في المقال السابق ذكرنا أن الماسونية معناها الحرفي بالإنجليزية البناؤون الأحرار (Freemasons) . وهي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق والميتافيزيقيا في تفسير الكون والحياة ، والإيمان بخالق إلاهي ، تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض بالذات في بداية تأسيسها ، وفي السنوات الأخيرة أدرك قادة الماسونية أن كل هذا الغموض ليس في صالح الماسونية ، فقامت الحركة بدعوة الصحافة والتلفزيون للإطلاع على بعض الأمور المُتحَفيَّة ، وتصوير بعض الجلسات ، ولكن لم يُسمح لوسائل الإعلام بتصوير أو مشاهدة جلسات اعتماد الأعضاء . تعتبر الزاوية القائمة والفرجار من أهم رموز الماسونية، وهذا الرمز موجود في جميع مقرات الماسونية إلى جانب الكتاب المقدس الذي يتبعه ذلك المقر ، لاحظ أن الماسونية لا تتقيد بأن يكون المنتسب إليها ذو ديانة محددة ، فهي تقبل بإحتواء الأشخاص من كل الديانات ولا تتشدد في ذلك ! يستخدم الماسونيين بعض الإشارات السرية ليتعرف بواسطتها عضو في المنظمة إلى عضو آخر ، وتختلف هذه الإشارات من محفل إلى آخر ، وفي السنوات الأخيرة قامت قناة الجزيرة الفضائية ، وفي أحد برامجها بتقديم مشاهد تمثيلية فيها اعتماد محاكاة لطقوس عضو جديد في الماسونية مُعتمدة إلى مصادر موثوقة داخل المنظمة الماسونية ، وفي هذه المشاهد يمكن مشاهدة من تم وصفه من قبل القناة ( الرئيس الأعظم ) يطلب من العضو الجديد أن يركع على ركبتيه ويردد الرئيس الأعظم هذه العبارات : " أيها الإلاه القادر على كل شيء ، القاهر فوق عباده ، أنعم علينا بعنايتك ، وتجلَّ على هذه الحضرة ، ووفق عبدك الدخول في عشيرة البنائين الأحرار ، إلى صرف حياته في طاعتك ،ليكون لنا أخاً مُخلِصاً حقيقياً .. آمين " وبعد مجموعة من التعهدات بحضور الإجتماعات والحفاظ على سرية الحركة وحسب قناة الجزيرة الفضائية ، فإن الرئيس الأعظم يتفوه بهذه الكلمات : "إذن فلتركع على ركبتك اليسرى ،قدمك اليمنى تشكل مربعا ، أعطني يدك اليمنى ،فيما تمسك يدك اليسرى بهذا الفرجار ، وتوجه سنانه نحو ثديك الأيسر العاري وردد ورائي : يارب كن مُعيني ،وامنحني الثبات على هذا القسم العظيم " وبعد أداء القسم يطلب الرئيس الأعظم من العضو تقبيل الكتاب السماوي الذي يعتبره العضو مقدساً ، ويقوم الرئيس الأعظم بتهديد العضو بأنه " سوف يتعرض للطعن أو الشنق إذا ما حاول الهرب من صفوف المنظمة " ومن الجدير ذكره أن الماسونية تعتبر ماقامت به قناة الجزيرة جزءاً من ما وصفته بحملة منظمة لتشويه صورة الماسونية . تعتبر الماسونية نفسها ديانة أو معتقد بديلا للدين ، وتعتبر الماسونية نظرتها عن فكرة الخالق الأعظم مطابقة للأديان السماوية الموحدة الرئيسية ، وحسب الفكر الماسوني ، يعتبر العضو حراً في اختيار العقيدة التي يراها مناسبة له للإيمان بفكرة الخالق الأعظم بغض النظر عن المسميات أو الدين الذي يؤمن به الفرد ،وقد تم قبول أعضاء من خارج الديانات التي تعتبر ديانات توحيدية مثل البوذية والهندوسية . في الماسونية ثلاث مراتب ، وصعود السلم طقس يستعمل في مراسيم وصول الماسوني إلى مرتبة أهل الصنعة ، وهي كالتالي : *مرتبة المبتدئ * مرتبة أهل الصنعة ،، * مرتبة الخبير وهي أعلى مراتب الماسونية وهي المرحلة التي يصل فيها العضو إلى حالة التوازن بين العوامل الداخلية التي تحرك الإنسان والجانب الروحي الذي يربطه بالخالق الأعظم .. هناك العديد من المحافل والهيئات الإدارية والتنظيمية لمنظمة الماسونية في بلدان عديدة من العالم ، ومعظم الفروع هي تحت إشراف ما يسمى (المحفل الأعظم )، الذي تم تأسيسه عام 1717 في بريطانيا ، ويطلق على رئيس هذا المحفل تسمية الخبير الأعظم Grand Master . وهذا المحفل شبيه إلى درجة كبيرة بحكومة مدنية ، وهناك الكثير من المحافل في كل دولة أوروبية ، وفي الولاياتالمتحدة يوجد محفل أعظم في كل ولاية . إن افتتاح أي مقر جديد يجب أن يكون بإشراف وبموافقة المحفل الأعظم ، ويحق للماسوني الحاصل على مرتبة الخبير Master أن يزور أي محفل ، ويعترض الماسونيون على استعمال كلمة مقر ، ويفضلون تسمية " معبد الفلسفة والفن " ،، يوجد للماسمونية مقر في كل دول العالم الآسيوي والأفريقي والأوروبي والأمريكي وأستراليا .. حتى في بلادنا ( السودان ) يوجد العديد من المنظمات الطوعية التي تستخدم واجهات تخفي مهامها الأساسية التي جاءت من أجلها ومن هذه المنظمات ( الصليب الأحمر ) والذي أسسه السويسري هنري جون دونانت وهو أحد أشهر الماسونيين ، ، ومن أبرز الشخصيات الماسونية في العالم : سيمون بوليفار ( قائد ثوري فانزويلي) ، أندريه سيتروين ( مخترع سيارات ستروين ) إدوين دريك ( صناعة النفط ) ، أليكساندر فليمنغ ( مخترع البنسلين ) ، كينغ جيليت ( صاحب شركة جيليت لأمواس الحلاقة ) ، اغناس غيوتن ( مخترع المقصلة) ، ملفين جونز( مؤسس أندية ليونز) .. ولو أمعنا النظر قليلا لتعرفنا على بعض الرموز التي نعرفها في بلادنا وبين ظهرانينا ممن يسعون لتفكيك أواصر السودان وتقسيم ما تبقى منه وهم معروفين للجميع فلا داعي لذكر أسماءهم . هنادي محمد عبد المجيد [email protected]