نعم الأنثى اللعوب ترابل Troubleماتت قبل ان تبلغ سن ال12، وكنت قد كتبت عن ترابل قبل أربع سنوات، من دون أن أذكرها بكلمة خير، وهأنذا أكتب اليوم عن وفاتها وأنا شامت فيها لأنها كانت مغرورة ودلوعة وقليلة الحياء وذات دلال وغنج، وتلعب بالفلوس.. هل تصدق أن ترابل هذه أنفقت عشرة ملايين دولار خلال أقل من أربع سنوات على الطعام والكوافير ورواتب لمرافقيها؟ ترابل هذه كلبة بنت كلب، نعم ذلك الحيوان الذي ينبح «هاااووو»، توفيت صاحبتها المليونيرة ليونا هلمسلي في عام 2007 وأوصت لكلبتها ترابل ب12 مليون تنفقها على كيفها، ومنذ ذلك التاريخ عاشت ترابل في فندق فخم في مدينة ساراسوتا بولاية فلوريدا الأمريكية وكان مدير الفندق شخصيا يتولى تقديم الخدمات لها، والآن وقد ماتت تلك الكلبة الفاسقة فإن ما تبقى من ثروتها (مليونا دولار) ستذهب للأعمال الخيرية لبني البشر، بعد خصم كلفة الجنازة وإحراق الجثمان والاحتفاظ بالرماد في فازة ثمنها الشيء الفلاني،.. بقي أن أقول إن ترابل هذه كلب من الفصيلة التي تسمى «مالطية» ولا يزيد وزنها وحجمها على حجم قط فارسي. الكلمات أعلاه التي تقطر حقدا سبق أن وجهتها إلى المليونيرة الراحلة هلمسلي لأنها خصت الكلب بمبلغ يعادل ميزانية الخدمات الطبية في بعض الدول «المستقلة»، وفكرت في عام 2007 عندما سمعت بأمر التركة البالغة 12 مليون دولار لبنت الكلب تلك في تشكيل عصابة لاختطافها وطلب فدية لا تقل عن عشرة ملايين دولار نظير إعادتها الى الفندق، وكنت أعتزم إطعام الكلبة تلك خلال فترة احتجازي لها الفسيخ وفتة العدس البائت الشائط لتعرف معنى التواضع، ولكنني علمت أنها محروسة من قبل جنود سابقين في كتيبة المارينز وأنهم لو أمسكوا بي في حال فشل مخططي الإجرامي سيقطعون لحمي ويطعمونه لترابل. شخصيا أكره القطط بل أخاف منها ولكنني لا أكره الكلاب، فهي كائنات وفية ومفيدة في الحراسة والصيد، وخلال عملي في (بي بي سي) وإقامتنا المؤقتة في مكان يشبه معسكر الاعتقال النازي يحمل اسم بيمونت هاوس في ناحية بيزووتر، كان زميل لنا انجليزي كفيف يغادر المسكن وكلبه يقوده الى محطة القطار ثم المخارج ثم المصعد الكهربائي ويقف به عند المكتب المخصص له، وراقبت الكلب مرارا ولاحظت أنه لا يعبر بصاحبه الشارع ما لم تكن السيارات متوقفة عند الاشارة الضوئية او ما لم يكن المرور آمنا، ولكنني كرهت ترابل «بالوكالة»، وأعني بهذا أن الحمقاء الخرقاء الشمطاء الحيزبون الدردبيس ليونا هلمسلي هي التي تستحق الكره والشتم: 12 مليون دولار لكلبة يا مفترية؟ مئات الآلاف من الطلاب النوابغ في بلادك لا يواصلون تعليمهم بسبب قلة المال وأنت تخصصين ذلك المبلغ لكائن لا يعمر أكثر من 12 سنة؟ أرجو أن توقظ حكاية ترابل ضمائر حكوماتنا السنية الديمقراطية فتعاملنا معاملة الامريكان لكلابهم، فقد أنفقوا في عام 2010 أكثر من 245 مليار دولار لعلاج حيواناتهم الأليفة، وأعرف أن على من يريد ان يطاع ان يأمر بما هو مستطاع، وبالتالي فمن «الافتراء» أن أتوقع أو أن أطالب حكومة مشغولة بحماية الوحدة الوطنية والاستقرار ومسئولة عن محو إسرائيل من الأطلس (وكل الدول العربية تزعم أن تلك غايتها) بتخصيص 245مليون (وليس مليار) دولار لعلاج الناس.. بس ليتها تخصص 245 (بدون أصفار) دولار سنويا لاطعام وتعليم وعلاج المواطن الواحد حتى لا يسبب أي ترابل. * ترابل كلمة انجليزية تعني مشكلة/ اضطراب. [email protected]