فضل تأجير حافلات على نفقته الخاصة، والبعض (سطح) فوق البصات بينهم رجال كبار في السن وتخيلوا منظر وحالة حاج فوق الستين وهو يركب فوق سقف بص ظل يدور خمس ساعات متصلة بحثا عن المخيم!! * آخرون فضلوا السير على الأقدام بدلا عن الزحام خاصة مع انتشار فوبيا إنفلونزا الخنازير، وللأسف تاه بعضهم وفات عليهم يوم عرفة، وما أدراك ما كمية حزن من يفوته يوم عرفة!! * الأمراء والمطوفون كانوا يجهلون مكان المخيم السوداني، فظلت البصات المكتظة المهترئة تدور وتدور بحثا عن المخيم السوداني الساعات الطويلة وعندما عثرت عليه كانت صلاة الظهر قد فاتت. معظم الأمراء كانت موبايلاتهم مغلقة في ساعات البحث وفضل بعضهم ألا يرد على مكالمات الحجاج التائهين، بينما وصل الحال بالبعض ان يتعارك مع الحجاج الناقمين على الاوضاع وضاع الحج بين الاساءات واللكمات!! * وليت من ظلوا يبحثون عن المخيم الساعات الطويلة لم يتكبدوا مشقة البحث وقضوا يومهم في أي مكان في عرفات، فالمخيم الذين وجدوه أخيرا لم يكن يليق بالبنى آدمين، دعك من حجيج تركوا الدنيا وراءهم وجاءوا يبحثون عن العفو والأجر والثواب، فعاقبهم من اوكلوا اليهم أمر حجهم بمكان ضيق حار جاف ومشمس وكاد بعض الحجيج يغمى عليهم من العطش لولا رحمة الله وكرم السلطات السعودية التى كانت توزع الماء في فترات على الحجيج!! * ولم يكن آخر اليوم بأفضل من أوله حيث غادر كثيرون الى مزدلفة على ارجلهم وكانت رحلة طويلة شاقة جدا بعد يوم شاق ومرهق، جعل الله كل ذلك في كتاب حسناتهم بإذن الله الكريم، ولكن الى متى يظل حجيج السودان عرضة للمشقة والعنت والظلم على ايدي من لا يخاف ولا يرحم، ويقبض بالملايين ولا يشبع ؟! * غدا بإذن الله يتصل الحديث عن الحجيج أو الهجيج السودانيين، انتظروني!! صحيفة السوداني [email protected] 22ديسمبر ،2009