مازالت قضية لاعب الهلال هيثم مصطفى تشغل الرأي العام الرياضي والتي إمتدت طوال الأشهر الماضية، ولعل المشكلة قد إتخذت منحا جديدة بتصريحات اللاعب لوسائل الإعلام المختلفة، والتي أشار فيها الى تعرضة لشيء من التهميش والتجاهل ومنوها الى أن المدرب لم يحترم تارخه الطويل مع الهلال . وتعود أبرز إحتقانات القضية إلى عدم مشاركة اللاعب مع الفريق طوال النصف الأول من الموسم، وكانت البداية تعرضه لإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة قصيرة، وعلى الرغم من معاودته للتدريبات ليستعيد مكانته في صدارة نجوم الهلال إلا أن المدير الفني للفريق (دييجو غارزيتو) لم يكتفي برفض اشراكه في أي مباراة فحسب، بل قام باستبعاده من قائمة ال18 لاعباً في بعض المباريات ما أدى ذلك لزيادة الحساسية بينه واللاعب وبعدها تفاقمت الأحداث مما أدى ذلك الى خلاف علني بين اللاعب والمدرب. بعدها عقد رئيس الهلال الأمين البرير جلسة تفاكر وصلح بمنزله، كشفت كل الأطراف المعنية عن وجهة نظرها وتم التوصل في نهاية الاجتماع إلى وثيقة صلح بين اللاعب والأطراف الأخرى وكأن شيئاً لم يكن. ولم تمضي فترة طويلة حتى بدأت المشكلة تطفو على السطح من جديد وبدأت وسائل الإعلام في استنطاق الكابتن هيثم مصطفى ورئيس النادي الأمين البرير مما أدى إلى نشوب حرب إعلامية بين هذه الأطراف في الفترة الأخيرة، أججتها عجلة الإعلام المقروء. هيثم من جانبه يؤكد على وجود استهداف واضح من قبل الإدارة والمدرب لشخصه مؤكداً عدم احترامهم لتاريخه الطويل ووظيفته كقائد للنادي، الصحف في إيماءات خبيثة تحدثت عن أن الموسم الحالي هو الأخير لهيثم مع هلال الملايين وأن قرار الاستغناء عن خدماته قد أصدر في وقت سابق، الأمين البرير ينفي كل هذه الإدعاءات ويؤكد استمرار اللاعب مع الفريق مطالباً إياه بالجلوس مع الإدارة لحل مشكلته وعدم نقل القضية لوسائل الإعلام لأنها لن تسهم في الحل هذا إذا كانت هنالك قضية أصلاً على حد قوله. وكثيرون يتسألون هل أصبح هيثم مصطفى غير قادر على تقديم أي إضافة لفريقه ؟ ولماذا يتحدث اللاعب لوسائل الإعلام ويشكو من التهميش على الرغم من أن فيصل العجب في المريخ ربما يعاني من نفس المشكلة تقريباً ولكنه لم يقم بإثارة أي مشاكل؟. الامين البرير في تصريحات صحفية سابقة يؤكد انه كرئيس لنادي الهلال ليس في قلبه ذرة حقد واحدة علي هيثم ويؤكد أن هيثم لاعب كبير وهام ولكنه في الاونة الاخيرة اصبح خميرة عكننه في النادي ومن واجبه فرض الإنضباط. ويضيف أن هيثم في كل مرة لديه مشكلة او شكوي مع احد اعضاء النادي او الجهاز الفني.. وما ان نقوم بمعالجة مشكلته والا يفتعل مشكلة اخري مع احد اعضاء الجهاز الفني او الموظفين بالنادي، ويضيف البرير أن الطامة الكبرى جاءت عندما قام هيثم في التمرين الاخير لمباراة المريخ في البطولة الكونفدرالية بتصرف غير لائق، حيث قام اللاعب رغم انه كابتن الفريق، وبحضور عضوين من مجلس ادارة نادي الهلال بأن تلفظ بألفاظ نابية في حق العقيد حسن صالح، وأن هذا التصرف لن يمر هذه المرة مرور الكرام لان مثل الهلال واخلاقه فوق الجميع.. ووأكد أن الهلال امام خيارين اما تجميد نشاط اللاعب او شطبه وقبل ذلك عليه بالاعتذار العلني عن هذا التصرف وبعدها لنا حديث. وواصل البرير مندهشا (لا اعرف لماذا يفتعل الكابتن هيثم مصطفي كل تلك المشاكل)؟ وأكد البرير أن هيثم قد اخطأ في حق هذه الشخصية الهلالية امام الجميع ونحن لا نريد ان ندمر هيثم وتاريخه الحافل بالانجازات مع الهلال وانه شخصياً كرئيس لنادي الهلال يكن له كل الاحترام والتقدير، ولكن ليس معني ذلك ان ينسف استقرار الهلال من اجل ارضاء هيثم مصطفي. بعدها اعلن مجلس ادارة نادي الهلال تجميد نشاط كابتن الفريق هيثم مصطفى لحين مثوله امام لجنة التحقيق التي كونها المجلس برئاسة المهندس احمد ادم وذلك لمساءلته والتحقيق معه حول مابدر منه اثناء مران الهلال الذي اجراه يوم الثلاثاء 14/8/2012 باستاد الهلال، حتى ترفع اللجنة توصياتها لمجلس الادارة ليصدر قراره النهائي في هذا الصدد. وعلي اثر ذلك قام العقيد حسن صالح بتقديم استقالته لمجلس الهلال لكن المجلس ارجاء النظر في الاستقاله، وقال ان حسن صالح يريد تقديم بلاغ ضد هيثم مصطفي واضاف البرير انه لا احد احرص علي هيثم من مجلس الهلال ولكن على هيثم الجلوس امام لجنه التحقيق وهي اللجنه المسؤله عن تقيم الحاله وعبر البرير عن اسفه لما تقوم به وسائل الاعلام من تأجيج لمشكله هيثم بغرض الكسب فقط. من جانب آخر قامت اعداد كبيرة من جماهير الهلال بالخروج في مسيرات احتجاجية أمام عدد من مقار الصحف الرياضية مساء الجمعة الماضية، احتجاجا على قرار مجلس إدارة النادي الذي أصدره أمس والقاضي بتشكيل لجنة تحقيق لكابتن الفريق هيثم مصطفى، مؤكدين إن اللاعب هيثم مصطفى خطاً أحمر، ومحذرين مجلس إدارة النادي تنفيذ المخطط بإبعاد هيثم مصطفى من الفريق أو شطبه من كشوفات النادي. وفي رد فعل سريع من المجلس على تلك المسيرات الاحتجاجية، أكد مجلس إدارة نادي الهلال أن المجلس لن يتعامل مع هذه المجموعات، التي لا تحمل أي صفة رسمية لمخاطبة المجلس أو الحديث باسم جماهير و روابط الهلال، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع الروابط الشرعية فقط وهي المسجلة في النادي ومؤكدا أنهم صبروا من أجل إنصلاح الأحوال، ومن أجل عدم التأثير على مسيرة الفريق، ولكن للأسف الشديد تمادى وأساء السلوك مع أحد أعضاء المجلس في رحلة المغرب وتجاوزنا عن الموضوع. وأيضاً تمادى مع أحد أعضاء اللجان وتلفظ معه بألفاظ غريبة ولكننا احتوينا الأمر من أجل مصلحة الهلال ثم أيضاً تمادى في تجاوزاته مع المدرب جارزيتو مؤكدا عدم اعترافه به كمدرب، ثم رفضه السفره مع الهلال في مبارياته الولائية باعتذارات غير مقنعة، وخلق العديد من الإعذار الواهية حتى لا يشارك في المباريات وجاء تصرفه الأخير في المران المهم لمباراة المريخ في بطولة الكونفدرالية وأساء السلوك مع أحد أبناء الهلال حيث وجه إليه ألفاظا أقل ما يقال عنها أنها غير مقبولة، لا يمكن نشرها، و بحضور أعضاء المجلس والمكتب التنفيذي حيث كان سلوكاً غريباً ودخيلاً على الهلال، وخرج بدون استئذان من المران، مؤكدا أن للصبر حدود وأنه لا يريد الخوض في كافة التفاصيل. حتى هذه اللحظة يبدو أن القرائن كلها ضد اللاعب، مالم يقدم اللاعب دفوعا قوية تبريء ساحته ، وغالبا أن اللاعب لن يستجيب لدعوة لجنة التحقيق، ومن المرجح أن يغادر السودان في ذلكم الميقات، وهنا سيواجه مجلس إدارة الهلال مشكلة حقيقية، إما أن يواصل سيره وفق القرائن الماثلة بإدانه اللاعب ومعاقبته، خاصة وأن طيات التصريحات التي خرجت من قبل تؤكد ذلك، أو أن ينصاع للضغوطات القوية التي يتعرض لها المجلس وحني رأسه للعاصفة، ويعفو عن اللاعب عبر الإكتفاء بإدانة صورية تؤثر في مكانة المجلس وهيبته ومستقبله، أو ربما بإيعاز ليتدخل الأقطاب لحفظ ما الوجه للطرفين ، وبدون ذلك سيكون الهلال ومجلسه في مهب الريح، خاصة وأن اللاعب سيتلاعب بالهلال كيفما يشاء، ليصبح بمفرده قوة تواجه المجلس كله وعندها ربما يتشتت شمل المجلس ويصبح الفريق كله في مهب الريح. وهنا سيبرز سؤال مهم يقول ( الى متى ستظل أنديتنا تتعاطي بهذا القدر من التراخي الذي من المؤكد سيكرس للمزيد من الإحتقانات، خاصة وأن مجلس الهلال تراخى وغض الطرف عن كثير من ممارسات ذات اللاعب. والساحة مازالت حبلى بالمتغيرات .. صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو) [email protected]
