الأمر بالمنكر هو الأمر بكل قبيح ، أو الأمر بما يخالف الكتاب والسنة ، أو الإرشاد إلى المسالك المهلكة ، والنهي عن المعروف هو النهي عما يوافق الكتاب والسنة ، أو تقبيح ما يرضي الله تعالى من أقوال العبد وأفعاله ، قال تعالى :[ المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ] وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عن النبي ص قال :{ ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وأخرى تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم هو من عصمه الله تعالى . وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي ص قال :{ مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركهوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا } لذلك فالأمر بالمنكر والنهي عن المعروف من صفات المنافقين ، كما زن في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف هلاك العباد وخراب الديار والبلاد ، وهو سبب لإشاعة الفاحشة والمعاصي واستباحة الأعراض والأموال ،، قال تعالى :[ ولتكن منكم أمة يدعون الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ] وقال :[ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ] وقال :[ المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ] وهنا يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمعروف هو كل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه ، والإحسان إلى الناس ،، والمنكر كل ما قبحه الشرع وحرمه ونهى عنه ،، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال ص {مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم } وقال ص :{ من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، ومن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان } ويقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :"وكل بشر على وجه الأرض فلا بد له من أمر ونهي ، ولا بد أن يأمر وينهي ، حتى لو أنه وحده ، لكان يأمر نفسه وينهاها ، إما بمعروف وإما بمنكر "وإن القيام به فيه دفع لعذاب الله [ وما كان ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون] فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باب عظيم من أبواب الخير ، وفيه المصالح الدنيوية والأخروية ومن ذلك : إقامة الحجة على الخلق ، والشهادة عليهم ، وفي هذا يقول الإمام مالك رحمه الله : " ينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله فإن عصوا كانوا شهودا على عصيانهم ؛ "وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب : منها الواجب ، ومنها المستحب ، ومنها : الرفق ليكون أقرب إلى تحصيل المطلوب ، يقول الإمام الشافعي :"من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظ أخاه علانية فقد فضحه وشانه " ومن الآداب أن يأتي الآمر والناهي ما يأمر به وينتهي عما ينهى عنه ليكون ذلك أوقع عند من يأمرهم وينهاهم ، ومن الآداب الواجبة : أن يكون عالما بما يأمر به وينهى عنه ، وهو الأمر المجمع عليه ، وأما الأمر المختلف فيه مما للإجتهاد فيه مسرح فلا إنكار فيه . وفقنا الله لما يحب ويرضى ،، آمين . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]