الأكيد والأكيد جدا أن عنوان المقالة ليس لي ، بل هو للنجم البريطاني الشهير بن كينغلسي الذي عرفه العالم بدوره في فيلم غاندي الذي منحه أوسكار أفضل ممثل وجائزة الاكاديمية البريطانية للفنون وميدالية بادما شري من الحكومة الهندية عام 1982 والغولدن غلوب عام 1983 .... وأنا شخصيا تابعت الفيلم أكثر من عشر مرات لأني كنت مهتما بفكر غاندي وأسلوب نضاله السلمي وهذا لايعني أنني مهتم بالسياسة " معاذ الله " بل مجرد اهتمام بريئ .... وللأمانة فقد قام بن كنغسلي بدور " عمره " وربما ساعده أصله الهندي على أتقان الدور فوالده هندي وامه بريطانية وأسمه الحقيقي " كريشنا بانديت بانجي " وجده عاش في نفس منطقة غاندي ... وفي آخر اعترافاته لصحيفة " برافو التشيكية " قال كينغسلي إن طفلا وحمارا كانا سبب توجهه للتمثيل بدل الغناء ... وإسمعوا القصة لأني لي تعقيبا عليها ... فهو يقول إنه عندما كان في الرابعة من العمر " ضعوا كذا خط تحت كلمة 4 سنوات " شاهد فيلما يحمل عنوان " لا تقل أبدا للحمار لا " Never Say No to A Donkey وهو عن قصة طفل يتيم عمره 5 سنوات مع حماره الذي يحبه جدا ويجمع رزقه بسببه ثم مرض الحمار وأراد الطفل أن " يدفنه " ليواجه بالرفض من كل من قابلهم في دراما مثيرة جعلت دموع الطفل بن كنغسلي تنهمر مثل أنهمار الفواتير على الموظفين المساكين أول كل شهر ومن يومها عشق السينما وقرر أن يصبح ممثلا عندما يكبر مثلما قررت وأنا صغير أن اصبح طيارا ولكنهم رفضوني لأنني أدوخ من أول لفة !!! قصة هذا الرجل جعلتني أفكر كثيرا فيما يشاهده ولديّ كرم أبن الثماني سنوات ونانا إبنة السنتين ... ولم أكن أساسا أعتقد أن الطفل إبن السنوات الأربع يمكن أن يتذكر ما يشاهده لاحقا ولكني بدأت أراقب الطفلين ولاحظت أن 99% من وقتهما إما على أمام التلفزيون أو على ألعاب الكومبيوتر أو الإنترنت بسبب نمط الحياة في دبي وعمل والديهما وعدم وجود اقارب يقضون الأوقات معهم ... لهذا فكل الوقت على الإنترنت وهذه الاخيرة هي التي بدأت تشكل شخصية أطفالنا وشباننا وبخاصة ما يشاهدونه عبر اليوتيوب ... فهم يبدأون بمشاهدة أفلام الكرتون التي يحبونها ولكن كبسة واحدة " خاطئة " قد تغير حياة الطفل وتعلمه أشياء سئية .. ومؤخرا كنت أساعد ابنتي على مشاهدة فيلم قصير على اليوتيوب عن " قرد أسمه جورج " وهو مشهور جدا لدى الأطفال وعندما سمعت الفيلم أحمرت وجنتاي خجلا من اللغة المستخدمة فيه إذ تبين أن ماشاهدته أنا وابنتي هو " تركيبة من قبل أحد المواطنين غير المهذبين " ووضع صوته على الفيلم وفيه كل العبارات " الشوراعجية ذات السوية الهابطة والقبيحة " ... والبنت عمرها سنتان وهي مثل الببغاء تكرر كل ماتسمعه وعندما اغلقت الموقع صارت تبكي طبعا ولم تفهم أنني فعلت ذلك من اجلها ومن اجلنا ومن أجلكم ومن واجل ابنائكم أتمنى عليكم أن تراقبوا ما يُشاهد اطفالكم من أفلام وبرامج ومقاطع على الأنترنت وأن تمنحوهم مايستحقون من أوقاتكم لأن شخصيتهم تتشكل في الأعمار التي نعتقد انها " بريئة " جدا وهي أخطر ما تكون لو تركنا الحبل على الغارب وهي ضربة جزاء اسددها في شباكي وشباككم حتى نكون حرّاسا أمينين على شباك أطفالنا . [email protected]