لعل الجميع يعلمون ان السودان اسند اليه تنظيم بطولة الامم الافريقية للاعبين المحليين لكرة القدم والتي ستجري في شهر فبراير من العام 2011م وتم اختيار السودان لهذه البطولة في نسختها الثانية وبات الامر مؤكدا بعد ان وافقت حكومة السودان علي هذه الاستضافة وهذا شرط مهم جدا من شروط الاتحاد الافريقي لكل من يرغب في استضافة بطولة كبيرة كهذه. والسؤال الذي يطرح نفسه (ماذا اعددنا لهذه البطولة وقد تبقت اشهر معدودة)؟ وماهي المكتسبات التي يجنيها السودان من وراء تنظيم هذا الحدث الافريقي؟ ولعل المتابع يعلم انه تكونت لجنة عليا للبطولة ضمت العديد من الاشخاص والجهات ذات العلاقة كما ان اللجان الفرعية ايضا قد تكونت وينبغي ان تكون قد وضعت تصوراتها وبرامجها وخصصت لها الميزانيات التي تعين علي اخراج هذه البطولة بالصورة المشرفة. ويجدر بنا ان نذكر ان لجنة للتفتيش من الاتحاد الافريقي كانت قد زارت البلاد مؤخرا ووقفت بنفسها علي امكانيات البنيات التحتية من ملاعب ومرافق تابعة والفنادق والقاعات واطمأنت ان السودان مؤهل تماما للتصدي لهذا الحدث بما يملك من امكانات بشرية وخبرات ادارية ومعينات في مختلف المجالات. وابدت اللجنة بعض الملاحظات الطفيفة التي يمكن استيفاؤها. اما فيما يتعلق بالمكتسبات التي يمكن ان يحققها السودان من خلال هذه البطولة فيمكن ذكر بعضها علي سبيل المثال وليس الحصر: اولا: يمكن للسودان ان يقدم ثقافته للعالم الخارجي من خلال حفلي الافتتاح والختام والبرنامج المصاحب خاصة اذا اخذنا في الاعتبار التنوع الثقافي الذي يزخر به السودان دون غيره. فكل قبيلة وعلي كثرة هذه القبائل لها من العادات والتقاليد مايمكن ان تعبر به خلال الثقافة.. كما ان السودان يجمع مابين الهوية العربية والزنجية وتنصهر في الاديان في وحدة يندر ان تكون في غير السودان ولابد ولعكس كل هذا ان يعهد هذا الامر لاهل الشأن من قبيلة الثقافة وتوفر له كل الامكانات المطلوبة. وجميل جدا ان تم اختيار الدكتور محمد محيي الدين الجميعابي المعطون بالفن والثقافة وله من المبادرات والخيال والافق علي رأس هذه اللجنة ويمكن ان يقدم انموذجا رائعا من خلال حفلي الافتتاح والختام والبرنامج المصاحب ثانيا: من خلال هذه البطولة يمكن ان يقدم السودان نفسه كبلد ينعم بالامن والطمأنينة بعكس مايروج له اعداؤه بانه بلد يقاسي ويعاني الامرين من انفلات الامن والفوضي. ثالثا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه من خلال الطفرة والنهضة العمرانية التي شهدتها البلاد في السنوات الاخيرة في كافة المجالات (وليس من راى كمن سمع) رابعا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه من خلال هذه البطولة لما يتمتع به من مناظر طبيعية خلابة ساحرة بما يدفع باستثمار هذه الامكانات الطبيعية واستقطاب السواح وتنمية السياحة. خامسا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه كمركز اقتصادي عالمي يزخر بالزراعة والبترول والمعادن وجذب رؤوس الاموال للاستثمار في هذه المجالات كافة. سادسا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه من خلال اظهار صفات ابنائه التي تتمثل في الكرم والطيبة وحسن الاستقبال للضيف والبشاشة في وجهه وتقديم الانموذج الحقيقي للصفات الفطرية التي تميز اهل السودان. سابعا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه من خلال هذه البطولة لما وصل اليه من تطور في كرة القدم من حيث المستوي الفني والمهاري للاعبين. ومن حيث الطفرة في الانشاءات من استادات وخلافه. ومن تشجيع مثالي يعكس حب جماهير كرة القدم وتذوقها للفن الراقي والمهارة الجاذبة واللعبة الحلوة. ولابد ان يكون المنتخب السوداني في الموعد ويحقق نتيجة تدخل الفرح والسرور علي الجميع وهذا لن يتأتي الا بحسن الاعداد والاستعداد وان نوفر للمنتخب كل المعينات لتحقيق البطولة التي تعتبر هدفا استراتيجيا ونحن نقيمها علي ارضنا وبين جماهيرنا. ثامنا: تساعد هذه البطولة في تدريب كثير من الكوادر البشرية واكتساب الخبرة والمعرفة لان الميدان وحده هو الذي يصقل هذه الكوادر لتهيئتها مستقبلا لبطولات ارفع واعمال كبيرة خاصة والسودان يمتلك الكثير من الخبرات التي اضافت للعمل الرياضي الافريقي. تاسعا: ان النجاح يكمن في الاعداد الجيد بعد التصور الجيد والتنسيق الكامل بين حلقات هذا العمل بحيث يظهر في النهاية كأنه حلقة واحدة لا تنافر بين اجزائها وان يسند العمل في كل حلقة لاهله من ذوي الاختصاص والمهارة والابتكار والاجادة. عاشرا: يمكن للسودان ان يقدم نفسه باعتباره احد الدول الأفريقية الرائدة التي ظلت تعمل لان تكون افريقيا متحدة وتخرج بكاملها من هيمنة الدول الكبري التي ظلت علي الدوام تسيطر علي ثقافاتها ومواقفها السياسية وتستفيد من ثرواتها الطبيعية ولعل الفرصة متاحة في هذه الدورة ان يعبر السودان عن وحدة افريقيا المرتقبة في المجالات كافة من بوابة كرة القدم اذا احسنا التخطيط والتدبير لهذه البطولة. احد عشر: ان الاعلام السوداني والثقافة السودانية امام تحد كبير في اظهار هذه البطولة بما يحقق اهدافها المرجوه.. وهذا يتطلب منها الاعداد المبكر لبرامجها في هذا الشأن وتوفير المال اللازم لها فالرياضة اضحت اللسان الذي تتكلم به الامة وعن طريقها يمكن ان تخدم الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية. اختم القول: بان هذه بعض مكتسبات يمكن ان تتحقق والفرصة متاحة للمزيد.. وكل هذا يعتمد علي اغتنام هذه الفرصة الذهبية التي اتاحها لنا الاتحاد الافريقي لكرة القدم بحسن التصور والاعداد والاخراج وتقديم السودان في صورته الزاهية.. فهل نحن فاعلون؟ محمد الحسن الرضي لقاء كل يوم - صحيفة قوون - 9/11/2010م [email protected]