هناك أحداث طبيعية هي في بدايتها تكون مفرحة ثم تتحول إلى كارثة على رأي المثل العام \"الشيء لمن يفوت حدو بينقلب ضدو\"، وفي الوقت نفسه هناك أحداث طبيعية هي كوارث قاتلة مثل الزلازل.وفي وسط هذه كلها نجد البعض منا بدلاً ان نسأل الرحمة والمغفرة من الغفور ونسأل اللطف من اللطيف...نجد البعض منا يذهب لسانه متكلماً بفسوق من حل بهم الكارثة. المهم انا هنا لست بالذي يريد إلقاء اللوم او غيره، لكني فقط أريد إلقاء وجهة نظر بسيط على أحداث ما تزال تجري في وقت كتابتي هذه الكلمات ونتائجها وخيمة على الذين وقعوا ضحايا لها بلا حول ولا قوة. أخطر المهددات لحياة بشر في الوقت الراهن هو ما يواجه ما يزيد عن 14 مليون مواطن باكستاني بسبب التخوف من هطول الأمطار.وقد انهار سدان بالبلاد، وأفادات الأنباء الرسمية في باكستان بانهيار أكثر من 650 منزل وتدمرت تماماً وجرفت السيول 557 هكتار من الأراضي الزراعية.وحسب مسؤولو الإغاثة في برنامج الغذاء العالمي فالمروحيات لا تستطيع التحليق بسبب سوء الأحوال الجوية الناتجة عن هطول وتوقع هطول الأمطار بشدة من جديد. وفي الصين اعلنت السلطات يوم أمس الأحد عن ما لا يقل عن ثمانين شخصاً ماتوا وفقد أكثر من الفين آخرين نتيجة إنزلاقات أرضية في إقليم جانسو في التبت شمال شرق الصين. ووفق التقارير فإن موجات الفيضات التي تعرضت لها الصين منذ بداية هذا العام أدت إلى وفاة ما يقارب الألف شخص. ويقول مسؤولون بالتبت بأن الأمطار تسببت في إنهيارات أرضية دفنت عشرات المنازل بالإقليم. وفي روسيا تحدث كارثة من نوع آخر... بل إن الإنسان ليحتار حقيقة حيال ما يحدث في الحياة عندما تكون التناقضات تحكم حياة البشر... فالسكان هناك بحاجة إلى أمطار نتيجة الحرائق التي تلتهم الغابات وموجات الجفاف التي تضرب المنطقة.وهذا ما انتبهت له صحيفة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ أمس الأحد عندما نشرت في صفحتها الأولى صورتين لمصلين :مواطنين باكستانيين يصلون من أجل توقف الأمطار وموطنين روسيين يصلون من أجل هطول المطر..!!. لسنا بعيدين عن إدراك نتائج السيول والأمطار فكم عدد المرات التي انهارت فيها المنازل في بلادنا بسبب الأمطار، لكننا فقط نختلف عن بعض الشعوب في أن تلك البلاد ليست بها مسؤولون تفاجؤهم الأمطار وهم عندما تحل بنا الكوارث فهم يقفون معنا. وإن كنا نظن أنفسنا بلا شيء مادي نقدمه لشعوب تلك المناطق فعلى الأقل مطلوب منا معرفة الأحوال السيئة التي يعيشها إخوة لنا نتيجة ظروف طبيعية قاهرة.وفي الوقت نفسه نتذكر أنفسنا فنسأل الله الخير في كل ما يمنحنا، والذكرى يعني أننا نعترف بضعفنا كبشر مهما وصلنا من تقدم وتطور. إن لم نتعرض لكوارث كما حدث عند غيرنا لا يعني بأننا أفضل البشر على الأرض، وكذلك فلا يعني أن نتمنى حدوث مثل الكوارث عندنا، لكننا نأمل الموعظة مما يحدث حولنا. لويل كودو - السوداني 10/ 8 / 2010م [email protected]