شعر شنباوي بالضيق والملل من كثرة الكلام والثرثرة على الفاضي والمليان فقرر أن يصوم عن الكلام إلى أن يجد حاجة قصوى ومعنى للكلام الذي يقوله وأستيقظ في الصباح التالي وهو في حالة من الصمت المطبق .. فحضرت فوزية ووضعت صينية الشاي وقالت لشنباوي.. سمعت بالحصل قالوا حاج خضر الجزار كان داير يطلق زينب .. الراجل الظاهر عليهو جنّ ونسى إنو الخير الفيهو دا سببوا حاج عبد الرحيم أبو زينب الجزار الكان حاج خضر صبي عندو وهو العملو زول واداهو الجزارة دي!! ونظرت الى شنباوي فلم يرد عليها فقالت له: مالك يا شنباوي بقيت أخرس ولا كلام ما عجبك!! ولم يرد عليها شنباوي ووجدته ينظر بعيداً فوضع كوب الشاي وفتح الباب وخرج وما أن خرج متوجهاً الى عمله حتى وجد حاجة كلتوم أمامه فنظرت إليه بإستخفاف وقالت بسخرية : بس.. الواحد بدل ما يصطبح بحاجة تفتح النفس.. يصطبح بقرود الطلح والشياطين البتظهر أبو شنيبات الواحدة في الشرق واحدة في الغرب ما سمع كلام سيدنا سليمان القاليهم فيهو ما تظهروا بالنهار!! فلم يرد عليها شنباوي فاغتاظت منو غيظاً شديداً وقالت: الحمد لله البقاك أخرس يا خيال المآتي... يا المرتك حاكماك ومخلياك لعبة في أيدها.. الله يرحمك يا ود العمدة الكان صوتك يخلي الحيطان ترجف وقلوب الناس تقيف من الخوف الرجال يا كدا يا بلاش!! فلم يرد عليها شنباوي وحتى لم ينظر اليها فكادت تنفجر من الغيظ!! ومرّ بجزارة حاج خضر ووجد معه حاج أحمد ومحمود ولم يسلم عليهم.. فقال حاج خضر بغضب مالك صاري وشك العامل زي شاهد المقابر دا من الصباح وما بتسلم على الناس شايفنا غنم ولا شنو!! فلم يرد شنباوي.. فقال حاج احمد بهدوء: شنباوي ياجماعة شايل في نفسو حمل كبير.. الله يشفيك ويهدي سرك يا شنباوي يا أخوي !! وفجأة صاح حاج خضر بغضب: شنباوي انا عاوز منك متين وخمسين جنيه بتاعين اللحمة العملت منها كضوم وكرش!! وبلا شعور رد شنباوي بغضب أشد هي مية وخمسين بس ياحرامي يا بياع لحم الحمير والكلاب للناس المساكين.. والله تستاهل الموت بضربة من الساطور دا في رقبتك السمينة دي!! وضحك الجماعة ضحكاً شديداً وقال حاج احمد صمت دهراً ونطق كفراً.. نطقتك القروش الجننت الناس .. صحي والله دا الجنن عبدالقادر ما الحب!! يوميات ساخرة - الوطن [email protected]