اتجهت بنا المركبة في ذلك اليوم شمالاً إلى الأطراف القصيّة لولاية الخرطوم برفقة كل من الأستاذة «علوية مبارك» نائبة منسقة المرأة للخدمة الوطنية بولاية الخرطوم وأخوات كريمات، في الطريق إلى معسكر «عبدالله بن رواحة» لمجندي الخدمة الوطنية بمنطقة «السليت»، حيث كانت الرفقة للحضور والمشاركة في برنامج «عريشة الأمهات» الذي ترعاه منسقية المرأة واتحاد المرأة بولاية الخرطوم وجهات أخرى معتبرة.. وعلى مدخل المعسكر هُيئ المكان لاستقبال البرنامج.. قائد المعسكر الرائد (فتح العليم أحمد الإمام) يطوف حول المجندين الذين اصطفوا في حلقة حول مقدم المحاضرة والتي تتعلق ب«المخدرات وضررها» ومن ثم التف ثمان وتسعون ومائتين وألف مجند حول مسرح المعسكر لحضور احتفائية «يوم العريشة» و دائماً ما يحس السوداني الأصيل بقيمة الجماعة .. المجندون الذين تدل سحناتهم على أنهم طيف من كل السودان مكتوون بحرارة الشمس (ونورة الصلع).. ولكن الشئ الذي جعلني أخرج عند انتهاء البرنامج حزينة.. تلك الإجابة على أحد أسئلة المسابقة عندما أجاب أحد المجندين (عن أحدث مدينة صناعية.. قائلاً «جياد»، وعندما باغته مقدم المسابقة أين تقع مدينة جياد؟ أجابة في ولاية نهر النيل).. إذن كل المنهج الذي درسوه خلال محطة الأساس والثانوي لم يعرفهم على ولايات بلادهم وتفاصيل مواقعها.. فهل حاول القائمون تصحيح الأخطاء التي «تفوت» على المناهج .. وطنية وقومية وغيرها والتي ليست بالضرورة أن تكتب.. ولكن أيضاً دور المعلم الوطني الغيور.. كما استوقفني ذلك المجند الذي تقول سيرته «أنه متفوق وأحرز نسبة عالية جداً مع ظرف وفاة والدته.. الطالب المتميز «عبدالعزيز عيسى أحمد» تقدم في ثبات يقول إن هناك شاب قادم لهذا الوطن بالكثير... وأعجبني جداً أن عدد تسعة عشر حافظاً لكتاب الله بين هؤلاء المجندين استحقوا الجوائز التي تقدمت بها «الشركة الراعية» كحافز معنوي أدخل البهجة في نفوس المجندين. ü آخر الكلام: ما أجمل أن يتنادى الوطن بأبنائه وما أجمل أن يجدهم (جاهزين.. جاهزين) وإن غمَّ عليهم الدرب وصعب عليهم الأمر. سياج - آخر لحظة - 1411 [email protected]