* قال لي رفيقي: (إنك أنثى بطعم الفصول الأربعة أينما حللت تتناثر الكائنات من حولك حتى أنا). * أدهشتني بعثرته حولي.. ألجمتني فصوله الأربعة حين أكونها أنا. * قلت له يا رفيقي نحن في مدار لا يحمل الفصل الربيعي.. قال لي: لا ضرورة أن تبقي أنت والربيع في مدينة واحدة.. لأنك تكفين أن تجعلي الأزهار تنمو برحيق معتق وتجعلين الاخضرار أنضر من مدن الربيع. * قلت له: (هل يمكن للحُب أن يحول كل الفصول إلى ربيع، وهل يمكنه أن يظللنا من غضب الشمس). * قال لي: (هو يجعلنا في نشوة الرقي الإنساني يعبث بآلامنا فينسينا لها لتبقى في داخلنا مفاتيح الأبواب المغلقة متى ما شئنا الخروج من تقليدية الحياة). * قلت له: (هل بامكان الحُب أن يشبع أولئك الجائعين أن يكسيهم أردية الوجود الإنساني). * قال لي: نعم عندما تتعتق الجدران بالحُب فإن الجميع يشبع به ويصبح هناك امتلاء عشقي للبواطن هؤلاء فلا يحسون بململة المواعين الفارغة. * قلت له: (هل يمكن للحُب أن يجمع بين متنافرين.. بين من يملأ قلوبهم الحقد والحسد والضغائن والكراهية). * قال لي: نعم إنه يغسل الأشياء (أنثاي) فيجعلها كدواخل جنين لم ير الوجود بعد. * قلت له: ( ولكن بعد كل هذه الأشياء لماذا يجرح الحُب.. لماذا نكره من كنا نحبهم لماذا يتركنا من هم أقرب إلى أنفسنا منا.. لماذا يجعلوننا نبكي ونقارب على شفاء حفرة من الموت). * قال لي: أتعرفين معنى وطريقاً للحُب الصادق لحُب الآخر لا من أجل شيء سوى من أجل أن تحبه فقط. إن أدركت يا (أنثاي) طريقاً كهذا فلا تترددي في أن تسلكيه لأنه طريق الجنة.. لا مِن حُب يستمر ويعيش سوى صدقه.. وعنفوانه.. وطهارته.. وتجرده. إعترافات - صحيفة الأسطورة - 6/3/2010 [email protected]