من جديد بدأ الحراك السياسي في المشهد السوداني عقب إطلاق سراح الإمام المهدي بعد أن شهد حالة جمود وترقب إثر توقف عجلة الحوار الذي دعت له الحكومة.. وتحدث الرئيس البشير في خطابه الشهير داعياً إلى إطلاق الحريات والممارسة السياسية والتي رأت المعارضة أنها لم تنفذ، بل تراجعت إلى الخلف بالاعتقالات السياسية وحظر النشر وتقييد حرية الصحافة.. كل هذه التفاصيل أوردها القيادي بحركة الإصلاح الآن عضو قوى الأحزاب المعارضة المرحبة بالحوار الأستاذ حسن رزق خلال المؤتمر الصحفي أمس بدار المؤتمر الشعبي والذي قال فيه إنهم كقوى معارضة تقدر إطلاق الحكومة للصادق المهدي خاصة وأنهم سعوا إلى ذلك منذ اعتقاله باعتبار أن ذلك الاعتقال يمثل عقبة كؤود للحوار الوطني الذي كان قد انطلق، وأضاف رزق بأنهم واجهوا عقبات في لقاء الرئيس في حينها؛ لتعرضه لوعكة صحية وكان القرار مقابلة النائب الأول، ولم تحدث المقابلة لسفره لجنوب أفريقا لحضور تنصيب رئيسها مما أدى إلى تأخر لقاء آلية الحوار بالحكومة ؛ واتخاذ خطوات عملية للوفاق الوطني، وزاد رزق بأن المشهد تبدل عقب اعتقال المهدي مما أدى إلى توقف الحوار وأنهم كمعارضة ذهبوا لمقابلة المهدي في كوبر لتهدئة الأوضاع وعمل المهدي على تفهم وجهة نظرهم، لأنه يؤمن بالمثل القائل «الفش غبينتو خرب مدينتو» بحسب استشهاد رزق بما يقوله المهدي، ويواصل في سرد حيثيات ما حدث من تداعيات سياسية واتخاذهم في قوى المعارضة قراراً حاسماً عبر بيان شديد اللهجة للحكومة حول تراجعها نحو الحوار وإرسال إشارة بأنهم سوف يجمدون موقفهم نحو الحوار، واستدرك بقوله غير أن هنالك إشارات جاءت من الحكومة بأن هنالك مساعٍ لإطلاق سراح المهدي، واعتقد بأن تلك الإشارات من الحكومة كانت استباقاً لما كانوا يعملون عليه في المعارضة لتجميد الحوار، وزاد بأنهم يرحبون بما حدث من خطوة من قبل الحكومة بإطلاق سراح المهدي لكنهم في ذات الإطار يطالبون بإطلاق إبرهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني وكل القيادات السياسية والشباب والنساء المعتقلين في السجون كخطوة ضرورية لتهيئة المناخ للحوار الجاد وترتيب الأوراق من جديد على طاولة الوفاق الوطني دون شروط أو إملاءات من المؤتمر الوطني، مطالبين بتوقيف كافة الإجراءات المتعلقة بالاستعداد للانتخابات، داعين إلى توفير الحريات للعمل السياسي وإلغاء الرقابة على الصحف وليس عن طريق فتح الباب والدخول بالشباك، ضارباً المثل بإيقاف صحيفة الصيحة ومصادرة صحيفة الجريدة وإصدار قوانين حظر النشر، وختم رزق حديثه إنابة عن أحزاب المعارضة المرحبة بالحوار بأنهم يطالبون بالحد الأدنى من ما دعا إليه السيد رئيس الجمهورية في خطابه للعودة إلى بدء الحوار عبر الآلية المشتركة 7+7 وأنهم بدون ذلك لا يمكنهم القفز وسط الظلام، مشيراً إلى طلبهم بوجود ضمانات داخلية وخارجية للحوار، مثمناً كل الجهود الداخلية والخارجية التي أسهمت في إطلاق سراح المهدي، متمنياً إطلاق سراح الوطن مما هو فيه من حالة الاحتقان السياسي. على كلٍ يبدو خطاب قوى المعارضة المرحبة بالحوار هادئاً وواضحاً تجاه الحكومة وهو يرسل رسالة واضحة للعودة لطاولة الحوار عبر الآلية المشتركة وتهيئة المناخ لانطلاقه بعد أن أهدر زمناً طويلاً بدون فائدة، فهل تصل الرسالة إلى بريد الحكومة وتفعلها في قرارات سريعة يلتئم فيها الجميع للخروج بالوطن إلى فضاء أرحب ؟! صحيفة آخر لحظة