ربما من كثرة التشابه في كل تفاصيل الواقع السياسي بالبلاد كان أن فقد معظمنا القدرة على الدهشة والترقب والإثارة بالجديد القادم! أيا كان نوعه، وفي الذهن صورة لا بديل ولا مبدل لها وهي ان ( احمد زي حاج احمد) ! ساقني لهذه المقدمة (مانشيتات) غالبية الصحف ليوم أمس والتي جاء فيها عنوان تكررت عباراته في توارد خواطر عجيب حين اعتلى اللون الأحمر واجهات تلك الصحف ليقول ( الوطني يرتب لقرارات تغير شكل الحكم بالبلاد) !! في السابق كان من الممكن ان يستوقفني عنوان كهذا لأظل أرقبه بالساعات، وأعدها عدا في انتظار التغيير القادم، والذي ربما كان حاملا للبشريات وفرحة المفاجآت الممتعة حد الإشراق والبهجة للشعب والتصفيق للحكومة !! ولكن ولشيء في نفسٍ ضاقت ذرعا بالطاقم الحكومي بكل وجوهه التي لا نرى لها تغييرا؛ لم أعد أحفل بأي تغيير ولا تشكيل مرتقب حيث فقدت الأمل ( في خيراً فيها) ؛ بعد سيل من الإحباطات المتوالية في مجريات أحداث كثيرة ومياه غزيرة جرت من تحت جسور الوطن، كان أعظمها وأكثرها إيلاما على الروح انشطاره لبلدين بعدما ظل موحدا لأكثر من خمسين عاما !! ورغم ذلك أطلقت لخيالي العنان علّه يأتي بتوقعات لم تأت بها الحكومات من قبل ومن بعد، وفي الخاطر أمنية ورجاء أن تكون القرارات الحكومية المرتقبة مخيبة لظنوني السيئة تجاه الحكومة ومرضية لتطلعات وآمال الشعب السوداني قاطبة !! تخيلت حول هذه القرارات المرتقبة ( اللهم اجعله خير) ان الرئيس عمر البشير بذات صولجانه سيعلن تنحيه عن الحكم على قرار ما فعله الرئيس عبد الناصر الذي يطل علينا بصورته وصوته الجهوري من خلال المسلسلات والأفلام العربية ليقول لشعبه (لقد قررت ان اتنحى) وأخال ان الرئيس سيبرر أسباب تنحيه لفشل حكومته في اغلاق ملفات الحروب في الجنوب؛ رغم الانفصال وفي دارفور رغم التوقيعات العديدة مابين ابوجا والدوحة، وفي جنوب كردفان التي دخلت ماراثون النزيف الدموي في البلاد !! ومن ثم تأتي حكومته بكاملها لتعلن انسحابها معتذرة للشعب السوداني عن كل الاخفاقات التي صاحبت حقبة الإنقاذ، مع رجاء بأن تشفع لهم كحكومة كل ( الكباري) والشوارع الجديدة والجامعات وبعض المشاريع التي قاموا (مشكورين) بإنشائها في عهدهم (المغبون) !! أي تغييرات غير هذه لن تثير الدهشة في نفسي قيد أنملة وسيظل الأمر مجرد لعبة ( كراسي) وقطع ( شطرنج) تذهب بفلان للمنصب الفلاني وعلان للمنصب العلاني؛ ولا أظن أن ثمة جديد مرتقب ولا أي دهشة في قرارات كهذه يا حكومة !! مرة أخرى أرجو ان اكتب في زاويتي للمرة القادمة أن ( الانقاذ) قد خذلتني وأصدرت قرارات من شأنها بالفعل وحقيقة (تغير شكل الحكم بالبلاد) كليا وليس جزئيا بالإضافة لقرارات اخرى مهمة ومصيرية تبعث الأمل وبعض الراحة في قلوب ونفوس شعب هذا الوطن العزيز !! و الفيلم هندي ولا ناكل باسطة ؟!! نادية عثمان مختار مفاهيم - صحيفة الأخبار - 2011/8/8 [email protected]