في امسية الجمعة وقعت قناة الجزيرة في جليطة اخبارية كبيرة عندما عرضت في صدر نشرتها الرئيسية (حصاد اليوم الاخباري) كلام السيد رئيس الجمهورية في تلودي وتحديدا قوله سنصلي الجمعة القادمة في كاودا على انه يتناقض مع قبول السودان لقرار مجلس الامن 2046 والقاضي بوقف العدائيات بين البلدين في 48 ساعة وهذه الجليطة ترجع الى ان كاودا داخل السودان القديم والحرب فيها مع الحركة الشعبية قطاع الشمال وليس مع الجيش الجنوبي مباشرة وبهذا فهي لا تدخل في قرار مجلس الامن المشار اليه قد يكون اللبس الذي اوقع الجزيرة في ذلك الخطأ هو ان الحكومة السودانية تعتبر وجود الجيش الشعبي الفرقتان التاسعة والعاشرة في جبال النوبة وجنوب الازرق تدخلا عسكريا مباشرة من دولة الجنوب لانها هي التي تدعم هاتين الفرقتين بالاسلحة وكل اللوجستيات بما فيها المرتبات ولكن بالمقابل حكومة الجنوب تقول انها لا دخل لها بما يجري في جبال النوبة وجنوب النيل الازرق وهذه مشكلة سودانية/ سودانية ليس هذا فحسب بل اوباما شخصيا طلب من سلفا شخصيا بان يوقف دعمه للجبهة الثورية في كاودا وغيرها لكل هذا تكون الجزيرة قد تعجلت فاخطأت في فهمها للموقف وطبعا غلطة الشاطر بالف اللهم الا اذا كانت الجزيرة قد فهمت قرار مجلس الامن بانه يطالب بوقف جميع العدائيات السودانية / الجنوب سودانية والسودانية /سودانية والجنوبية /جنوبية او اردت هي من تلقاء نفسها او اوعز لها بان يفهم القرار كذلك وبهذا تكون الرسالة الاعلامية ليست تابعة للحدث انما صانعة له فهذا زمن الاجندات وليس زمن البراءة ومع كل ذلك حسن الظن مطلوب الا اذا ثبت العكس بالامس قلنا ان نصوص القرار 2046 الصادر من مجلس الامن يوم الخميس الماضي ليس في نصوصه نص موجها للسودان دون جنوب السودان ولكن رفض السودانيين له وقبول الخارجية له على مضض ولكن بوعي يرجع للمناخ السياسي العام فالسودان مستريب في المجتمع الدولي لانه دوما داعم للجنوب قبل وبعد الانفصال ومكجن للسودان ولكن اذا نظرنا للامر من زاوية اخرى سوف نجد هذا المجتمع الدولي ليس كتلة صماء وليس في حالة ثبات دائم فهو لايخلو من الثقوب ولايخلو من الحركة ففي احداث هجليج الاخيرة اعلن مجلس الامر ادانته لسلوك دولة الجنوب وجاءت الادانة على لسان رايس مندوبة امريكا ورئيسة المجلس في ذلك الشهر ورايس كما هم معلوم حبيبة الجنوب الاولى وعدوة الخرطوم الاولى ثم الناطق باسم الخارجية الامريكية ادان احتلال هجليج وكل الدول صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الامن فعلت نفس الشئ كما ان تفاهم روسيا والصين مع السودان كان متقدما كما صرحت الخارجية السودانية والاهم من كل الذي تقدم ان هذا المجتمع الدولي يريد لهذه الحرب بين البلدين ان تتوقف الان ولنقل ان هذا الموقف بدافع حبه للجنوب فقط او حتى انه يريد ان تاخذ دولة الجنوب نفس ثم تقوم بعد ذلك على السودان القديم فحتى لو كان ذلك كذلك فهذه فرصة للسودان ان يبيع للمجتمع الدولي برفع سقف مطالبه في المفاوضات ويحقق مكاسب تجعل الجنوب نفسه لايفكر في تكرار اعتدائه وعلى طريقة الحشاش يملا شبكته وهذا يتطلب ان تكون لنا استراتيجية مثلما للمجتمع الدولي استراتيجية ليكون اللعب تكتيكيا فقط ولكن هذا الجنوب جنوبنا نحن ونحن اولى بالتحالف معه من الغير وغدا ان شاء الله نفصل حاطب ليل- السوداني [email protected]