-مازلت طيف امرأة يبحث في الأزقة المتساوية عن بقايا آخرون، لأعطيها لأناس هرموا من البحث في فراغ الموجود.!! -أنا أكتب وطيفي ينضم للباكين الصغار في غياب أمهم المجهولة، وأبيهم المستتر أكتب وطيفي يبحث عن وظائف شاغرة.. عن أمكنة في وطني لأبنائه.!! -عن الخبز الجاف والصحون المتناثرة عليها حبات (البليلة).. عن (لحاف)، يسند ظهر ظلَّ طوال اليوم مسندواً على الهم.!! عن الضياع عندما تختار طريق الضياع بنفسك وتجئ لتغتسل بماء دموعك، ولكنك تقفز من نفسك إلى عوالم التوهان فتكون من ضمن الشوارد التى لا تقبل الإنضمام إلى عالم الضجيج مرة أخرى.!! -طيف امرأة تشبهني يبحث عن رجل يشبهك في قباب الذكريات والطرقات المسافرة وحوافي الموت المريض.!! -أبحث معهم عن طعام.. عن دواء.. عن جدران يبحثون عن أنفسهم،وأبحث أنا لهم عن دلالة تؤكد لهم وجودهم الإنساني.!! -طفت جميع شوارع مدينتي، ولكن في النهاية أصطدم بطيفي ذاته.!! ووقفت أتأمل هذا الذي يشبهني يمسك بي.!! -ربما لو كانوا يعلمون أن خاتمة الأغاني دموع لبقوا داخل أرحام أمهاتهم أورام صغيرة لا تضايقهم في شئ.!! -ولكنهم الآن أناس يتحركون في زوايا الليل المعتم ولا يملكون من أحلامهم حتى (فوانيس).!! -مازالوا يبحثون في خارطة المدن عن عش جديد لهم ومكان خالٍ يُشيدون فيه (الرواكيب الصامدة)، وزمان مفعم بحبال الوجود الحقيقي.!! -ومازلت أنا انتظر خيال يشبهك ليتجول مع امرأة تشبهني.!! -ومازالوا ينتظرون أن يتحقق حلمهم المستحيل ويصبحون عمالاً في وطنهم، ومازالت الصحون تحلم بطعام غير (البليلة)، ومازالت الأزقة تتمني النوم ليلة من دون هؤلاء.!! -ومازال العالم يتحرك كجنين يستعد للخروج إلى عوالم لا يعرف إلى أي الفئات ستضمه، ومازال المجتمع متكور في مكان واحد.!! فأصبحت كل الأشياء مكررة حتى كتاباتنا.. حتى حبنا.. حتى أحلامنا، وحتى نحن.!! إعترافات - صحيفة الأسطورة - 13/3/2010 [email protected]